اراء و مقالات

يحصل في الأردن: «ضريبة الحبيب زبيب»… أين الطاووس «المظلي» حفتر؟

بدت مداخلة هادفة على محطة قناة «المملكة» في الأردن تلك التي كان نجمها شارحا المسؤول الأول عن جهاز الضريبة في الأردن حسام أبو علي .
قرر الرجل أخيرا التحدث للأردنيين عن المداهمات الضريبية، من حيث الشكل والمضمون، وقدم شرحا يعتمد عليه في فهم ما يجري، بدلا من ترك المسألة للتكهنات والروايات المنسوجة أحيانا في أقبية ما يسمى بالمعارضة الخارجية، وهم قلة قليلة من الأردنيين الغاضبين لأسباب متنوعة أو في مخيلة الشارع والروايات المضادة .
لا أحد ينكر أن مدير الضريبة ورفاقه وأطقمه يقومون بعمل جبار .

الزبيب وضريبة الحبيب

ولا أحد ينكر مظاهر الخلل والقصور، خصوصا تلك التي اعترت ذلك الجهاز في الماضي، لكن اليوم ثمة عملية إصلاح وثمة تغيير .
وهي عملية عليها ملاحظات بالتأكيد، لكنها فعالة، فتثقيف جميع أطراف معادلة الإنتاج في المسألة مهم وضروري، ولا ينقصه اليوم إلا توقف التحريض عبر القنوات الخاصة والتليفزيون الرسمي، كما حصل عدة مرات ضد طبقة الأغنياء والأثرياء ورجال الأعمال، إضافة الى وجبات أكثر من الشفافية المتلفزة بين الحين والآخر .
عمليا، تشمل العملية «الأحباب والمحاسيب» من «نادي المحظيين والمحظوظين» في الماضي، الذين نالوا دوما «دلالا مفرطا» من تسهيلات واحتكارات وخلافه، حتى حان وقت استعادة بعض الذي سكت عنه في الماضي، وعلى قاعدة ضرب أو عفوا «ضريبة الحبيب زبيب».
المطلوب الآن، بسبب الأزمة الخانقة القليل من «الزبيب والحصرم»، وليس وقته الانشغال بمناقشة الناطور، ولا يوجد من هو أحق بالحصول على بعض الزبيب من «الحبيب السابق». نقطة وأول السطر.
لذلك أسعدني الطاهي، الذي يظهر يوميا على شاشة فضائية «رؤيا»، وهو يقترح، بقصد أو بدونه، وضع حبات من الزبيب على طبق اليوم، الذي نفذت فيه أضخم وأكبر مداهمة ضريبية فيما كان المذيع المرافق يعلن: «هذا الطيب للحبايب».
ولم يسعدني الزميل في محطة «المملكة»، وهو يحرض على أصحاب المال ورجال الأعمال على أساس أنهم جمعيا «متهمون»، مع أن عبء الاثبات على السلطات وليس العكس.

أين الطاووس؟

قناة «الجزيرة» تتقصد التركيز على مشهد محدد في الملف الليبي، حيث الجنرال المختفي الآن عن المسرح خليفة حفتر يقف كالطاووس على منصة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وهو يطلق مبادرة ما على أساس «الصلح خير»، بدون ممثل للحكومة، باعتبارها طرفا في الصراع .
الأهم هو ما أشارت اليه قناة 24 الإسرائيلية في تقرير مفصل يظهر فيه الجنرال حفتر بملابس سبور أحيانا وبأخرى رياضية وبثالثة عسكرية مزروعة بالنياشين، التي يظهر أحدها حصريا أن الرجل هبط في دورة عسكرية بالمظلات.
هل كان حفتر مظليا فعلا؟ لا يهم فالحديث عن طائرته، التي هبطت بمظلة في فنزويلا، هو الأهم والأكثر أهمية أن الطاووس، الذي أراد منه الرئيس السيسي صناعة رمز حمامة سلام ومصالحة، غاب عن المسرح أيضا وبقي الميكرفون وحيدا على المنصة المصرية!
من حقي كمواطن عربي أن أعرف جنرالي أين ذهب فأنا مثل الملايين الذين تسأل عنهم جوليا بطرس، وهي تغني مقلدة نجمة مغاربية «وين الملايين»؟ أنا مثل هؤلاء أريد طاووسا ينتحل صفة جنرال وزعيم وطني، يقبع بين الحين والآخر على تلك الشاشات، التي نراقبها بحثا ولو عن خبر سار.
ومثل الملايين نريد أن نتوقف عن رؤية الزميل ناصر شديد، وهو يرتدي كمامة أو خوذة، دون أن يترك مع كاميرته أي منطقة فيها مخلفات قصف أو حرب، فعلى المراسل الحربي زميلنا أن يرتاح قليلا ويحدثنا عن حديقة أزهار مثلا، أو عن رحلة استكشافية كتلك التي تبثها محطة «أم بي سي» بين الحين والآخر .
يبدو لنا أن ثمة عدة نسخ من ناصر شديد، فهو في الموصل، ثم شمال العراق، وقبلها بغداد، ثم بنغازي وسرت وطرابلس، في الوقت الذي تحول فيه ثامر المسحال الى مراسل حواري وودود يكشف بعض الملفات السرية لمشاهدي «الجزيرة».
المهم أخيرا: أين ذهب الطاووس؟!

كمين إسرائيلي

وفاء بني مصطفى، نائبة في البرلمان الأردني تتميز بالصلابة وبحضور قوي وقدرة على الاشتباك، وهي نموذج للمرأة الشرسة تشريعيا والقادرة في الوقت نفسه على بناء توازنات وتمرير سياسات أحيانا .
خلافا لكثيرين لا نستطيع المشاغبة على بني مصطفى، بعدما اصطادها كمين في التلفزيون الإسرائيلي .
السيدة تلقت اتصالا من شخص عربي يتحدث العربية، وطلب منها التحدث في مداخلة مسجلة تليفزيونيا واكتشفت أنها فجأة بالصوت والصورة على شاشة تلفزيون إسرائيلي .
الموقف صعب ومعقد، لكنه درس في تقنية التعامل مع المراسلين والفضائيات، ومن لا يريد اصطياده في كمين، عليه أن يدقق أكثر في هوية من يتصل أو يسجل ولصالح من بصورة محددة .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى