اراء و مقالات

المليارات للأردن: «بابا بلاش تكزب» … بين «أوليغا» الروسية و«أبو غزالة»: متى تبتلع الصين الأخضر واليابس؟

خلافا لمسؤولين سبقوه لم يتحدث وزير خارجية الأردن الزميل أيمن صفدي إلا عن «مليارين ونصف المليار يورو» فقط على شكل «منصة أوروبية» للاستثمار.
عليه لا مبرر لاستذكار الماضي بعد مراقبة نشرة أخبار الثامنة في التلفزيون الرسمي لأن «الماضي ده كله جراح»!
بعد مرور أكثر من 10 سنوات لا تزال منصات الأردنيين المتلفزة تتذكر الشباب من وزراء الماضي وما وعدوا الشعب به حتى «إنطرمت آذان المواطنين، ولم تثقب فقط.
صوت الرئيس الدكتور عبدالله النسور يقولها بنعومة علنا يوما: «4 مليارات» ولاحقا وزير تخطيط سابق وعدنا عبر مايكروفون نفس التلفزيون بـ«20 مليارا» .
أحدهم تحدث مرارا وتكرارا على هامش قمة دافوس عن «زخ مليارات لاستثمارات سعودية في الطريق».
تلك كلها تصريحات موجعة استعادها الأردنيون بعد انعقاد مؤتمر الشراكة الأخير في المملكة.
تذكرت ذلك الطفل في الخامسة من عمره في فيديو مضحك جدا، وهو يصفع أمام والدته والده قائلا له «ليش بتكزب… قلتلك لا تكزب» ومن يراقب «وفد خليجي رايح وآخر جاي» يتذكر قصرا ما قاله المحامي العروبي زياد خصاونة «يا جماعة الخير .. إحنا بنبيع غراضنا».
في اختصار أساند التحدي الذي يفرضه الدكتور ممدوح العبادي، كلما حضرت سيرة «الاستثمار»: بإلله عليكم . المستثمر يتوجب أن يربح، فما الذي يعنيه ذلك في سوق صغيرة مثل بلادنا؟
في الخلاصة: بابا –معالي أي وزير- خلاص بيكفي «كزب».

بين أوليغا وأبو غزالة

ما هو الفارق بين المذيعة في قناة «روسيا واحد» أوليغا وبين رجل الأعمال الأردني البارز طلال أبو غزالة؟
أوليغا تحدثت عن حرب عالمية ثالثة، بدأت في الوقت الحالي، وسربت تلك المعلومة عبر برنامجها، الذي يحمل اسم «60 دقيقة» عن قرب نهاية العملية العسكرية الخاصة في بلادها في أوكرانيا، فيما أبو غزالة علنا العام قبل الماضي تحدث عن حرب عالمية ثالثة في الطريق.
مشكلة أبو غزالة حصرية في أنه لا يصفق للأمريكيين، ويتنبأ بفوز الصين عليهم، لذلك استهدفه القوم أكثر من مرة.
الحرب الكونية الجديدة لها علاقة بالطعام والقمح ومشتقات المواد الغذائية للإنسان.
الحجة أوليغا، لها طبعا مبرراتها ولديها معلوماتها ومحطة الجزيرة القطرية منشغلة تماما بالبحث عن وسيله تساعد فيها المجتمع الدولي والإدارة الأمريكية على إيجاد صيغة يتمكن فيها الجوعى عبر الكرة الأرضية من الحصول على الحبوب والقمح الأوكراني، حيث الرئيس بايدن يتحدث عن 20 مليون طن قمح يعطل عبورها الروس عبر البحر. وأغلب التقدير هنا باتلك الكمية لن تمر مما يعني أما أنها ستسرق من قبل «بلطجية الأقوى» أو سيحرم الروس منها العالم على قاعدة «شمشون وفعاليه».
بعد اهتمام قناة محطة «فرانس 24» بتعليقات أوليغا انصاف أبو غزالة واجب الآن، فشاشة «الجزيرة» استضافت للتو مستسار الأمن القومي الروسي، وهو يعلنها بكل صراحة قائلا «النظام الأمني في العالم تغير الآن» .
الرجل – نقصد هنا أبو غزالة – إتهمه كثيرون وسخر من مقولاته عشرات المعلقين، لا بل ضايقت مسؤولين كبارا على الأقل في بعض العواصم العربية.
وتبين الآن أنه لا يضرب الودع ولا يكشف بالمنديل، بل يقرأ علميا مبررات الصراع.
بين أوليغا الروسية وأبو غزالة الأردني الفلسطيني ثمة حكاية اسمها القمح والدجاج واللحوم والغذاء، وثمة جوع ومعاناة وتضخم يتربص بالإنسان الضعيف.
أغلب التقدير أن من يملك المسدس والبندقية سيسطو على غذاء الذي لا يملك مسدسا، ومن لديه إمكانات مالية سيشتري قمحاته وفاصولياته من الأسواق.
ولن تجوع إلا الدول الفقيرة والتي يفترض أنها مصدر الغذاء الكوني مثل السودان، على كل حال، هذا ليس جديدا على دول العالم الثالث، والأهم، حسب تكهنات أبو غزالة وأوليغا «الصين لن تبقي ولن تذر» وقد تبتلع الأخضر واليابس، وبينهما الشفاف.

صالة طعام فارغة

مذيع نشرة الأخبار على محطة «رؤيا» المحلية في الأردن كان متحمسا وهو ينقل تصريح وزير السياحة عن عدم انقطاع النشاط السياحي في البلاد طوال الأعوام الماضية، حتى في مرحلة الفيروس كورونا.
بالصدفه تنتقل الكاميرا أثناء تلاوة التصريح الوزاري خلف الشاشة إلى «قاعة طعام ما» في أحد المطاعم أو الصالات الفندقية.
واضح تماما للمشاهد عدم وجود أي موظف، ولا حتى سائح، ولا زائر، ولا أي إنسان في تلك القاعة، ولا «حتى الدومري» على طريقة الأخوة في الشام.
لو كنت مكان غرفة الكونترول في نشرة الأخبار لسجلت لقطات لصالة مطعم أو فندق فيها، ولو حد أدنى من الزبائن لإضفاء المصداقية على تصريح وزير السياحة، حيث الانطباع شديد هنا بأن المسألة قد لا تكون دقيقة وبأن وزارة السياحة دفعت ملايين الدولارات لطائرات، بعضها حضر فارغا، تحت عنوان تنشيط السياحة.
في ظني، وبعيدا عن أي إثم تقصد كونترول نشرة الأخبار عرض صالة فارغة تماما، والخبر يتحدث عن نشاط وزارة السياحة. تنشيط أم تهبيط؟!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى