اراء و مقالات

«ألهذا خلقنا»؟: رسالة «النشامى» إلى معتز مطر… بعد «اتخضيت» و«سلم نفسك يلا» لـ6 دقائق تم قتل «المصري الأخضر»

لماذا «تتخض» يا معتز؟ لا يحق لك أن تشعر بأي «هلع» وأنت تسمع «داعيتنا العظيم» يقترح وفي كل بساطة أن المسلمين «أمة الحكماء العقلاء والفكر والهداية أصحاب المعرفة».

نسي زميلنا عمرو أديب إسطوانته إياها عندما يتعلق الأمر بالتدقيق بين الشاشات المصرية عن «رواية أدق» لقصة «الرجل الأخضر».
المصري «الغلبان» طرد من عمله، فدهن جسده بطلاء أخضر، وحمل سيفا بلا نصل، يُستعمل في قطع الأغصان، ووقف على سطح إحدى بنايات مدينة الإعلام في 6 أكتوبر.
في فن التفاوض، وحسب الأفلام الغربية، التي تعرضها «أم بي سي 2» تحضر الشرطة الميدانية مفاوضا لمثل هذه الحالات يعمل لـ6 ساعات قبل التصرف المسلح، ثم تُقام خيمة أمنية ويحضر طبيب نفسي ويتم إحضار أم الشخص أو زوجته أو حتى جارته مع قهوة ساخنة وساندويتشات لزوم الحكاية.
الشهادة لله، فقد حظي الأخضر الغلبان بـ6 دقائق وعبارة تفاوضية واحدة فقط «سلم نفسك يلا»!

العبارة 3 مرات

ضابط ما قال تلك العبارة 3 مرات فقط، في الدقائق الست، لكن مقتضيات الأمن المصري القومي تطلبت التصرف السريع، حسب قواعد الاشتباك.
في الدقيقة السابعة تم إطلاق ثلاث رصاصات مباشرة على الصدر والقلب، فخر الرجل الأخضر صريعا مضرجا بالدماء!
تلك معطيات يمكن ببساطة رصدها من النافذة التلفزيونية الخاصة بحزب «الوفد» المصري .
طبعا كان يمكن إطلاق رصاصة واحدة على قدم الشاب أو ذراعه ثم السيطرة عليه ونقله لأقرب مشفى للإمراض النفسية أو منحه وجبة صغيرة «طعمية أو كشري» مثلا.
لكن الرفاق في الأمن المصري، ليس لديهم فائض من الوقت، فهم مشغولون – ليس فقط بحماية مدينة الإعلام – بل بمعارك الأمة، فأثيوبيا تكشر عن أنيابها وتحلف إيمان الله زورا وبهتانا وتقطع الماء عن البلاد.
و«السيد الرئيس» لديه معركة في ليبيا تصديا لـ«الإرهاب التركي» ونتنياهو قد ضم الجولان وسيضم الضفة وغيرها، وقد يخطر في ذهنه المختل لاحقا «ضم سيناء» مجددا، ومصر مشغولة بالرجل الأخضر!
ثلاث رصاصات في قلب «شاب جائع» على سطح مكشوف. نهنىء الشرطة المصرية على هذا الإنجاز القومي العظيم.

