“كشمير” فرع جديد من “مطاعم الخلافة”.. طوني خليفة “عالق” مع “البادية الأردنية” و”غوريلا” رامز تتصدر “الضجر”
مالا يمتع قليله لا يدفع كثيره أي مشاهد للاسترخاء. شعرت بذلك وأنا أحاول ترسيم وجهة نظر فنية ومهنية في المغامرة، التي قررها الزملاء المحترمون في فضائية «الأردن اليوم»، حيث استقطاب «نجم شاشة لبناني» لإجراء مقابلات مع أقطاب سياسة أردنيين.
جدلا استضاف صاحبنا طوني خليفة مشرعا من وزن ثقيل من حجم عبد الكريم الدغمي، فردد له الأخير مثلا بدويا عريقا بعبارة». «ترى الزاد يا خوي يا طوني لين تفتش ما ينكال».
ما سيحصل ببساطة أن لحظة البث ستفلت لأن المذيع النجم لن يفقه شيئا، وإذا كان ذكيا سيضطر للتوقف والاستفسار.
حصل شيء من هذا عندما استضاف خليفة الأردني النشمي الشهير حيدر الزبن، حينما سأله عن شقيقه الشهيد على أسوار القدس فتأثر الثاني ونزلت دموعه، متحدثا عن مكانة القدس في وجدان الأردنيين. الدمعة هنا كانت «إنسانية ووطنية»، لكن خليفة اعتبرها «بدوية».
مسألة أخرى: أي مذيع أردني أو مصري لو استقطب لمحاورة اللعيبة الكبار على شاشة ليبية مثلا، سيمشي دوما إلى جانب الحائط، طالبا الستر ومتجنبا أي مطبات.
التجربة في تقديري الشخصي ليست مثيرة، وعلى نبل فكرتها، قد تخفق وإن كنت أصفق للتقدم الكبير، الذي تحققه شاشة «الأردن اليوم»، وهي تناضل وتناور وتحاور، وسط كومة من الشقاء الفني الوطني.
وزير «التكشيرة»
عندما يتعلق الأمر فقط بالمشاعر الشخصية علي أن أقر أن «وضوح» وزير الداخلية الجديد السيد سلامة حماد في ما يخفيه ويبطنه قيمة أساسية من الصعب تجاهلها.
محطة «المملكة» مثلا وفي ثلاثة برامج يوم التعديل الوزاري سألت ضيوفها عن الرجل ودلالات توزيره.
قابلت حماد لأغراض مهنية عدة مرات، والرجل مهنيا وسياسيا يمكن ببساطة فهمه وقراءته من اللحظة التي تنظر فيها لصوره، التي ملأت المنصات وتكرسه كصاحب «أهم تكشيرة» أردنية.
لا يمكن لوم حماد على انحيازاته واتجاهاته ولا طريقته في العمل، فالرجل يقول بكل اللهجات إنه «غير معني بالديمقراطية»، ويؤمن بالدولة المركزية وبعدم التساهل في القبضة الأمنية.
مهنيا، إذا قررت ضرب شبكات تجارة المخدرات النافذة خيارك الأفضل هو الوزير حماد.
سياسيا، إذا قررت «تقليص» حريات التعبير المنفلتة فالخيار أيضا حماد. توزير الرجل ليس مشكلته، ورسالة هذا التوزير، يمكن أن تناقش مع مركز القرار الرفيع وليس مع رجل بيروقراطي أمني كلاسيكي واضح للغاية. هذا حصريا ما أخفقت شاشة التلفزيون الأردني في قوله للناس.
وزارة الاقتصاد الرقمي
الأخطر في رأيي بعد التعديل الوزاري الأخير وهو ما قيل على الهواء في برنامج حواري لقناة «اليرموك» هو إعلان تأسيس وزارة للاقتصاد الرقمي، رغم عدم وجود «اقتصاد أصلا»، وتسمية وزارة للريادة، علما أن «الرياديين» يهاجرون من الأردن .
الأخطر أيضا هو تأسيس وزارة للحكم المحلي واللا مركزية، رغم أن جميع أعضاء مجالس اللا مركزية «لا يفقهون شيئا بعد» عن الكلمة ومعناها، فما بالك بمفهوم «الحكم المحلي».
أقر الرجل، الذي أدار ملف اللا مركزية أن كادر وزارة الداخلية لم يكن يضم إلا شخصا واحدا لديه قدرة على شرح اللا مركزية. اليوم الملف مع المفهوم ومع المجالس نقل فجأة وبجرة قلم إلى وزارة جديدة لم يخضع اسمها للتعريف بعد.
«خلافة» بقواعد «بائع متجول»
تعجبني تقنية «فلترة» وتنقية الصورة في وكالة «أعماق» التي تعتبر عمليا بمثابة المحطة الفضائية لتنظيم «داعش» والتي يخفق – سبحان الله – كل جواسيس العالم بإعاقة بثها او اختراقها.
ما علينا. الشباب بتوع أعماق، وفي إصدارهم الأخير وعلى طريقة «فلان الفلاني… موسكو… دولة الخلافة» قرروا إبلاغنا بما يحصل في كشمير، حيث عملية انتهت بمقتل جندي وشخص آخر.
المهم في الخبر المصور النصر المؤزر لدولة الخلافة بإعلان تأسيس «بقالة» – عفوا – ولاية الهند ضمن سلسلة مطاعم – عفوا- ولايات دولة الخلافة.
الشباب في إعلام «داعش» تماما مثل «ماكدونالد» أو فروع «كل شيء بعشرة قروش». ألله وكيلك كل يوم فرع جديد يفتتح في إحدى القارات.
ولاية كشمير مباشرة بعد الرد على ما حصل في الباغوز في سيرلانكا. لا نعرف لماذا تذكرنا بائع «كرابيج حلب» المتجول أيام زمان أو بائع الفقوس على الحمار، وهو يتاجر في جبال عمان السبعة. خلافة متجولة بين القارات…الحمد لله على «النعمة» اللي إحنا فيها .
رامز والغوريلا
حاولت بمحبة وحياد البحث عن أي متعة خارج سياق الفضول في الحلقات الجديدة لرامز «ثقيل الدم» في موسم رمضان الجديد.
بعد السحلية والدب ارتدى المهرج الشاب زي «غوريلا» وبدأ يخيف ضيوفه أمام الكاميرا.
لست ضد هذا النوع من الفن الاستعراضي المسلي، لكن بوضوح يستنفد رامز على شاشة «أم بي سي» الخيارات ويعيد تكرار نفسه، ويستنسخ الأفكار نفسها مع تبديلات بسيطة، فبدلا من البحر والنهر شلال، وبدلا من ناطحة سحاب غابة في مستنقعات اندونيسيا.
رامز يؤسس للتسلية إلى حد ما، لكن التكرار أصبح مملا، وعموما ثمة مليونا مشاهد لهم رأي مختلف.