«أوغاد» تل أبيب و«نشامى» أمستردام: هل تسحب هولندا «الجنسيات»؟ أنس الشريف الشهيد الحي
ثمة حراس في «أمستردام» للعلم الفلسطيني ليسوا فلسطينيين، ولا يمكن الاعتماد على وصفهم الإرهابيين، كما قالت القناة الإسرائيلية 14 وهي تولول وتصيح مع 4 معلقين على الهواء، في محاولة لفهم ما الذي جرى مع مشجعي فريق مكابي تل أبيب، خلافا لخسارة المباراة في هولندا بنتيجة مذلة.
أحد المعلقين على القناة العبرية رفع نبرة صوته، وهو يوجه ملاحظة لمعلق رياضي: لا تقولوا لنا هنا أيضا إن «مخربي حماس» وصلوا إلى ملاعب «أمستردام»!
ما يهمني كمشاهد راقب بعض القنوات، وهي تمتنع ليومين، على الأقل عن تسليط الأضواء على ما حصل مع جمهور كرة القدم الإسرائيليين في هولندا هو محتوى ومضمون الشريط المتلفز، الذي بثه أحد الرعايا المغاربة وهو يشرح أن مشجعي فريق تل أبيب وبعد المباراة تجولوا وهم مخمورون في الشوارع المحاذية للملاعب، وبدأوا «الطوشة» بإزالة أعلام فلسطين عن واجهة بعض المرافق الخاصة بمواطنين مغاربة.
حسب رواية صاحبنا المغربي الأفضل لأي إنسان في أوروبا يريد الاطمئنان على أمنه الشخصي أن يرافق المغربي والجزائري، وهي مقولة تتفق مع ما نقوله في بلاد المشرق بعنوان «رافق السبع ولو بيوكلك».
نشامى الجزائر والمغرب
«نشامى» المغرب العربي بهذا المعنى تحركوا دفاعا عن حقهم الشرعي والأخلاقي في رفع علم فلسطين على مرافقهم وبيوتهم ومحلاتهم وتم «تأديب» المتحرشين الإسرائيليين، الذين تصوروا أنهم يستطيعون شطب العلم الفلسطيني من شوارع أمستردام، على هامش خسارتهم المخزية لمباراة كرة قدم.
حسنا فعلت قناة «الغد»، وهي تشير إلى أن المشاجرة أو «الطوشه» باللهجة الشامية بدأها المشجعون الإسرائيليون المغرورون، ولاحقا تم التصرف وتأديب المعتدي وإجبار بعض الأوغاد على رفع العلم الفلسطيني.
فكرت قليلا بإدارة قرص الريمونت كونترول نحو الفضائية» المغربية» أملا في «تغطية ما» للحدث.
لكن «الرقيب» مستيقظ ويقوم بواجبه على طريقة سلطات ميناء الإسكندرية، التي سمحت برسو سفينة ألمانية تحمل متفجرات وذخائر هدفها قتل ما تبقى من أطفال ونساء شمالي غزة، قبل توجيه بعض المصريين الأحرار لرسالتهم في فضح واحتقار سلطات الميناء التي، وليكتمل «العار القومي المعلب» بكل أشكاله، تجنبت تقليد سلطات الموانىء الإسبانية، حيث «بلاد الكفار» رفضت السماح برسو سفينتين محملتين بالسلاح الأمريكي متجهتين للكيان الغاصب.
محطة «الميادين» اللبنانية توسعت في تغطية الحدث الإسباني، وكلي ثقة أن هدفها أن يعقد «باشوات مصر التي نحبها»، مقاربة ولو صغيرة بين سلوكهم وسلوك موانىء إسبانيا، ولو من باب العودة المستحبة للحد الأدنى من الخجل الإنساني والأمن القومي!
عاتبون بشدة على وزارة النقل المصرية، لأنها تسترسل التضليل، وأحيانا بعض الكذب، باعتباره «ملح الدول» العربية، ولم يعد مخصصا لملح الرجال فقط، لكن نحن مسرورون جدا من الأشقاء المغاربة والجزائريين، الذين قدروا وقرروا «حراسة علم فلسطين» وتأديب كل من يعتدي عليه وعلى حقوقهم.
هولندا و «الجنسية»
نحمد الله أن هؤلاء النشامى المغاربة طلعوا هولنديين، بمعنى أن القانون سيطبق عليهم ولو نسبيا، في سياق «حدث جنائي»، ولو كانوا في بلادهم أو بلاد المشرق والخليج العربي لأحيلوا إلى «أمن الدولة»، بتهمة «المساس بدولة صديقة» أو بتهمة التجرؤ على رفع أشرف الأعلام والروايات، حيث اسم «فلسطين» كان وسيبقى مرفوعا للأبد، رغم المذابح والإبادة.
لا توجد محاكم استثنائية في هولندا، ولا سجلات لتلك الدولة الأوروبية في مجال «سحب الجنسيات» على الطريقة العربية المشرقية المخزية، التي تتعامل مع الجنسية كأنها «فنجان شاي»، يمكن إعادته إلى الإبريق عند أي غضب أو عتب لمسؤول موتور.
الكرام الجدد في البرلمان الأردني المنتخب حديثا أقترح عليهم التخفيف من حدة التعرض للإشعاعات الوطنية الملهمة في تلفزيون «المملكة» واختبار السؤال التالي تشريعيا: هل لا يزال الكيان الإسرائيلي يحظى بمرتبة «دولة صديقة» في قوانين العقوبات؟
بعد الإبادة والذبح وتهديد الوصاية والادعاء بأن جبال الأغوار «وهبها الرب لنا»، وبناء الجدار ومنع المياه، بعد كل تلك التطورات، هل يمكن أن نشهد قريبا تطبيقا لذلك البند، الذي يسمح بمحاكمة من يسيء لـ»دول صديقة»، أقمنا معها في الماضي سلاما لم يعد يصلح للشجعان؟
أضم صوتي للآراء، التي تقترح «إعادة تسمية العدو الإسرائيلي» في كل الأدبيات والتشريعات الأردنية.
أنس الشريف
لعلها عبارة تختصر الكثير في زمن اليأس والعجز البشري، تلك التي قالها للكاميرا مراسل «الجزيرة» لشؤون الجثث والركام في غزة أنس الشريف، وهو يقف عاجزا، ويقول «..أنا مش قادر أحكي… لكن إللي بيصير مش قادر أوصفه».
زميلنا أحد الناجين القلائل من أبطال الصحافة والإعلام في محرقة غزة، وهو على كل حال «هدف معلن» للاحتلال الغاشم، ونأمل له طول الحياة والبقاء حتى يساهم في «فضح الجريمة»، لاحقا إن كان يجيز لنا واقعنا كأمة أن نقول كلمة «لاحقا»، أو إن تيسر لنا مستقبل أصلا.
للأسف في غزة ولبنان حتى الآن «دم الثوار لا تعرفه فرنسا»! ولا حكوماتنا ولا السلطة في الضفة الغربية.