تكتيك انتخابي لإسلاميي الأردن: زخم في المدن الكبرى والتسلل لـ«الفرعي» والتحكم في «الوطني»
ثمة من يزعم بأن التيار الإسلامي مرشح قوي للحصول على 4 مقاعد على الأقل من شريحة النساء والشباب واشغال مقعدين إضافيين أحدهما مسيحي والثاني شركسي أو شيشاني.
عمان ـ «القدس العربي»: قرر حزب جبهة العمل الإسلامي الأردني تفريغ قائمة واحدة فقط من مرشحيه لانتخابات الدائرة الثانية الفرعية في عمان العاصمة، الأمر الذي يضمن في تلك الدائرة الضخمة والتي يزيد عدد ناخبيها عن 800 ألف حضورا متقدما لقائمة الإسلاميين بعد وجود 3 أسماء قوية جدا فيها هي القطب البرلماني صالح العرموطي والدكتور موسى الوحش والنائب السابق الشيخ أيوب خميس.
واختيرت في نفس القائمة في عمان مرشحة لها ثقل عشائري في جغرافيا الدائرة ما يظهر طموح الإسلاميين بالمنافسة على المقعد النسائي أيضا.
حصل هذا الترتيب بعد ما زار وفد عريض فيه عشرات من الشخصيات المحامي العرموطي لثنيه عن قراره بالانسحاب من الانتخابات، والعرموطي أشار مؤخرا في إطار تواصل مع «القدس العربي» إلى أن أحدا لا يستطيع إلا الامتثال لطلب ورغبة تلك الشخصيات الوطنية المقدرة والوجوه الطيبة عندما تزوره.
بكل حال تكتيك التيار الإسلامي الانتخابي سيركز كثيرا على قوائم صلبة ومنافسة في غالبية الدوائر الانتخابية المحلية بما في ذلك دوائر العاصمة الثلاث الأولى والثانية والثالثة، حيث أسماء كبيرة سيدفع بها التيار في الانتخابات المحلية الفرعية من بينها القيادي علي أبو السكر والمعلم المعروف حسام مشة وآخرون منافسون بشدة من بينهم البرلماني الشاب المتمكن ينال فريحات وبعض الوجوه الجديدة.
ثمة زخم ملحوظ في قوائم الإسلاميين عند دوائر العاصمة الثلاث يحاكيه زخم مماثل في مدينتي الكثافة السكانية الزرقاء وإربد شمالا، خلافا طبعا لحضور صلب متوقع في مدينة مأدبا وقائمة صلبة أخرى في محافظة البلقاء.
قياسا بحواضن التيار الإسلامي الاجتماعية وبتدحرج الأحداث في قضية فلسطين المحتلة، قد ينجح الإسلاميون في الحصول على مقعد واحد بالحد الأدنى في 7 دوائر فرعية، ومقعدين بين الاحتمالات في ثلاث من تلك الدوائر، ما يعكس الرهان تكتيكيا على التسلل للدوائر الفرعية قدر الامكان تحت زخم التفاضل العددي للمرشحين. وإذا أضيفت قائمة في مدن أخرى مثل جرش والمفرق يتحدث الإسلاميون عمليا عن مساهمات فعالة خلال الساعات القليلة الماضية في الاشتباك الإيجابي مع الانتخابات، أما عبر الترشيح المباشر أو عبر التأسيس لشراكات مع طلائع اجتماعية مرشحة هنا وهناك ورغبة في اقتناص ما يمكن اقتناصه من تلك المقاعد المخصصة للنساء والشباب بموجب القانون.
ثمة من يزعم بأن التيار الإسلامي مرشح قوي للحصول على 4 مقاعد على الأقل من شريحة النساء والشباب، ثم المنافسة على مقعدين أيضا والمساهمة عن بعد في إفراز واشغال مقعدين إضافيين أحدهما مسيحي في البلقاء والثاني شركسي أو شيشاني في الزرقاء.
بكل حال تكتمل في غضون ساعات قليلة خطط الاشتباك في الدوائر الانتخابية الفرعية بإسم وعنوان مرشحي التيار الإسلامي، حيث أن الزخم في الفرع قد يقود إلى مقاعد مضمونة لقوائم قوية محلية يستفيد المرشحون فيها من انضباطية صوت التيار الإسلامي في القائمة الحزبية العامة حيث الصوت الوفي المخلص هنا، والذي يمنح ورقة الاقتراع للإسلاميين في المقعدين المحلي الفرعي والحزب الوطني معا وهي ميزة خاصة بحزب جبهة العمل الإسلامي تقر بقية الأحزاب الوسطية بأنها غير متاحة لها، لأن الصوت الوطني للحزب الوسطي قد يضمن بنسبة لا تزيد عن 40 في المئة.
قبل ذلك أنجز حزب الجبهة وظيفته المنزلية بسلسلة رسائل ملغزة ومفاجآت عندما أعلن الثلاثاء الماضي عن هوية أسماء مرشحيه لانتخابات القائمة الحزبية العامة بتحديد 38 إسما وبتقنية تشير إلى أن الأسماء المنافسة بقوة الانتقاء تصطف في أول تسعة أرقام فيما بقية الأرقام قبل طي القائمة لوجوه جديدة تخوض التجربة على أمل التحريك التنظيمي بدون فرص نجاح موثوقة بكل حال، وذيل القائمة أو آخر أربعة مواقع في ذيلها خصصها الإسلاميون لقيادات تاريخية وبارزة من بينها علي العتوم وجميل أبو بكر وهمام سعيد وأحمد الزرقان وانضم إليهم الأمين العام لحزب الجبهة المهندس وائل السقا.
هذا التحشيد في الصفوف الخلفية لقائمة أقرب إلى وصفة جرعة معنوية، بمعنى الإيحاء بوحدة التنظيم والحزب وراء مرشحيه فيما خمسة نشطاء من البارزين في حراك المعلمين على الأقل مزروعون في صنفي القوائم الانتخابية ما يؤشر على سياق عملياتي يحاول يوم 10 أيلول/سبتمبر جذب قطاع المعلمين تحديدا إلى التصويت والاقتراع.
التفاضل العددي في مرشحي القوائم المحلية قابله تفاضل كمي ونوعي في القائمة الحزبية العامة.
وما بين توجيه استثنائي لمرشحي الحشوات والاختيار النوعي لمرشحين جاذبين للجمهور ولمناطقهم تبدو نوايا الحركة الإسلامية جدية في تجاوز حاجز الربع مليون صوت يوم الاقتراع ما يعني أن التأسيس لكتلة برلمانية مضمونها تمثل نحو 10 في المئة من المقاعد على الأقل تتميز بالصلابة والتأثير القوي ليس لأن العدد هو الأهم، بل الحضور والجلوس الطويل والخبرة في التشريع والرقابة المؤسسية.