خاص

أوغلو و”الوحل التكتيكي” السعودي.. طاقم الأمير بن سلمان وهو”يتبرع” بفلسطين

هل هو فعلا إسترسال في الغوص مجددا بـ”الوحل التكتيكي”؟

..حسنا المملكة العربية السعودية تتقدم ب”خطابين” تجاه القضية الفلسطينية الأول يصلح للإجتماعات العامة وبلسان خادم الحرمين الملك سلمان بن عبد العزيز وبمضمون يرد في البيانات ويعيد التأكيد فقط على “المبادرة العربية” وحقوق الشعب الفلسطيني.

والثاني خطاب “غير معلن” ويعبر عنه المستشارون والعاملون مع مكتب ولي العهد الامير محمد بن سلمان مرة عبر أذرعهم السبرانية وخلاياهم التي تنتحل صفة”الذباب والنمل الإلكتروني” ومرة عبر إجتماعات الهيئات الأممية حيث يحرص التمثيل السعودي على هامش “مختلف” عن لهجة الملك سلمان أملا في “إختراق تكتيكي” هنا وهناك بعد مسلسل الإخفاق في اليمن وفضيجة قتل خاشجقجي.

في التفاصيل ثمة محاولات للحفاظ على الصداقة مع جاريد كوشنر بإعتباره الجبهة الصلبة خلف الرئيس دونالد ترامب التي تمنع المؤسسات الامريكية من تفعيل قضية خاشقجي.

وثمة محاولات لشراء عقارات في القدس ولتأسيس لجان أهلية على نمط “الروابط التركية”.

الأخطر ثمة إيحاء بإمكانية توفير “مظلة اسلامية بديلة” عن الأردن لرعاية المقدسات مع اتصالات هنا وهناك عبر جنرال أمني سعودي يزور الضفة الغربية ويتواصل مع قياديين فلسطينيين يطالبون بإسم السلطة بتوفير المزيد من المال فقط.

يتصور الطاقم العامل مع ولي العهد الشاب بان “التقرب” من اليمين الاسرائيلي قد يكون من بين أطواق النجاة باتجاه “دور إقليمي فاعل أكثر” مع توفير الفرصة للشغب على إيران ومناكفة تركيا وتكريس كل مظاهر “الغيرة السياسية” من الحضور الاردني اللافت في المجتمع الدولي.

وصف رئيس الوزراء التركي الاسبق الدكتور أحمد داوود اوغلو عشية زيارته لعمان مؤخر اما يفعله السعوديون بملف القضية الفلسطينية بأنه تعبير أدق عن “وحل تكتيكي” وقال وهو يدخل لمقابلة جلالة الملك عبدالله بان هذا الاتجاه “بائس ومعتل سياسيا”.

في نقطة التفاعل مع اوغلو ونخب أردنية استعرضت بعض مظاهر التكتيك تلك على اساس انها “غير مبررة” وغير منتجة ولن تقود إلا لرهانات خاسرة وغير منطقية خلافا لأنها تعبر عن “عدم وجود مطبخ حقيقي”.

هنا حصريا “يرتجل ” السعودي دبلوماسيا ويتخبط ويغرق في مجاملات هدفها اليمين الاسرائيلي وكوشنر حصريا.

تارة يتحدث عن حق اسرائيل في الوجود وتارة أخرى يعيد تذكير الفلسطينيين بان المعروض عليهم “دولة في غزة على بحرين” ثم يختمها المندوب السعودي في الامم المتحدة وهو يستنكر “صواريخ المقاومة” التي تقلق المستوطنات.

خطاب العهد الجديد في السعودية واضح هنا ويستند إلى تحويل أكبر قضية صراع في الشرق الاوسط إلى مجرد “ورقة إقليمية” تخدم نوايا “البقاء والتسلط” وانتقال السلطة في السعودية للعهد الجديد تماما ولو عبر “التبرع بفلسطين”.

تلك “مهمة مستحيلة” حتى مصر أخفقت فيها تدفع الفلسطيني والاردني والعربي والمسلم لاقتراح بديل يماثل تلك المسخرة في الموقف السعودي وقوامه التبرع بإقامة وطن قومي لليهود قرب الرياض مثلا .

..صدق أوغلو…أي وحل تكتيكي هذا وأي طهي سياسي سقيم؟.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى