اراء و مقالات

بايدن: «ملح الرجال» على طريقة «العم غافل»… وفي الأردن: وزراء يتبعهم «الغاوون»

لا نعرف سببا من الصنف الذي يدفع سياسيا عجوزا يدير شركة العالم أو مستشفى مجانين الكرة الأرضية، مثل الرئيس جو بايدن الى «اللف والدوران» وبعض ما يسمى في الشرق «ملح الرجال» من الكذب الحلال أو قول ربع أو ثلث أو نصف الحقيقة .
سمعنا العبارات، التي أدلى بها رئيس العالم «العم بايدن» على منبر الأمم المتحدة وعبر ترجمة محترفة لقناة «أي آر تي» التركية تحديدا .
لسبب أو لآخر تذكرت شخصية كوميدية أردنية مشهورة إسمها «العم غافل».
صاحبنا يستغفلنا بوضوح، وانطلاقا من إنطباعات مشاهد و»متلقي شرقي يجلس على جاعد»، يمكن القول وبضمير مرتاح إن النسخة الأمريكية من «العم غافل» تفوهت بعبارات مهمة، لكنها محكية على لسان بيانات الحراك الشعبي الأردني، وما يسمى بأحرار درعا، وهي البيانات نفسها، لا بل العبارات، التي يستعملها الحوثيون وتيار المستقبل اللبناني وأيضا حزب الله وبرلمان طبرق الليبي، وكل من يبرر حربا من أي نوع على آخر!

نداء الكرامة على طريقة بايدن

مفردات وعبارات رنانة من طراز «كرامة الإنسان وحريته» و»فساد مشاريع البنية التحتية» ونداء الكرامة وأصوات الحق وهدر الموارد الوطنية وتهديد أمن الناس وعدم المساواة، حتى مشاريع البنية التحتية الفاسدة اهتم بها السيد الرئيس .
تخيلت وأنا أسمع بايدن أيضا ما يقوله عن الحياة العامة في ظل التعسف، صديقي الشيخ محمد خلف الحديد، مثلا .
بايدن يتحدث عن هذه المفاهيم، التي تكرسها إدارته مع الحلفاء والأصدقاء من الدول .
يصيبنا الرجل بالانفصام، فإدارته، وكما نفهم من قناة «الجزيرة» تناصر الاحتلال الإسرائيلي، وتقبل مثلا توقيع إتفاقية أمنية مغلقة مع الأردن، لا يصادق عليها البرلمان، وجماعته الإستخبارية تتاجر بالحشيش في قوس جغرافي يبدأ بمطار كابول، ولا يقف عند حدود أمريكا اللاتينية أو جزر بنما .
قال أجدادنا إن الأمر صعب بالنسبة لصنفين من البشر، هما «عجوز ماتت أجياله وشاب تغرب» .
أغلب التقدير أن نداء الكرامة بتاع بايدن لا علاقة له بقضايا العدالة، التي تخصنا، بل بمخاطبة بعض القوى الليبرالية مرتفعة الصوت للحزب الديمقراطي الأمريكي، وعليه فلنسند ربابتنا ولا نبالغ في الرهان والتوقع والتصفيق.

وزراء أم شعراء؟

مباشرة بعد حديثه المسترسل مع فضائية «المملكة»، قدم وزير المياه الأردني الأسبق الدكتور معتصم سعيدان لنا وجبة من الإثارة والضجيج، لا بل أنتج الأكاديمي الديناميكي الشاب أسئلة مزمنة أكثر بكثير من تقديم أجوبة .
قالها صاحبنا على طريقة بايدن دون رمشة وعلى البث المباشر: سد الوالة المائي الضخم آيل لسقوط، وتسونامي بطول 90 مترا من المياه الفاقدة سيلتهم الأغوار والبحر الميت.
لسبب لا أفهمه، ظهر وزير المياه الحالي الذي استلم العهدة من سعيدان على شاشة «رؤيا» ليتحدث عن الصيف المائي الصعب، لكن أحدا في وزارته لم يظهر على أي شاشة محلية ليرد أو يعلق على ذلك التسونامي المزعوم!
سأل وزير سابق للمياه: تسونامي مائي طوله 90 مترا. بالله عليكم متى حصل ذلك في العالم؟ ومع نسخة من الفيديو ظهر المقطع السوري الفكاهي القائل «هي تخينة هي»!؟
أحدهم بدأ ينكش على الوزير السابق، متهما إياه بهدر نحو 3 ملايين متر مكعب من المياه العام الماضي، بعد قرار بتفريغ السد تجنبا لفيضان، وسعيدان ظهر على الشاشة ليدافع عن نفسه ويشرح الخلفيات، لكنه خلط الأوراق بصورة غير مفهومة، على المستوى الوزاري وعلى طريقة «كل أمة تلعن سابقتها».
خلافا لشعوب الأرض فإن الوزراء في الأردن وليس الشعراء يتبعهم الغاوون .
في كل مرة يمارس أحدهم المصارحة بأثر رجعي وتتحول الشاشات المحلية الى ساحة ملاكمة وينشغل الناس بما يقوله وزراؤهم، الذين لا يعرف أي منهم طوال الوقت، لماذا أصبح وزيرا، وعلى أي أساس غادر موقعه الوزاري، وهو وضع يعطي قيمة لما يتحدث عنه علية القوم اليوم، تحت عنوان «حكومات وبرلمان برامج .»
لا يحتاج الأمر لاستيراد وزراء من الصين، فكل المطلوب التدقيق أكثر عند اختيار فلان أو علان وتقليص مساحة تبديل الوزراء على الأقل في الحقائب الفنية .
لن نخترع الذرة ولا الصاروخ والمشهد الوطني يحتفظ بعالم ذرة واحد للعلم، تقلد وزارة خدمية عدة مرات .
مع آلية اختيار وزراء بهذه الطريقة، على القوم خصوصا سكان الطبقات العليا التوقف عن الضجر والشكوى.

السودان وكذبة أموال حماس

أخيرا، كاد مذيع ثورة الإنقاذ على شاشة «الفضائية السودانية» يتوثب وهي يكتشف سر تعطيل «الديمقراطية» السودانية، حيث مصادرة «أموال حركة حماس»، وكأنها أموال طائلة، مع أن القصة أصلها شوية «فشك وذخيرة»، باعها نفس الجنرالات لوسطاء وإشترت بعضها المقاومة. أموال حماس المصادرة سودانيا «كذبة كبيرة» بعد توبيخ تجار العهد الجديد.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى