اراء و مقالات

باص الأحزاب «سريع» لكن «مفيش ركاب»… الأردن و»المؤلفة جيوبهم»… ومحمد الموجي: «مرحى للترفيه الثقافي»

تذكرني فوضى العمل الحزبي في الأردن هذه الأيام بمزرعة الدجاج، التي حدثني عنها يوما الفاضل رئيس مجلس النواب الحالي في إطار كاريكاتوري مدهش.
مجددا، لإنعاش ذاكرة لطيفة: تغادر دجاجة القفص فيلحقها فورا فيلق من الدجاجات، بدون تعيين، ثم تنحرف نفس الفرخة في اتجاه معاكس فينجرف معها الفيلق.
وبعد هنيهة يمكن لأي دجاجة أن تمتطي كتف من يطعمها لأي سبب وبدون ضمانات تبعد بؤبؤ العين عن «المنقار»، تماما كما حصل عندما هندست الانتخابات.
تذكرت المشهد بعد الاستفزاز الرقمي، الذي شعرنا به جميعا ونحن نشاهد قناة «المملكة» وهي تحاول «قراءة وتحليل» أرقام الاستطلاع الأخير، حيث عدد الذين قرروا المشاركة في عرس «الأحزاب» الوطني لا يزيد عن «1في المئة».
ذلك لا يعني بصراحة وطنيا إلا أن المهتمين في الشعب بـ»تحديث المنظومة»، حتى هذه اللحظة يقتصرون على «أعضاء اللجنة التحديثية» وأقاربهم والعاملين لديهم، وبعض ذوي القربى والمساكين، ومن يصفهم كاتب ساخر بـ»المؤلفة جيوبهم».
محطة «رؤيا» بدورها حاولت تأسيس هامش حواري لفهم ما يحصل وتلفزيون الحكومة منشغل بتلك الوصلات الدعائية، التي تشبه ما تبثه النسخة المصرية من «أم بي سي» بعنوان «مصر.. البيت بيتك»، علما أن أصحاب البيت المصري من المستثمرين هذه الأيام يغادرونه.

باص الأحزاب

عموما، في مسألة الأحزاب وأنابيبها إعادة قلب «الهرم المقلوب» وتركيزه على قاعدة حقيقية تخلو من الأوهام والزحام أكثر حكمة الآن وليس غدا من الاسترسال في «ممارسة الغلط»، لأن الفواتير تزيد مع الأيام.
إطلاقا، لا يمكن الرهان على مستقبل حزبي حقيقي بدون «حزبيين» وعبر هواة غير محترفين أولا، فالعملية هنا ستكون أشبه بإعداد العجة بدون بيض.
دون ذلك ستصبح أقرب لعملية «إعادة تدوير».
منظومة وتحول وعمل حزبي، يعني «جدية وحريات» وراقصين «من اللي فوق» على نفس النغمة ومؤسسات دولة «موحدة»، ضمن «مسطرة قانونية واحدة» تتيح لجميع الركاب الصعود إلى الحافلة.
شخصيا، وفعلا لا أعلم لماذا يتوقع الشباب الرسميون عبر شاشة التلفزيون الأردني «نتائج مختلفة أو أفضل» وهم يديرون الأمور بنفس الذهنية القديمة؟
في اختصار إذا استمر المشهد على ما هو ستختفي حتى نسبة ال»1في المئة»، ولن يبقى في باص الأحزاب إلا السائق، وذلك الشاب بحركات بهلوانية، الذي يجمع الأجرة من ركاب غير موجودين.
يا قوم: تطبيق معايير الباص السريع على باصات العمل الحزبي مهمة مستحيلة.

سوريا والمخدرات

يقولها وزيرنا حاليا أيمن الصفدي بوضوح على شاشة «سي أن أن» في ما يختص بالمخدرات الآتية من القطر السوري الشقيق: «إذا لم تتخذ إجراءات سنقوم بما يلزم  لمواجهة خطر المخدرات، بما في ذلك عمل عسكري في الداخل السوري لمواجهة هذا التهديد».
كنا مع الزميل الوزير قبل 24 ساعة من هذا التصريح العلني، وحدثنا بالتفصيل عن الأمر طالبا عدم النشر.
لكن الرسالة، وعبر «سي أن أن» حصرا قد يكون لها هدفها، الذي لا يصلح مع شاشة الحكومة.
ماعلينا، لا يمكن طبعا ودوما، إلا الوقوف إلى جانب الخيار الأردني، خصوصا في حرب على آفة المخدرات، حيث لا مجال هنا لاجتهاد أي منا، وإن كان قد لفت نظري «تهديد الصفدي» السريع مع أنه للتو أمهل قرينه السوري فيصل المقداد بالخصوص.
أعلم، ويعلم غيري، يقينا أن «الجنوب السوري» لا يخضع لسيطرة الدولة، وأزعم مجددا أنه في المخدرات وغيرها حدوديا علينا التحدث مع «المعلم الإيراني».
لكن الأهم من هذا الموقف «السيادي»، الذي نرحب به وبإعلانه هو القضاء المبرم والتام على «الحاضنة المحلية»، فتلك مخدرات لديها «مستقبل ومضيف داخلي» وأي تهديد ينبغي أن يقرن بمواجهته. هنا التحدي الأبرز حتى لا نقول المزيد.
لذلك، نحب مشاهدة وزير الداخلية الصديق أيضا على «سي أن أن» يهدد الفرع المحلي.

مرحى للترفيه الثقافي

جميل أن تدير الريمونت كونترول على محطة «أم بي سي» وتسترخي آخر زفرات الليل، مع وصلات من الموسيقى العذبة الحقيقية، تحمل بصمة الراحل العملاق «محمد الموجي».
نعم، نقولها بوضوح: هذا الجز من «التثقيف الترفيهي» في مكانه و»ضربة معلم»، ولا نملك إلا تقديره واحترامه، لأنه يعيد انعاش ذاكرة كادت تذوب بسبب مطربي الأعراس والسوشيال ميديا.
الموجي، طلال مداح، وغيرهما أسماء تعيدنا لزمن الطرب الجميل، والأهم أن نختبر تلك الألحان الزاهية المعتقة فينا كالخمر بصوت مطربين جادين من الصف الأول اليوم.
هذا ترفيه هادف وعميق نصفق ونصفر له.
وما دمنا في الفن والترفيه وعوالمهما يا حبذا لو اتخذت «أم بي سي» و»روتانا» وغيرهما من شاشات المنوعات، بعد الآن قرارا بأن يتم اختبار المواهب الفتية والشابة حصرا بالأغاني والأهازيج الأصيلة، ذات الصلة بلحن عميق وكلمة هادفة، على أمل صغير – طبعا – بأن نرفع، ولو قليلا من ذائقة العامة.
للعلم، دفعت «صبية أعرفها» مبلغا ماليا ضخما نظير الوقوف للتمايل مع أحد هؤلاء بتوع السوشيال، وهو «يجرش» بعبارات بلا مبنى ولا معنى!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى