اراء و مقالاتمقالات وآراء

«دشاديش» تل أبيب أم «الرئيس تبون» في الأقصى؟ الجزائر «حرة دوما» و«كوافيرة» هزمت «تكشيرة» الأردنيين

 

دينا عبادي، ليست أكثر من كوافيرة أردنية نشطة في أبو ظبي تحديدا، حولتها مبادرة إنسانية لطيفة مع مساعدتها الأندونيسية الى نجمة على شبكات التواصل والمنصات.
لعبت دورا كبيرا في المسألة أيضا محطة «المملكة» الأردنية، بعدما سلطت الضوء على السيدة عبادي، وهي تقيم حفلا خاصا لتكريم موظفة لديها بمناسبة عيد ميلادها .
التقطت المفارقة لاحقا قناة «الجديد» اللبنانية وسلطت الضوء على الكوافيرة، التي لا تحب الأضواء ولا تشاهد الفضائيات ولا تقرأ الصحافة والإعلام أصلا، كما أبلغت المذيع اللبناني المعروف وعلى قناة «الجديد» توني خليفة .

لماذا هذا الإهتمام؟

خليفة اهتم أصلا بدوره لسبب جوهري، فقد قامت الدنيا ولم تقعد في التسرع الالكتروني اللبناني المعهود، بعد تصدر التغريدة، التي تهاجم رياض سلامة حاكم مصرف لبنان، وعلى أساس أن زوجته تهدي خادمتها قلادة كبيرة من الذهب، فيما هو يحتفظ بدولارات اللبنانيين المحتجزة في البنوك .
تسببت امرأة أردنية طيبة، لا تبحث أصلا عن أي أضواء في أزمة في لبنان، ركب موجتها خليفة، عندما استضاف الكوافيرة الأردنية، لكي توضح الموقف، وهي تبتسم وتقول «جئت إلى بيروت لتوضيح الحقيقة، وما فعلته مع موظفتي أفعله طوال سنوات، لأني مهتمة جدا بصناعة الابتسامة.»
وبدوري أصوت للرأي القائل بتسمية حقيبة وزارية للابتسامات في الأردن، علنا كمشاهدين للتلفزيون الرسمي نتخلص من تلك الكشرات الحادة، والتي لا تعرف دربا أصلا للابتسامة .
تسقط العبادي – بمهارة وعبر شاشة فضائية لبنانية – تلك النظرية البائسة، التي تقول بسيادة التكشيرة الأردنية دائما .

الجزائر على أسوار الأقصى

هل تذكرون ذلك الشخص، الذي يخطط لحرق مصفاة بترول حتى يشعل سيجارته؟
تذكرت هذه العبارة وأنا أراقب على دفعات قناة وشاشة «فلسطين» الرسمية، أملا في إيجاد، ولو خبر واحد صغير على الشريط الإخباري يتحدث عن تكريم شعبنا الفلسطيني في القدس المحتلة للجزائر قيادة وشعبا .
انشغلت تلفزيونات الشباب والأهالي الافتراضية في تغطية المناسبة، حيث فنان يرسم لوحة للرئيس الجزائري على قضبان أسوار القدس وعلم الجزائر بالألوان ينير القلوب والساحات وحيث شاب صغير على كاميرا ديجيتال يبلغ العالم بأن الشعب الفلسطيني يرد الجميل الجزائري ويهنىء الرئيس عبد المجيد تبون بسلامته .
لا نعرف سببا بصراحة، بما في ذلك التنسيق الأمني يمكن أن يمنع التلفزيون الفلسطيني من مجرد إشارة الى هذا النشاط الودود، والذي يثبت بأن موقف الجزائريين، بعدما تخلصوا من إرث الكرسي المتحرك يخطف الباب شعبنا المقاوم، خلافا طبعا للقناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي، التي لا تجد دشداشة لخليجي مواطن تتجول لتلوث الأرض على أرصفة تل الربيع باسم السلام والمرحلة إلا وتحتفي بها، ثم تقيم ندوة تلفزيونية لتقييم غزوة السلام العربي .
حتى تلك اللقطة، التي يطلب فيها نتنياهو معقما بعدما استلم ميكروفون لمراسل إماراتي خجول رفض نتنياهو مصافحته لأسباب فيروسيه. حتى تلك اللقطة نوقشت بكثافة في حواريات القناة العبرية .
أي بؤس هذا؟ أي غفران يرتجى، حيث لا سلاح ولا مقاومة ولا حركة حماس، مجرد شبان مقدسيون يوجهون التحية للرئيس تبون والشعب الجزائري، فيما يغرق تلفزيون السلطة بالنوم ويكتفي على طريقة فضائيات الأنظمة العربية الشمولية بصور وأخبار تلك الاجتماعات الرسمية المملة والمضجرة للقيادة، وتلك العبارات المجترة من نوع «غادر.. استقبل .. افتتح» .

لقاح ما «ساندويتش»

حتى لو ابتلع وزراء الأردن وكبار مسؤوليه اللقاح الصيني الإماراتي مخلوطا بالساندويتشات أو بقرب فنجان القهوة وأمام الكاميرات لن يقتنع أحد من المواطنين ببساطة بنظرية المأمونية، التي يتحدث عنها الطبيب النجم الدكتور وائل الهياجنة، عبر محطة «رؤيا».
كاميرا تلفزيون الحكومة طبعا رافقت رئيس الوزراء ووزير الصحة وهما يتفقدان مختبرا رسميا، ثم يقرآن ورقة ما يفترض أنه كتب عليها أن الأجسام المضادة للفيروس توالدت في جسدهما بعد الجرعة الثالثة من اللقاح الصيني الشهير .
لست شغوفا بالتشكيك في المطاعيم واللقاحات، ولا في نظرية المؤامرة، لكن الحكومة هي نفسها التي أنتجت الارتياب وسط الناس، من كثرة ما أعلنت الاتفاق على شراء كميات من كل أصناف اللقاحات التي ينتجها الآخرون .
اقترح أن لا يبالغ الوزراء في تعاطي اللقاح الصيني علنا، ولا غيره، فقد قال فيلسوف فرنسي معروف «لا تشرح ولا تبرر.. صديقك لا يحتاج وخصمك لن يقتنع» .
الطريقة الوحيدة لتلقيح الأردنيين بالتطعيم الصيني او حتى التايلندي هي إلقاء أطنان منه في خزانات المياه، فقريبا جدا وبعد أول لقاح وأول رفع جزئي للحظر واسترخاء في تطبيق أوامر الدفاع ستعود الأفراح والليالي الملاح، وستولد المناسف بكثافة فوق المقابر، وفي صالات الأفراح، ويعود العناق الحار، حيث الرهان مجددا على «وعي الفيروس»!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى