Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
اراء و مقالات

«كوميديا» الأردن بين «دموع إسرائيل»: اضحك مع الحكومة فقط و«للرغيف السخن»!

لا أحد ينكر موهبة كوميديان الـ«سوشيال ميديا» الأردنية يزن النوباني.
ولا أحد ينبغي له أن ينكر إظهار التقدير لمؤسسة التلفزيون الرسمي عندما تلتقط موهبة شابة، وتوقع معها عقدا حتى وإن كانت قيمته نصف مليون دينار مقابل «15 حلقة» وظيفتها إضحاك شعب ابتسامته «نادرة وعزيزة» وجمهور معروف أنه «لا يضحك حتى للرغيف السخن».
للتذكير نجم مسلسل «القائمة السوداء» الأمريكي العجوز على شبكة نتفليكس كان يحصل على 160 ألف دولار نظير تصوير حلقة واحدة في أول جزئين، ثم ضاعف السعر في البقية، أحد أطول وأجمل وأرقى المسلسلات التي تعلق بالذاكرة.
نصف مليون دينار بهذا المعنى نظير 15 حلقة كوميدية لا تضحك إلا قليلا وسينساها الناس، بعد نصف ساعة في الحساب الرقمي «فراطة» أو «فكة»، مفهوم أنها لن توضع في جيب النجم الشاب، الذي يحاول الصعود.
القصف، الذي تعرض له الوزير السابق مروان جمعة، لأنه دافع بكلمات استفزازية عن حق الممثل الموهوب في توقيع العقد ينبغي أن يدرسه الساسة والمعلقون، ليس لأن صاحبنا الوزير استعمل عبارة «يزن.. لا تستمع لهالأشكال»! ولكن لأن العاصفة النقاشية، التي لحقت بكلمات تقول بملء الفم إن جذر المسألة ليس يزن ولا العقد، بل «الشعب الطفران».

علم الأردن في القلوب

للتو قررت الحكومة «تعيينات وتعاقدات غير مفهومة» أو لم تشرح ومستفزة.
للتو الشعب الأردني خارج من ورشة طرح أسئلة، لها علاقة بيقين الماضي، ليس بسبب الوضع المعيشي والاقتصادي المنهك فقط، ولكن أيضا بسبب شر شيطاني تورمي سرطاني بدأ يحرق الأثواب اسمه «الكيان الإسرائيلي».
ذلك السرطان مستقر على شاشة «الجزيرة» على مدار اللحظة. ولا يتحدث عنه تلفزيون الحكومة ولا فضائية «المملكة»، التي قد تدمج قريبا في «مؤسسة الإذاعة والتلفزيون»، مما يبقي أسئلة اليقين مفتوحة ومعلقة بلا أجوبة، فيما التعيينات وبعض العقود والمطالبات تنطبق عليها عبارة «وكأن الدنيا قمرة وربيع».
عقد النصف مليون يثير الاستفزاز، لأن الشعب طفران وخائف وقلق ومديون للبنوك بنسبة 73%. ولأن مجتهدا ما في الأروقة ابتكر واحدة من أغرب تقنيات «التسويق»، وهو يحاول «إجبار المواطنين» المرهقين ماليا على «رفع علم البلاد» على شرفات منازلهم، عندما قال «السارية عليك والعلم علينا».
ولمن لا يعلم السارية هي قطعة معدنية مخصصة لرفع الأعلام يقدر الخبراء أن ثمنها لا يقل عن 220 دولارا، وهو مبلغ بالتأكيد غير موجود في جيب المواطن الغلبان، مع أن العلم في قلوب الأردنيين، ولا يحتاج لرفعه على شرفات المنازل.
كنا طوال الوقت نطالب مؤسسة التلفزيون بدعم الإنتاج التلفزيوني، لكن السؤال «الفني التقني»: لماذا لا يدعم المبدعين على منصات التواصل الاجتماعي في مواقعهم، التي يحترفونها وبكلفة أقل؟ لماذا الإصرار على تحويل «حالات ناجحة» على الشبكة إلى مسلسلات غير مضحكة على الشاشة؟
نحن قوم إذا ضحكنا نقول «ألله يكفينا شر هالضحك»! وبعد مذابح غزة لم نر أي ابتسامة على وجوه الناس، إلا عندما يظهر «الملثم» على شاشة «الجزيرة» أو تعطب آلية إسرائيلية.

حكومة تضحك نفسها

الجمهور في الأردن يحب يزن النوباني، ويحترمه ويتابعه، والحملة ضد «العقد» ذاته والمؤسسة، وليس ضد الفنان الشاب، وجذرها الإحباط واليأس وصعوبة فهم «قرارات وتعاقدات وعطاءات وتعيينات الحكومة» في زمن الحرب.
من وصف المنتقدين بـ»هالأشكال» أخطأ بالتأكيد، فالموصوف هنا عمليا هو «الجمهور»، الذي ينتج المسلسل أصلا من أجله، إلا إذا كانت مؤسسات التلفزة الحكومية راغبة في «إضحاك نفسها فقط».
أي محاولة لدعم وإسناد «النجوم الشباب» مهمة ومقدرة، لكن على الجميع تذكر أن أحد عمالقة الكوميديا في التاريخ الأردني رحل عن الدنيا قبل أشهر، بعد قرار شركة الكهرباء فصل الطاقة عن منزله، وأن عملاقا فنيا آخر قبل فترة وجيزة توفي، وجمعت كلفة دفنه من جيران الحارة.
أحد أهم من شكل وعينا الدرامي منذ 4 عقود توسط له شخصيا كاتب هذه السطور مع مؤسسات كبيرة لدفع فاتورة الاستشفاء، وكانت نتيجة الوساطة إرسال باقة أزهار وتمنيات بالشفاء العاجل قبل رحيله عن الدنيا.
للأسف الشديد، يعلم كل من اعتلى صهوة وزارة لا يحفل بها أحد اسمها «وزارة الثقافة» منذ ربع قرن أن كبار الفن الأردني في الكوميديا والدراما، إما رحلوا عن الدنيا، بصمت وفقراء نهشتهم البنوك أو هم «يذبلون» الآن!
الضجيج حول «عقد يزن» أو غيره على الشاشة السحرية له خلفياته وجذوره الأعمق والأصل فيمن يريد رعاية المواهب أن يأخذ في الاعتبار تلك الجذور، لأنها مسألة حساسة فيروسها يزحف في أوصال الأردنيين الحائرين.
للعلم، في المقابل ندعم خطط «دمج كل الشاشات التلفزيونية المحلية»، ونعيد التذكير بوثيقة صاغتها «لجنة ما» يوما تدعو لتشكيل «هيئة استعلامات وطنية» تعيد، ولو بعض الكرامة للفنان الأردني في استئناف الإنتاج الدرامي والكوميدي وعبر إقامة شراكات وصفقات مع ممولي القطاع الخاص.
ونعلم أن بعض أجرأ المنتجين ممن رفضوا التحول إلى «متسولين» طاردهم وبلا رحمة «أعداء النجاح»!

اظهر المزيد

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من مدونة الكاتب بسام البدارين

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading