اراء و مقالات

«إنقلاب على العراب»: موسم «التشفير» الأردني وشريهان تعود في عباءة «رامز جلال»

«تشفير» ما يقوله كبار المسؤولين باجتهادات طاقم التلفزيون الرسمي الأردني تقليد قديم ومتوارث لا أحد يستطيع هزيمته، بسبب صموده وثباته كالبنيان المرصوص.
تسألون: ما هو البنيان المرصوص؟ شاهدوا نشرات الأخبار في تلفزيون الحكومة، خصوصا عندما يتعلق الأمر بـ»خصومات بالجملة» تجري على ما يقوله علية القوم للقيادة في القصر الملكي.
قابل الملك بعض قادة المجتمع واستمع إلى نخبة من رجال الدولة. حسنا ما دامت التغطية المتلفزة تقررت والاجتماع غير مغلق ما الذي يمنع انتقاء عبارات بمضمون وطني حقيقي وعرضها مما قيل للقيادة؟
نعلم أن قامات مثل طاهر المصري وعبد الرؤوف الروابدة ومحمد الحلايقة وغيرهم قالوا كلمات مهمة في «التشخيص والنصيحة» والفلتر الفني إياه اختار عبارات كلاسيكية معلبة تظهر «الولاء» فقط، حتى كدنا كمشاهدين نرصد حفلة «وناسة» جديدة بعنوان «التسحيج».
هذا تضليل بائن، فالحديث عن «رجال دولة» هنا والأردن يكسب بتجنب انتقاء العبارات، التي يمكن الاستغناء عنها لأن الشارع ينضم للدولة في الخيارات والبوصلة عندما يستمع لرموزه وهي تتحدث بمصارحة.
لا يحتاج القصر للمزيد من «وصلات التأييد» التي لا تنفع أحدا، ونكاد نقسم أن صاحب الأمر نفسه لا يريد الاصغاء لكل وصلات «التحصيل الحاصل» بل يريد إجراءات وعمل وانتفاضة تطوير إيجابية، ومؤسسات الدولة اليوم في أمس الحاجة لمن ينصحها حقا بصراحة مؤلمة .
والأهم في حاجة لأن تستمع للرأي الآخر، فقد «هرمنا» ونحن ننتظر شاشة تلفزيونية خالية من «الفلاتر» ويديرها ببؤس «المحرر الخفي».
للتذكير يعلم جميع العاملين في الإعلام الرسمي أن الملك شخصيا اعترض يوما على مانشيتات الصحف الكبرى، على أساس عدم ضرورة تقديم الخبر الملكي على غيره، إذا لم يكن ثمة مضمون وخبر.

«انقلاب على العراب»

هنا يرسل الزميل والصديق ووزير الإعلام الأسبق راكان المجالي تسجيلا لحلقة على شاشة «رؤيا» قبل سنوات يتحدث فيه عن «سجن رمز الفساد الأمني» متوقعا قريبا «سيلحق به رمز الفساد الاقتصادي».
يصفق الحاضرون للندوة المتلفزة دون تسمية الأشخاص .
لكن المجالي يذكرني بمانشيت له في الثمانينيات في «القبس» الكويتية بعنوان «الانقلاب على العراب» وأتفق معه أن البلاد والعباد دفعا ثمن المغامرات، التي أدت لولادة عرابين كبار خلف الستارة، ومنحهم صلاحيات غير مألوفة، وتم إركابهم على أكتاف الدولة والشعب، وزاد نفوذهم حتى تصوروا أنهم هم الدولة والمؤسسة في ذهنية شاذة .
على سيرة «الفتنة» الأخيرة في الأردن، لا بد من تذكير الجميع أن كبار المتهمين في القضية يخضعون للتحقيق الآن في اتهامات لا علاقة لها من قريب أو بعيد بأي ملف إقتصادي أو بأي من ملفات الفساد.
الجمهور دوما وأبدا يصفق وينبغي أن لا يسمح له بقيادة المشهد، فالحاجة ملحة لتذكير القوم بمقولة «دولة المؤسسات والقانون»، مع أن سعر الفرخة الواحدة في الأسواق زاد بنسبة 30 في المئة على الأقل، فيما لم تفعل وزارة الزراعة شيئا لمصلحة المستهلك .

الدجاج والفتنة

لماذا نتحدث عن سعر الدجاج وما علاقته بالفتنة ودولة المؤسسات؟
سؤال مهم تملك الإجابة عليه محطة تلفزيون «المملكة»، التي تستضيف متحدثين بإسم الحكومة ومافيات الدجاج، لكنها تمتنع عن استضافة الدجاجة نفسها أو الغلبان الذي يخطط لالتهامها.
سؤال مهم أيضا، لأن أزمة الفتنة والمؤامرة الأخيرة نشطت ذاكرة برلماني لديه خبرة في «مزارع الدجاج»، وتحدث لكاتب هذه السطور مجددا عن «جلسات الاشتباك بين السلطتين» قائلا: بمجرد فتح القفص تركض إحدى الدجاجات بأي إتجاه فتلحق بها لا على التعيين 10 دجاجات، ثم يصيح الديك بدون سبب فتتجمع الفرخات حوله وفي لحظة محددة تبدأ الفراخ بنهش ونقر بعضها البعض وعندما يأتي الساقي ويعرض المياه يمكن مشاهدة سيرك الفراخ، حيث واحدة على كتفيه وأخرى بين رجليه.
أشك في الواقع بمبالغات صديقنا البرلماني وغير معقول أن الأمور تدار بهذه الطريقة، وإن كان ذلك يحصل أحيانا!

«الواد» رامز والسنيورة شريهان

بعيدا عن دجاجات الأردن يمكن رصد مستوى الاحتفاء المنصاتي بالسنيورة العائدة للأضواء «شريهان» بعد وصلتها المليونية في خدمة شركة اتصالات مصرية.
لكن على «أم بي سي مصر» يزج الفاصل الدعائي الطويل لنجمة استعراضية يحبها الجمهور بين ثنايا ذلك البرنامج الترفيهي المزعج، والذي يحمل إسم «الواد رامز»، الذي «قلبها خل وخلانا نتبل».
كنت أميل إلى مشاهدة محبوبة الجميع شريهان بعمل مسرحي رشيق من «بتوع زمان» بدلا من فاصل دعائي أقرب إلى مسلسل تركي طويل وممل، وعلى هامش أفلام البهلوان رامز جلال، الذي يحتك بالضيوف ويزعجهم ويرفع مستوى الإدرينالين عندهم قبل إلقائهم ببركة مياه.
أحب منوعات «أم بي سي» وأصوت للرأي القائل بإمكانية احتجاب برنامج رامز لموسم أو إثنين ما دامت الأفكار قد استنزفت. لو منحونا فرصة الاستمتاع بشريهان لكنا في وضع أفضل.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى