أغنية «النشامى» الجديدة: «اصحى يا ترامب» و«المنية ولا الدنية»… وفي لاهاي مقعد لصاحبة «مكنسة غزة»
وطأ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب «عش الدبابير» في العمق الأردني طوال الأسبوع الماضي.
هذا ما تثبته وقائع الرسائل المتلفزة، التي بدأ «شعب النشامى» يوجهها وبكل النكهات وفي مختلف اللهجات.
الدكتور هايل الدعجة، ظهر على برنامج «تريندنغ» الذي تبثه قناة «بي بي سي» ليعلق على «مقترحات التهجير الترامبية»، وردد العبارة التالية «تحت أي ظرف الأردن لن يقبل أي تهجير».
المفاجأة الأبرز بالنسبة لي كمراقب كانت في العبارة التالية: «لا يتعلق الأمر بالمساعدات فقط.. حتى لو قطعت مع أمريكا كل العلاقات لن نوافق».
الأوضح تلك الأهزوجة الشعبية، التي صاغتها المخيلة الشعبية وبدأت بثها على الهواء «إذاعة حسنى» مع فيديو كليب متلفز مدهش والتي تخاطب حصرا ترامب وتغني له «اصحى من أحلامك.. إحنا كابوس بمنامك».
كابوس الاحتلال
هنا استعمال «أردني» هذه المرة للجملة الشهيرة التي نحتها يوما الناطق الملثم «أبو عبيدة»، عندما وصف الشعب الأردني بـ«كابوس الاحتلال».
الأهم وهذا ما لا يقوله عمليا بصراحة التلفزيون الرسمي، ولا حتى قناة فضائية «رؤيا»، وهي تستضيف الدكتور مروان المعشر للشرح والتثقيف أن الرسائل والأدبيات الأردنية من داخل وخارج الدولة تحاول فعلا تحذير ترامب وطاقمه من الغوص في عش دبابير النشامى.
تلك أيضا على الأرجح «رسالة» لدوائر القرار، التي تتخذ للإنصاف موقفا متقدما جدا، فيما يقول الأردنيون إنهم «جاهزون للمواجهة» ولا يقبلون أي مسار «تكيف» مع عبارة ترامب الشهيرة، التي بثتها شاشة «سي أن أن» منتصف الأسبوع الماضي بعنوان «هم – يعني إحنا ومصر- سوف يفعلون ذلك».
ردة فعل المزاج الأردني العام في مواجهة «سيناريوهات ترامب» واضحة، ولا تقبل أي تأويلات وبصيغة رئيس بلدية الزرقاء عماد مومني «المنية ولا الدنية».
النشامى يخاطبون لأكثر من 10 أيام ترامب شخصيا بالرقصات والأغاني والتحدي والتحذير، حتى في الأعراس الشعبية سمعت مطربا من مدرسة «يا جماعة.. وين الولاعة» يغني في زفة العريس أهزوجة «تخسى يالحمر»، وترجمتها «أيها الرجل الأحمر.. فلتذهب إلى الجحيم»!
سموتريتش «الأوكراني»
الأجمل في الدلالة السياسية، قد تكون تلك العبارة التي بثتها بصوت زميلنا ماجد عبد الهادي قناة «الجزيرة»، ضمن أحد تقاريرها، حيث صوت المذيع يصاحب صورة للرئيس الفلسطيني يحمل خارطة فلسطين إلى جانب أخرى للمخبول سموتريتش مع صوت ماجد يسأل: أنت يا سموتريتش لماذا لا يخاطبك الفلسطيني قائلا «اذهب إلى أوكرانيا بلدك الأصلي»؟!
فعلا، خطر في ذهني السؤال: لماذا لا يطالبون «الأوكراني» بالرحيل إلى قرية أجداده على الحدود مع روسيا والموت على سرير هادئ، مع ترديد النصوص الدينية هناك؟!
قالها الشيخ مراد عضايلة، في مدينة لترامب مباشرة: تحب الإسرائيليين… حسنا انقلهم عندك إلى نيويورك أو صحراء نيفادا.
أحدهم في عمان أعجبه تعليق الشيخ عضايلة، فتعهد أمام الله والشعب الأمريكي بأن يتكفل بترحيل 6 ملايين إسرائيلي يريد ترامب خدمتهم على حساب «أثرياء العرب».
غزة والمكنسة
لاحقا رسم مواطن ساخر تعليقا مثيرا، أقرب إلى «لوحة إبداعية»، وهو يخاطب «الخائفين محليا من التهجير» عندما نشر صورة لتغطية سجلها المراسل البطل أنس الشريف لعودة أبناء غزة إلى الشمال ليلة «الزحف العظيم» تظهر فيها امرأة مسنة في طريق العودة مشيا على الأقدام وتحمل معها «مكنسة صغيرة وعبوة بلاستيك فارغة».
صاحبنا علق ضاحكا: «الحجة رفضت تترك مكنستها في رفح… بدكم إياها تقبل تغادر غزة»!
لاهاي
لم أسمع على شاشة تلفزيون فضائية «فلسطين»، ولو موظف واحد في السلطة يعترض على «تجريف البنية التحتية» في مخيمات الضفة الغربية وسمعت عشرات الضيوف والمعلقين يتهمون المقاومين بالتسبب بجلب «جرافات الاحتلال».
ولم أسمع اسم «دولة فلسطين»، وطبعا ولا أي دولة عربية يتردد ضمن التغطية الخاصة من لاهاي لمراسل «الجزيرة» محمد بقالي وهو يتحدث عن «مجموعة 9 الجديدة في لاهاي».
مجموعة لاهاي مليئة بدول آسيوية وافريقية تريد البقاء في حالة انعقاد دائم لدعم «حق تقرير المصير» للشعب الفلسطيني وضمان «عدم إفلات مجرمي الكيان من العقاب».
الكلام نفسه سمعناه في الخطاب الرسمي الأردني والفلسطيني، ولا يوجد ولو على شرفة المتفرجين في لاهاي هنا أي وجود اعتباري، لا أردني ولا فلسطيني.
تلك معجزة متراكمة من الفشل والإخفاق للنظام الرسمي العربي النايم!
حتى في الرياضة تشارك الدول العربية الفاشلة تحت مبدأ «الحضور وليس المنافسة»، ذلك لا يحصل مع مجموعة لاهاي، وعليه يصبح السؤال: أي غفران يرتجى بعد كل هذا؟!
غريب أن أحدا في عمان ورام الله والقاهرة، وبقية عواصم العرب لا يريد المشاركة في جهد استشاري دولي، وظيفته فقط التلويح بمحاسبة قادة الكيان المجرمين، الذين يصرحون علنا ويوميا بخطتهم في تهجير الشعب الفلسطيني وتجريف الضفة الغربية وتقويض، ثم «تكفين» سلطتها.
نقترح صورة كبيرة لصاحبة «المكنسة» إياها كممثل شرعي ووحيد في لاهاي.