بورصة «الإبادة»: طحين أغلى من «النفط»! ثمن «العجل» يعادل سيارة… وزواج نانسي عجرم «أمن قومي»
يمكن ببساطة تهريب «دجاجة» عبر الأسلاك الشائكة، لو توافرت النوايا الطيبة بين سيناء وقطاع غزة.
ترسخ الانطباع لدي، بعد مشاهدة متابعة لتبرعات العشائر الأردنية على تلفزيون «اليرموك» المحلي أن «فرخة» صغيرة مصرية النشأة والتكوين يمكنها مراوغة نحو 5 آلاف مسيرة ورادار أمريكي، وبريطاني، وإسرائيلي والعبور.
بصفة يومية يذبح أبناء العشائر الأردنية عجولا وخرافا على نفقتهم الخاصة، داخل القطاع، ويتم توثيق عملية التوزيع بالكاميرا والصوت والصورة، بعد دفع الثمن بأسعار اليوم.
قال لي خبير: ثمن العجل اليوم لأغراض إطعام الجوعى، يماثل ثمن سيارة «كورية»، وبثمن دجاجة واحدة – إن وجدت – يمكنك إعداد وليمة في عمان! أما ثمن الخروف الواحد من أي قطيع أفلت من طائرات إسرائيل فيعادل ثمن حفلة خطبة لأي شاب أردني قرر أن يدخل القفص.
أوقية الأرز الناشف وزن 200 غرام شمالي القطاع بـ20 دولارا، وعبوة الطحين الأمريكي الأبيض بسعر يتجاوز برميل النفط في البورصة العالمية!
حسنا – والشهادة لله – تتابع كاميرا تلفزيون «المملكة» فعاليات الهيئة الهاشمية للإغاثة من إنزالات وخلافه، وما لمسناه أن الهيئة تقوم بعمل عظيم بصرف النظر عن «تقصير الحكومة السياسي».
ورغم أسعار العلالي في غزة جراء الحصار والندرة، يجمع الأردنيون ببساطة تبرعاتهم ويدفعون لمقاولين موثوقين وبسخاء ودون وقوف عند «التسعير».
صديق يعمل في جمعية خيرية نشطة في الاتجاه سألني: ألا يوجد في سيناء المصرية تجار راغبون في تمرير أو تهريب لحوم بيضاء أو حمراء أو أرز، أو حتى كعك أو حمام محشي؟
كل ما لقطناه سابقا من فضائية «القاهرة والناس» هو ذلك الشيخ «الشبيح»، الذي يهدد بذبح أي فلسطيني يتجرأ على عبور الحدود.
يجزم المختصون أن أحدا في غزة، ومهما بلغت به الكوارث لن يخطر في ذهنه مغادرتها لـ«أم الدنيا»، وعليه يمكن إنضاج الاقتراح بالإشارة إلى استعداد متبرعين من خارج مصر للدفع وبسعر بورصة الإبادة لتجار مصريين مقابل تأمين بعض المواد الغذائية.
حتى تجارة مع المنكوبين في غزة لا تريدها السلطات المصرية!
نانسي وعمرو أديب
زميلنا عمرو أديب أبدع، وهو يستمتع بتوجيه الأسئلة مؤخرا لنانسي عجرم، مثل «إذا اختلفت مع زوجك.. رأي مين هو اللي بيمشي»؟ تضحك نانسي الدلوعة فتجيب «بنسبة 90 في المئة ما أقوله أنا».
كيف تدير السنيورة نانسي عجرم علاقاتها الزوجية، بالتأكيد موضوع مهم وحساس يستحق انشغال زميلنا به في برنامجه الجديد على «أم بي سي» الأولى.
والمرجح أنه ملف يختص على طريقة مسلسلات نتفليكس بـ«الأمن القومي»!
لكن أتمنى على الزميل من باب التنويع فقط استضافة تجار مصريين من سيناء وسؤالهم عن إمكانية «بيع مواد» لمتبرعين وبالأسعار الخيالية المشار إليها، مقابل ضمانة توريدها لغزة.
المساعدات على معبر رفح إما «تتلف» أو «تسرق أحيانا»! حسنا ماذا عن «المتاجرة» قليلا بها لغايات تعزيز مالية تلك الشركات، التي تدعم الأمن القومي المصري.
قد تؤسس الفنانة نانسي مبادرة من هذا الصنف وتعود لعمرو أديب لتتحدث عنها تحت عنوان «لا نريد إدخال مساعدات ولا تفكيك الحصار، بل تجارة»، لأن جيش الخرافة العبرية بدأ يقصف الطحين وزرائب المواشي ومخازن العلف»، ولأن في عواصم العرب، من هم مستعدون ولو من باب «قلة الحيلة» للدفع الفوري مقابل تأمين دجاجة أو حتى سمكة».
رئيس مكلف في فلسطين
هل تفعلها نانسي أم نترك المهمة النبيلة لفضائية «فلسطين»، وهي تسجل أول لقاء على الهواء مع رئيس الوزراء «الطازج» دولة الأخ الدكتور محمد مصطفى؟
غريب جدا وحقا أن خطاب التكليف لم يتضمن إطلاقا عبارة «التصدي للمذبحة التي يتعرض لها شعبنا»، مع أن محطة «بي بي سي» استضافت سفيرا سابقا في الخارجية الأمريكية وسمعناه يقول «ما تجري عملية قتل جماعية للفلسطينيين ولا بد من التصدي لها».
والأغرب أن «دولته»- نقصد رئيس الوزراء المكلف – ظهر بصورة عرضية على شاشة تلفزيون «الغد» بكامل أناقته ومؤتمراته.
قريبا جدا سيتحدث السيد مصطفى بلهجة رؤساء الوزارات في الدول المستقرة عن «تطلعات الإصلاح والمستقبل»، متمنيا أن يساعده ألله في «إظهار الاستجابة المرنة للثقة التي منحت له».
لم يتحدث بعد إطلاقا عن «شعبه الذي يباد في غزة وخطته في السياق» للتذكير ثمة أرز مشهور اسمه» أرز مصطفى» والحاجة ملحة له في غزة.
ما علينا نعود لـ»العجول المصرية»، فبعد نحو 6 أشهر من الإبادة والجرائم على أكتاف الخاصرة المصرية لشعب شقيق أعزل لا تحتفظ ذاكرتنا المصورة إلا بلقطة تهريب «كعكة» من طفل سيناوي إلى آخر فلسطيني عبر الأسلاك الشائكة.
ذلك إطلاقا، كما قال مصطفى بكري يوما «لا يليق بمصر». أقله افتحوا بوابة التجارة وحققوا الأرباح.