معتز مطر وشيخنا الأردني

ونهنىء أيضا زميلنا المذيع المصري المعارض معتز مطر، فقد قرر التدخل في أدق «الشؤون الداخلية الأردنية» دون وجه حق، عندما «قوم الدنيا» وملأها ضجيجا ضد وزيرنا ونائبنا وداعيتنا، الذي لا يشق له غبار الدكتور محمد نوح القضاة، في سياق جدل نظرية «الموعود والمشهود».
قالها مطر بوضوح وعلى شاشة «الشرق»: «اتخضيت لما سمعت اللي بيقوله الراجل الداعية الأردني»!
وقالها قبله محمد نوح القضاة، على شاشة «إقرأ» السعودية، وبدون أن يرمش «ما لهذا خلقنا».
لماذا «تتخض» يا معتز؟ لا يحق لك أن تشعر بأي «هلع» وأنت تسمع «داعيتنا العظيم» يقترح وفي كل بساطة أن المسلمين «أمة الحكماء العقلاء والفكر والهداية أصحاب المعرفة».
وغيرهم حسب تحليلي شخصيا لمسار النقاش من «كفار الغرب» والعياذ بإلله منهم، ومن إختراعاتهم، فهم مجرد «تلاميذ» وظيفتهم فقط صناعة الأشياء السخيفة، مثل «الطائرات والمحركات والمصانع ومحطات الفضاء ومراقبة ما فوق الأرض وتحتها وحولها».
ما هي فائدة مركبة فضائية مثلا، بدون «حكمة» العرب المسلمين؟!
أيهما يخدم البشرية أكثر مخترع المحرك، الذي يصنع الكهرباء وينير ظلام المسلمين أم «جاهل حكيم» من أمتنا يقرأ ويعظ التلاميذ من المخترعين الكفرة إياهم؟!
هذه أسئلة لا يستطيع برنامج معتز مطر الإجابة عليها و»لن يستطيع» لأن المسألة تتعلق بأسرار الخلطة الأردنية، التي يعجز علم الكفار «التلاميذ» عن تفسيرها أو فهم تركيبتها.
لعلمك يا أخ مطر، وفقط لكي نستطيع «مقاهرتك» نحن عندما تتحرش بزعاماتنا سنعيد رفعهم إلى قبة وقمة البرلمان، نكاية بك، فشيخنا العتيد حظي بـ20 ألف صوت في الانتخابات، فقط لأنه تحدث عن «شجرة صحراوية» في إحدى القرى في مدينة الزرقاء استظل تحتها رسول الله عليه الصلاة والسلام، وأطلق الرجل حملته الانتخابية من عندها فبايعته الجماهير نائبا للأمة.
عليه وفي اللهجة الأردنية المحكية: بلاش تخبيصات. بلا سيارات بلا صواريخ وطيارات وسفن وكلام فاضي، فنحن العرب المسلمون أهل الحكمة والمعرفة والمخترعون الأوغاد «مجرد تلاميذ» لديهم وظيفة فقط، لا تزيد عن «صناعة» تلك الذخيرة والمتفجرات والأسلحة، التي يستعملها «الإرهابيون والمجانين» منا، ونحن نجاهد لاقامة سلطان الله في الأرض، التي «لا تأكل أصلا مما تصنع أو تزرع» وتعتمد فقط على القمح الأمريكي والأسترالي والروسي.
لعمري أخطأ معتز مطر عندما قال «اتخضيت» وعليه الاعتذار، فقط لأننا كنشامى، وعندما يتعلق الأمر بشيوخنا ودعاتنا ورموزنا ومؤسساتنا وطريقة اختيار وانتقاء أولي الأمر علينا ومنا، تجاوزنا بكثير الشعور بـ«أي خضة» ومنذ عقود ونحن في حالة «إهتزاز ورعب» دائمين، خصوصا عند التعاطي مع تجار الدين أو الانتخابات .

«ديمقراطية» في ظل بشار الأسد

خلال ساعات فقط مع نهاية الأسبوع سيطل علينا المذيع الجهوري في التلفزيون السوري، وهو يتحدث عن «مشاركة السيد الرئيس» وعقيلته في الاقتراع في الانتخابات التشريعية الثالثة.
أتوق لهذا المشهد، فتلك إنتخابات لا تشمل أكثر من 40 في المئة من الأرض السورية وأكثر من نصف السكان ومعسكر الممانعة يريدنا أن نصدق أنها إنتخابات تشريعية ثالثة، تجري تحت الحرب دلالة على صلابة الدولة السورية ووجها الديمقراطي المرافق لمذيع أخبار الفضائية السورية، وهو يحرك شفتيه بغرابة متحدثا عن «الحريات في عهد بشار الأسد».

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى