اراء و مقالاتمقالات وآراء

«جبل» فيروز بين «دموع» فرنسا و«إغماءة» ماجدة الرومي… ونتنياهو يغازل «خليفة»!

 

«قالها بدري… وانشرح صدري» كانت تلك العبارة الأكثر ترديدا على لسان جارة أمي «أم ملوح» رحمهما الله عندما تسمع على شاشة التلفزيون الأردني الرسمي تصريحا لا يعجبها لسياسي أو وزير.
شعرت بحاجة ملحة لاستذكار العبارة وأنا أشاهد ملخصات لحديث متلفز بثته فضائية «المملكة» على لسان مدير عام شركة البترول الوطنية يجزم فيه أن حقول النفط السعودية المكتشفة حديثا بعيدة عن الحدود ولا امتداد لها في الأراضي الأردنية.
سبحان الله العظيم. النفط تحت أسفل أقدام جاري، لكنه لا يلامس قدمي. هل تلك حقيقة علمية يا متعلمين؟

نفي مريب

صاحبنا يصدر الفتوى إنطلاقا من موقعه الإداري قبل الحكومة ووزيرة الطاقة ونقابة الجيولوجيين.
وقبل الشقيق السعودي والخبراء والمهندسين وبدون استكشاف ولا حتى مذكرات تسأل الجوار ولا أي نوع من التنقيب!
سياسيا، مريب هذا التسرع بنفي «حصتنا» من الهبة الإلهية السوداء مع أنه لا أحد أصلا من الشعب الأردني «يهتم» حيث قناعة أن النفط لو كان متوفرا بكثافة تحتنا لن نستطيع استخراجه ولا حتى إنارة ماكينة سحب مياه بمحروقاته ولو أخرجناه لن نستعمله في صورة رشيدة، وقد نهدره كما نهدر نحو 40 في المئة من المياه بسبب سوء الصيانة وسرقة المياه وغسيل السيارات.
غريبة جدا تلك الحقول السعودية النفطية فهي متاحة للشقيق الجار وعصية علينا نحن الأردنيين البسطاء فقط، رغم أن بهائمنا الصحراوية ترتع مع بهائمهم وتعيش على التراب نفسه والتركيبة الجيولوجية في حائل السعودية تطابق صحراء «الأزرق» الأردنية.
الأغرب أن يتطوع «زلمتنا» بكل هذا التسرع خدمة على الأرجح للوطن والمواطن، وحتى لا يثقب الأردنيون آذانهم بناء على وهم… لذلك انشرح صدري .

ماكرون وماجدة الرومي

خطر في ذهني السؤال، بعد مشاهدة وصلة التغطية على «سكاي نيوز» ثم «الجزيرة» و«العربية» هل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون هو حقا ذلك الرجل الذي «أخرج من معطفه الجريدة وعلبة الثقاب»؟
منذ سنوات طويلة لم نسمع عن الفنانة ماجدة الرومي قبل وعدها لماكرون بقضاء بقية حياتها في التعاون فنيا.
لكن رؤيتها ترتمي بدفء على أكتاف ماكرون، مثيرة لكل أصناف الفضول بعدما تصورت فيروز كجبل الجليد أمام الرجل نفسه.
كادت السيدة النجمة أن تصاب بإغماءة على أكتاف فرنسا وهي تعانق دموع ماكرون.
يسأل لبناني على شاشة «الجديد»: لماذا لم تشمل جولات السيد الرئيس إليسا ونانسي عجرم ومغنية اسمها الأول «مايا»؟
الإجابة أخبث، فماكرون لم يطبق قواعد المحاصصة الطائفية في زياراته للنجمات.
إغماءة ماجدة الرومي بالتأكيد «رسالة لبنانية شعبية» مهد لها «سيد المقاومة» على شاشة «المنار» بدوره، عندما منح «الهندسة الفرنسية» الآنية تفويضا مسبقا وبدأ يقرأ الدرس من آخر فقراته تمهيدا على الأرجح لتحول حزب الله لـ»حزب سياسي منزوع الدسم والسلاح».
لماذا نلوم ماجدة الرومي، وهي ترتمي على أكتاف الرئيس الفرنسي بدون «كمامة» بينما وضعت فيروز ما هو أكبر من الكمامة في المناسبة نفسها؟ تخيلت ذلك الحاجز الزجاجي عند زيارة دائرة المتابعة والتفتيش في عمان، حيث لا إغماءات ولا ما يحزنون برفقة فيروز.
حتى المدعو «خليفة» أول ممثل لدولة الإمارات في دولة الكيان إرتمى في حنان، وهو يتحدث بالعبرية مع «المستر نتنياهو» حيث تنقل القناة الإسرائيلية الثانية تلك الأشواق، التي يوزعها نتنياهو تحت عنوان شغفه الشديد في رؤية الأخ خليفة قريبا في تل أبيب .
أحب ماجدة الرومي وأحفظ معظم أغانيها، لكن شريطة أن لا تحب غناء ماكرون على هذا النحو فهو لن «يحدث الأطياف» أبدا عنها ولا عن لبنان.

الموجة الثانية والرزاز

نعرج قليلا على السبق الأردني الكوني، حيث أول دولة تعلن في العالم عن «الموجة الثانية للفيروس كورونا» التي «وصلت يا جدعان» بإعلان مباشر على شاشة تلفزيون الحكومة لدولة رئيس الوزراء شخصيا الدكتور عمر الرزاز.
لو أعلنها نجم الوبائيات الطبيب البارع وائل هياجنة على شاشة «رؤيا» مثلا لصدقناها فورا.
لكن زميله الطبيب نذير عبيدات، صاحب الدقة في التصريحات تحدث لبرنامج «يسعد صباحك» يوم الجمعة عن «إحتمالات الانتشار المجتمعي».
الرجل يحاول «إخافتنا». نتحدث عن شعب يؤمن ويردد العبارة التالية «بلا كورونا بلا بطيخ» في الأعراس ورقصات الدبكة مع موسيقى.
السؤال الذي تمتنع كل فضائيات «خلية الأزمة» عن طرحه حتى الآن: وين الغلط؟ البلد كانت مغلقة والأرقام تسجل «صفرا». والوزير بتاع الصحة صرح «مات وجففناه». كيف تسلل الفيروس اللعين بهذه الإعداد مجددا، ومن الذي سمح له بالعبور؟
حتى خلية الأزمة الوزارية التي تلعب دور «المونتاج والإعداد» في حواريات الشاشات تمتنع عن الإجابة، مع أن المذيع عامر الرجوب وبإسم قناة المملكة «اشتكى» من غياب وزير النقل فمعاليه – بصراحة أخفقت في حفظ اسمه – مشغول جدا، ولا يعرف الكثير أصلا عن «قطاع النقل» وهو «يتدرب الآن» على الأرجح حتى يعبر «الموجة الثانية» ليس من الفيروس، ولكن من «حكومة الرزاز».

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى