مطار إيلات الجديد «يعتدي» على العقبة وبوادر أزمة بين تل أبيب والأردن
أثار افتتاح إسرائيل مطاراً جديداً في منطقة إيلات المحتلة من طرف واحد وبدون تنسيق، موجة كبيرة من الغضب في الأردن تتجه نحو التدويل.
وقدمت السلطات الأردنية مذكرة احتجاج رسمية وفنية مفصلة ضد إسرائيل إلى منظمة الطيران المدني الدولية، تحذر فيها من مخالفات إسرائيلية بالجملة لكل القوانين واللوائح الموضوعة بخصوص الطيران المدني. وتم إرسال مذكرة احتجاج أيضاً لهيئة الطيران المدني الإسرائيلية عبر السفارة الأردنية في تل أبيب.
ووصف مدير هيئة الطيران المدني الأردنية، هيثم ميستو، الإجراء الإسرائيلي بأنه قرار أحادي لا يلتزم بالمعايير المعنية بالطيران المدني. وأبلغت مصادر في الحكومة الأردنية «القدس العربي» بأن النية تتجه للاعتراض وبقوة على افتتاح مطار إسرائيلي جديد بمحاذاة مدينة العقبة الأردنية وبدون اتفاق مع الجانب الأردني.
وشكلت الخطوة الإسرائيلية حالة متقدمة من الاستفزاز للأردن، خصوصاً وأن الهيئة المعنية بالطيران سبق وأن راسلت العام الماضي نظيرتها الإسرائيلية محتجة على المشروع وطالبت بالتنسيق معها.
وتحدث ميستو عن خروقات كبيرة واعتداءات محتملة على العمق الحدودي الأردني في الأجواء، في الوقت الذي تتبلور فيه أزمة جديدة بسبب المناكفة الإسرائيلية وافتتاح المطار الجديد أمس الإثنين رسمياً نكاية بالجانب الأردني.
ويعترض الأردن بصفة حصرية على مطار إيلات الجديد بسبب قربه على عمق لا يتجاوز 18 كيلومتراً من الحدود مع مدينة العقبة. وعلم بأن المطار الجديد في إيلات سيؤثر سلباً على حركة الطيران في مطار الملك حسين الصغير في مدينة العقبة.
وحسب خبراء، فإن الطائرات الآتية لمطار إيلات الإسرائيلي ستجد صعوبة بالغة في الهبوط بدون اختراق الأجواء الأردنية، حيث لم تشكل غرفة اتصال مشتركة لتنظيم العمل في المطارين، وحيث تخالف إسرائيل القوانين المتعلقة بالمسافة الآمنة بين أي مطار وحدود دولة مجاورة، خلافاً لانعكاسات سلبية محرجة على القطاع السياحي الأردني في العقبة.
ولم تعرف بعد الحدود التي يمكن أن يذهب إليها الاعتراض الأردني، خصوصاً وأن الالتفاف لأغراض الهبوط لأي طائرات تحضر إلى مطار إيلات الجديد سيتطلب تجاوز الحدود بين إيلات والعقبة، وفي مناطق حساسة لها علاقة بمنشآت أردنية مهمة محاذية للحدود، بما فيها القصر الملكي الأردني والشواطئ الخاصة جداً في العقبة ومناطق الاشتباك المتعارف عليها بين الدول وحتى مطار العقبة الصغير. ويتوقع دبلوماسيون أن تلجأ إسرائيل إلى مماطلات تسويفية داعية إلى تشكيل لجان فنية مع الأردن لتنظيم هبوط الطائرات في الوقت الذي ترى فيه السلطات الأردنية أن الطائرات المدنية قد تخترق السيادة الأردنية وبشكل محرج.