اراء و مقالات

«الكهرباء مقابل الماء» يطيح بـ«الأرض مقابل السلام»… «إكسبو» جديد برفقة الأمير تشارلز والجدل يطال «محمود درويش»

لست قلقا من لعبة «تبديل الكراسي» في المشهد السياسي الأردني فهي الوحيدة المسلية في غياب «منهجية الاشتباك» مع التفاصيل.
لكن مجددا الطائرة طوال الوقت لا تهبط وتحلق على ارتفاع منخفض وإن اعتراها «عطل ما»… هل تذكرون تصريح رئيس وزراء سابق بخصوص «الطيارة الخربانة»؟
حسنا، أنا شخصيا أذكر .
التلفزيون الرسمي الأردني أظهر قدراته المهنية – عندما يريد- في استنطاق رئيس مجلس النواب الجديد السيد عبد الكريم الدغمي الذي نتمنى له التوفيق في مهمة معقدة ستكون مليئة بإنشائيات «الوطن والمواطن».
سأل زميلنا المذيع الدغمي عن «مجلس الديكور» والجواب قريب من صيغة عادل إمام: «مش ديكور ئوي يعني».
طبعا لا شكوك بأن الدغمي مشرع استثنائي وصاحب هيبة وهو المطلوب مرحليا وإن كان تحدث عن تحالفات مع رأس المال مع أن فضائية المملكة وفي تغطيتها تنشر إخباريا نفس الصورة الخاصة بمرحلة «الديكور».
أملنا كبير بأن يتمكن نواب نحترمهم من تبديد الانطباع الذي أسس له رئيسهم الآن فينا حول «مجلس الديكور».. يمكننا قبول ربع أو نصف ديكور أو ديكور «فل أوبشن» وكامل الدسم لكن جميل ومتقن ويسر الناظرين ويحاكي ولو نسبيا جناح أردني شارك عام 1955 في أحد معارض روما. لاحظوا معي قبل نحو سبعة عقود شاركنا بمعرض دولي بأناقة وفائدة.
وكاميرا محطة رؤيا قدمت لنا وجبة دسمة من سوء الحظ والفضيحة الإدارية بأول تجول لها في أروقة «إكسبو» حيث وزراء أمام زجاجات رمل وشاشات عرض مع موظفين غير مهيئين أوكلت لهم وظيفة تسويق البلاد.

«أردنية» محمود درويش

اكتشفنا عبر «إكسبو» بان رام ألله مدينة أردنية والثورة العربية انطلقت في حمص وانتهت في تعز فبلاد العرب أوطاني بكل حال.
المسألة لم تقف عند هذه الحدود فقد أكملتها علينا محطة سي إن إن بنسختها المستعربة وهي تتحدث عن «قصيدة شعرية» قرأ بعض أبياتها الأمير تشارلز خلال زيارته الأخيرة لعمان للشاعر «الأردني محمود درويش».
نعم هكذا نشر النص في موقع المحطة الأمريكية مع أن الأمير تشارلز قرأ من قصيدة شاعر البلاط الاردني «حيدر محمود» فيما عادت المحطة منوهة ومعتذرة للقراء والمتابعين قبل ان ينشغل القوم على منصات الأردنيين والفلسطينيين بالتحدث عن «جنسية الشاعر الراحل الكبير» فيما حيدر محمود حي يرزق ويصول ويجول في عمان.
لولا أني زرت الراحل الكبير محمود درويش في شقته غرب عمان وسمعته شاكرا عدة مرات لـ»الكرم الأردني وحفاوته» لصدقت رواية المحطة الأمريكية التي عادت وصوبتها.
أحدهم من رام ألله أضحكني وهو يكتب قائلا: «رام الله مدينة أردنية مفيش مشكلة… كمان يا جماعة إكسبو… بدكم توخذوا منا محمود درويش».
الحقيقة ان من أنتج التشويش الأمير تشارلز وسهو محرر سي إن إن.
شخصيا لا أعرف سببا من أي صنف يدفع الأمير تشارلز أصلا لتلاوة أي من نصوص محمود درويش أو حتى نصوص حيدر محمود.
لا بل لا أعرف لماذا زار الأمير عمان أصلا وأجريت معه مباحثات رسمية بشأن قضايا وملفات لا دور له من أي نوع فيها.
لا أحد يمكنه مجرد التفكير بانتزاع «فلسطينية» محمود درويش ولا أحد يملك المزاودة على عمان وهي تحتضن جثمان الراحل وتعبر فيه إلى مثواه الأخير.
الموت والقصيدة لا يحملان دفتر عائلة ولا يحتفظان بأرقام وطنية ويتجاوزان العسس هكذا ببساطة وبكل رشاقة وبدون ضجيج.
مجددا لكل من حاولوا تحميل «واقعة إكسبو» أكثر مما تحتمل نحيلكم لشاشة محطة الجزيرة وهي تنقل حفلا شعبيا في مخيم الحسين وسط العاصمة عمان ليلة انتخابات ما حيث لافتة ضخمة استقبلت وفدا وزاريا كتب عليها: «الأردن وطن يعيش فينا لا نعيش فيه.. وفلسطين لا بديل عنها إلا الجنة».

«الكهرباء مقابل الماء»

أو حتى نفهم ما الذي أرادته فضائية مملكة البحرين الشقيقة وهي «تطنطن» من بداية الأسبوع الماضي متحدثة عن «إجتماع أردني – إماراتي- إسرائيلي» الأثنين سينتهي بتوقيع اتفاقية جديدة في مجال الطاقة.
حتى محطة الحقيقة الدولية تعاملت مع جزء من أسئلة وتداعيات الاجتماع إياه وشاشة «سكاي نيوز» وعدتنا بالسمن والعسل في مجالي المياه والطاقة فيما صمت القبور يتسيد على مستوى الوزراء المختصين والمواطن الأردني ومعه البحريني والإماراتي يستمعون في «خيبة قومية» جديدة لأخبارهم من «صحافة العدو» عندما كانت شبكة كان الاسرائيلية تكشف الطابق برمته.
معادلة «الكهرباء لإسرائيل مقابل المياه للأردن»… آخر صرعات المرحلة الإبراهيمية في إطار ثقافة جديدة تطيح بشعار «الأرض مقابل السلام».
وأخشى أن يعيد العدو الكهرباء الممولة إماراتيا بعبوة عصرية ويبيعها في أسواق دبي وبغداد مع أن أحد أبسط المواطنين طرح سؤالا أخفقت بالإجابة عليه حقا: ما دام الشقيق «الخليجي» مهتم بمساعدة الأردن «مائيا»… لماذا لا يقيم محطة لتحلية المياه في العقبة بدلا من كل هاللف والدوران؟
سؤال وجيه.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى