Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
اراء و مقالات

«سفاري غزة – سراييفو»: متعة وسياحة «القنص» من تلال الصرب لكثبان الغلاف… والنشامى «زعلانين» بسبب هيفاء

«مش حتئدر تغمض عينيك». كانت فواصل قنوات روتانا صادقة، وهي تسحب المشاهد من ربطة عنقه، لكن وثائقي «سفاري سراييفو» الذي يبث الآن على الشبكة سيمنع جفن العين من الارتخاء، بمجرد مشاهدة «تسالي الأهوال»، حيث أول ما يقفز إلى العقل البشري عند الاطلاع على الحيثيات التي عرضتها قناة «تي أر تي» في نسختها العربية السؤال التالي: ما هو الرابط بين سراييفو وغزة؟
طبعا، لا يتعلق الأمر بارتكاب الصرب والإسرائيليين لـ»جرائم إبادة جماعية» فقط – يتفنن فيها القتلة بدم الأطفال والنساء والضعفاء – بل بما هو أخشن على الروح الآدمية.
الادعاء في مدينة ميلانو الإيطالية يحقق حاليا في واقعة في منتهى الغرابة: جهة ما أثناء الحرب الإجرامية ضد أهالي سراييفو، نظمت رحلة سياحية على التلال الصربية، دفع فيها أثرياء أوروبيون مبالغ ضخمة للاستمتاع بما لا يخطر على بال بشر، وهو» قنص المدنيين الآمنين وقتلهم عن بعد»!
يشتري الثري الأوروبي هنا بطاقته، ثم يسافر إلى التلال برعاية القوات الصربية، ويتموقع على التلال، ويتاح له قتل من يريد قتله من عجزة وأطفال مع ابتسامة لئيمة وزجاجة كحول.
في غزة، وتحديدا في سجن «سيديه تيمان»، وحسب وثائقيات «الجزيرة» لا يختلف الأمر كثيرا، حيث تسالي الفظائع منتشرة في معسكرات الجيش الإسرائيلي، التي تحولت إلى معسكرات اعتقال نازية، لا تنتمي إلى عالم البشر.

غزة- سراييفو

مؤخرا، وفي مؤتمر خاص سمعت أحد الحقوقيين باكيا، وهو يشرح ما يجري في معسكر سيديه تيمان: «عجوز فلسطيني تغتصبه بهراوة مجندة إسرائيلية أمام جميع المعتقلين، ثم تضحك، هي وضباطها ويقهقه معهم الطاقم الطبي، وهو يشاهد الأسير العجوز يبكي وتنزف منه الدماء.
لم يعرف بعد عدد المرضى المختلين من رواد سياحة قتل «مسلمين»، والأرجح أن أصحاب هواية قنص البشر على تلال صربية لديهم شركاء وأصدقاء، ويصنفون من شريحة الخواجات، التي تفتح لهم المطارات في دول عربية وإسلامية.
في غزة بثت قناة «بي بي سي» تقريرا عن هواية مماثلة، لكن ليس على مستوى سياح، بل مرتزقة عسكريون.
فهمنا من «الجزيرة» قبل «بي بي سي» أن الدليل على سياحة القنص في غزة هو تكدس سجل بإصابات الرأس والبطن حصرا بالرصاص للأطفال، وفهمنا من القناة الإسرائيلية 14 أن المدعية العسكرية، التي سجنت لاحقا لديها وثائق واعترافات، وكانت تحقق في الملف، قبل أن تنضم لمساجين فلسطينيين ينظر لهم من فتحة صغيرة، الوزير المخبول إيتمار بن غفير، فيما يكرر علينا أحدهم على شاشة تلفزيون «رؤيا» الأردني «يا أخي كانت الأمور مستقرة قبل هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول».
شاهدنا شيئا من تلك «التحف الإجرامية» في بعض حلقات مسلسل «القائمة السوداء» على شبكة «نتفليكس»، حيث أثرياء ضجرون يدفعون المال مقابل رؤية مغامر ما وهو يقتل نفسه داخل بيت زجاجي.
سياحة التوحش من سراييفو إلى غزة، توضح لنا إلى أين انحدر بعض البشر، خصوصا من رموز التسلية بدماء الضعفاء. أي غفران يرتجى حقا بعد كل تلك البشاعة الوضيعة؟!

النشامى وهيفاء

فقط 18 أردنيا دفعوا مبلغا لا يقل عن 500 دولار، لكل منهم بدل حضور الحفل الأخير للنجمة اللبنانية هيفاء وهبي في العاصمة من بين 634 شخصا اشتروا البطاقات بأسعار متباينة طبعا، وقرروا السهر مع أغنية «بوس الواوا» أو «الحاج رجب».
نفهم من إستديو «عين»، ويديره الإعلامي التلفزيوني عامر رجوب بأن المطربة هيفاء «مظلومة» في الجدل المثار ضد حفلها، فقد تسببت بتنشيط السياحة والنمو الاقتصادي وتحفيز الطاقة الفنية، فيما رواتب ودخول الأردنيين لم تتأثر، بدليل أن الغالبية الساحقة من الجمهور من الزوار، وتحديدا من مناطق عام 1948 في فلسطين المحتلة.
حفل من الصنف المشار إليه كنت سأعفيه من الضريبة العامة أيضا لو عينت وزيرا للسياحة، فأكثر من 600 زائر وسائح دفعوا مالا في فندق لمتعهدين أردنيين وشربوا وأكلوا وتحركوا في بلادنا، لا أحد يعلم ما هو سر الحملة ضد النجمة هيفاء وهبي، التي تراقصت مع المستقبلين بمجرد نزولها من السيارة.
الشارع انزعج من غياب التنسيق بين وزارتي الأوقاف والسياحة، لأن الأولى قادت صلاة الاستسقاء ظهرا، والثانية رخصت حفل هيفاء مساء في الليلة نفسها. تلك صدفة زمنية كان يمكن للمتداولين على المنصات تجاوزها، فالتنسيق يغيب في محطات أخطر وأكثر أهمية عمليا.
لاحقا غضب كثيرون، لأن حفل هيفاء أعفي من الضريبة حتى كادت الأخيرة تتسبب بأزمة دستورية تحت قبة البرلمان الأردني قبل أن يبلغ المتعهد المعني الزميل الرجوب على الهواء المباشر: «الحكومة ورد لها بسبب حفلنا 10 آلاف دينار وأعفتنا بقيمة 11 ألف دينار». الفارق فقط 1000 دينار والمبلغ محدود.
لكن الأهم هو من يقف خلف الضجة الشعبية، التي رافقت هيفاء وهبي من لحظة هبوط طائرتها، والعلم عند ألله أن الشعب طفران، وفقد اليقين ولا يصدق الحكومة».

اظهر المزيد

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من مدونة الكاتب بسام البدارين

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading