اراء و مقالات

عمان تستضيف «مسخن» مارسيل و«منسف مشعل» و«مناقيش» المطران … وفي بغداد أمام «قصر العدل» بقايا «أعلام وشاورما»

تماما، وتحديدا، هذا هو الأردن، الذي نحبه ونؤمن فيه.
مارسيل خليفة يغني للقدس في عمان، ويتناول وجبتي «المسخن والمنسف» في منزل النائب خليل عطية، مباشرة بعد بث فضائية «رؤيا» برنامجها عنه ورحلته.
خالد مشعل، قيادي حماس المعروف يسترخي في عمان، بعد وصلة الذكريات الإنسانية، التي سجلتها له كاميرا «الجزيرة»، وكان بينها أو من ضمنها تفاصيل عملية الملك الراحل الحسين بن طلال، التي أنقذت حياته، وأفرجت عن الشيخ أحمد ياسين.
عمان فيها متسع للجميع. في وجود المالك الرئيسي لقناة «رؤيا» حديث من الروح والحنجرة والعمق لأبونا المطران «عطا الله حنا» في دارة المسيحي القومي طارق خوري، مع ما يتطلبه الأمر من مناقيش الزعتر بيتية الصنع.
تلفزيون «الحقيقة» الدولي المحلي يشير أيضا لبعض تلك النشاطات.
مشعل ومارسيل – بعد المناسف – التقطا صورا مع ضيوف ومضيفين، وحجم المياه المستقرة في فم المطران الوطني عطا الله حنا واضح وملموس، وفي الأثناء ليبي ويمني يتمكنان من لقاء المقاومة الفلسطينية وفنانة فلسطينية ملتزمة يتبناها برلماني وقاض عشائري كبير تغطي «الجزيرة» رحلته لإصلاح ذات البين في مدينة الخليل، ثم يصدر فرمان ما يسمى وزارة الداخلية في كيان الاحتلال، يمنع شيخنا العشائري الفاضل طراد الفايز من دخول الأرض المحتلة، بعدما خطب في القوم في «بئر السبع» متمسكا بقناعته بزوال الاحتلال.
هذه هي صورة عمان هذه الأيام بضيوفها.
هي قطعا عمان، التي نعشقها، ويجد فيها كل صاحب موقف، أو رأي، أو لون مكانا لأغنية، أو وجبة، أو موقف ورأي.
من يجرح ويخدش صورة عمان البهية، للأسف أولادها، لكن تلك حجة عليهم وليس عليها.

أين العدل في قصر العراق؟

الصورة، التي تنشرها وتبثها بإلحاح محطة «سي أن أن» لأحداث العراق الأخيرة موجعة، وتعيد تذكيرنا بكل المتناقض العراقي المؤلم وبظاهرة العمائم ودورها في خطف دولة ووطن وأيضا بمن يسميهم الشيخ محمد خلف الحديد بـ»شيوخ المولينكس».
بغداد مجروحة، وشاشة محطة «فرنسا 24 « تدخل الكاميرا لالتقاط كمية النفايات والمخلفات داخل خيم اعتصام نصبت أمام المجلس القضائي في المنطقة الخضراء .
«قصر العدل» العراقي بلا عدل، ولأول مرة نكتشف أن تيارات شعبوية وسياسية تستبق الأحداث وتتظاهر وتعتصم، في مواجهة سلطة القضاء لأن قرارا ما قد لا يعجبها.
كوكتيل المفارقات العراقية بدأ يصيبنا بالغثيان، فجنرالات الحرب الأهلية أمس هم أصحاب القرار في الشارع اليوم، ويتحكمون في الغد.
مؤلم جدا، حد الوجع، مشهد المخلفات والقاذورات داخل وقرب خيم الاعتصام في باحة قصر العدل العراقي، حيث يمكن ببساطة وعبر المحطة الفرنسية رصد «بقايا دجاج وأكياس بلاستيكية وعلم عراقي تمزق للتو، وحذاء صيفي تركت فردته اليسرى فقط، وبقايا فرشة إسفنجية وأوراق ساندويشات وإبريق شاي، عانى كثيرا من الاستعمال المتعسف وأغلفة وجبات شاورما، وبعض العمائم، ويافطات تشبه يافطات الحكومة، عندما صنعت ووضعت بين أيدي الحراكيين في وقت غابر في الأردن.

«أم محمود والزوج الممدود»

فضائية «المملكة» الأردنية قررت فجأة فتح ملف «الفساد في لبنان» عبر حوارية خاصة تطرح المسألة.
دقائق فقط بعد البث عالجها الشارع الأردني بعبارة فيها مثل شعبي دارج وبكثافة: «تركت جوزها ممدود وراحت تعزي بأبو محمود»!
المقاربة ساخرة طبعا، وانتشرت كالنار في الهشيم، عبر منصات التواصل والحديث لـ»غير النشامى» تتحدث المفارقة عن امرأة توفي زوجها ووضعت جثته في المنزل، فتركت الجثة وقررت تقديم واجب العزاء لجارتها «أم محمود».
نتفق مع مخترعي المقاربات أن الفساد في الأردن أولى باهتمام الزملاء في «المملكة»، خصوصا ذلك النوع الأخطر من «الفساد السياسي»، حيث يصدمنا ضابط متقاعد بإفادة في حكاية مطار رامون الإسرائيلي، فكرتها أن وزيرا سابقا للخارجية أبلغه بتقديم اعتراض رسمي على مطار رامون، وأخفق صاحبنا – أي الضابط – بالحصول على نسخة من ذلك الاعتراض، مما يعني أن «معالي وزير الخارجية» آنذاك قرر لسبب غامض «زحلقة» المسؤول الأمني، عبر اتهام الإسرائيليين بالكذب من خلال نفيهم وصول اعتراض. مش عارفين بالضبط الآن «مين الكزاب؟»!
طبعا، ثمة مشكلة اسمها «الأرشيف» في بلادنا. أذكر أن لجنة رفيعة المستوى، بحثت عن وثيقة لجنة سبقتها بسنوات، واعتمدت رسميا، ولم تجد الورقة لا في رئاسة الحكومة، ولا في أرشيف أي من مؤسسات الدولة، فأنقذ الموقف المخضرم زيد الرفاعي، الذي تبين أنه يحتفظ بنسخة.
ما علينا. الدكتور أحمد الطيبي أبلغني قبل يومين أن شبكة تلفزيونية إسرائيلية تحمل الرقم «14» ترجمت تقريرا نشرته عن تساؤلات الأردن بخصوص الشيخ رائد صلاح، وبهدف تقديم أدلة على أن عمان «تتدخل في الشؤون الإسرائيلية الداخلية».
أنا لا أعترف أصلا بالكيان ولا أدري إن كان له أصلا «شؤون داخلية»، فهو يعبث بشؤون الأمة برمتها منذ 60 عاما، ويغتال أعضاء برلمان فلسطين، ويعتقل مرشحين، ويقتل ويحرق الأطفال، ويضم الأغوار قسرا. أليس ذلك تدخلا؟!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى