اراء و مقالات

الأردن: الانتخابات وفوز الإخوان و«حريق دار المسنين» والنبأ الأهم رياضيا «سيناريو التأهل لكأس العالم»

شكلت بعد الانتخابات مباشرة حكومة الرئيس الدكتور جعفر وتميزت بأنها أول حكومة تكنوقراط اقتصادي تشكل في البلاد بالرغم من الظروف والاعتبارات السياسية في المنطقة والإقليم.

عمان ـ «القدس العربي»:  يمكن اعتبار الانتخابات النيابية التي نظمت في الأردن يوم 10 من شهر أيلول/سبتمبر الماضي الحدث السياسي المحلي الأبرز في العام ليس فقط بسبب جرعات إضافية من النزاهة شهدتها تلك الانتخابات بإقرار مراقبين محليين ودوليين، لكن بسبب نتائجها أيضا، حيث فاز حزب جبهة العمل الإسلامي الذي يمثل الإخوان المسلمين بـ31 مقعدا في تلك الانتخابات من 138 مقعدا في المفاجأة الأبرز التي خلطت الأوراق السياسية.

وشكلت بعد الانتخابات مباشرة حكومة الرئيس الدكتور جعفر حسان في الربع الأخير من العام 2024 وتميزت بأنها أول حكومة تكنوقراط اقتصادي تشكل في البلاد بالرغم من الظروف والاعتبارات السياسية في المنطقة والإقليم.
والتفاعل الأردني لاحقا قبل نهاية العام وفي بدايات شهر كانون الأول/ديسمبر مع الثورة السورية كان المحطة السياسية الثانية الأبرز على الصعيد السياسي الإقليمي.
فقد شهد الأردن اجتماعين في أسبوع واحد لمجلس الأمن القومي لمتابعة الأحداث السورية، وقطع الملك عبد الله الثاني زيارة كان يقوم بها لواشنطن، ثم نظمت اجتماعات العقبة في أسبوع واحد منتصف شهر كانون الأول/ديسمبر للتعاطي مع الحدث المتسارع في سوريا قبل زيارة مهمة يوم 23 من الشهر الأخير قبل نهاية العام لوزير الخارجية أيمن الصفدي ولقائه القائد السوري أحمد الشرع.
ومنذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة وقعت حوادث متفرقة كان أردنيون أبطالها، ففي الثامن من ايلول/سبتمبر أطلق عسكري متقاعد النار من مسدسه عند معبر اللنبي/جسر الملك حسين بين الضفة الغربية والمملكة، في هجوم أدى إلى مقتل 3 حرّاس إسرائيليين ثم قُتل.
وفي 18 تشرين الأول/أكتوبر، تسلّل شابان قالت جماعة الإخوان المسلمين إنهما ينتسبان إليها عبر الحدود بين الأردن والضفة الغربية جنوب البحر الميت وأطلقا الرصاص على جنود إسرائيليين فأصابا 3 منهم قبل أن يُستشهدا برصاص الجيش.
ولاحقا قتل شاب أردني على بوابات السفارة الإسرائيلية في عمان إثر تبادل النار مع دورية أمنية في الموقع حيث أصاب 3 حراس من الشرطة الأردنية.
وأحيا الشارع الأردني ذكرى معركة «طوفان الأقصى» يوم 7 أكتوبر، بمظاهرة حاشدة في محيط السفارة الإسرائيلية بالعاصمة عمّان.
واحتشد آلاف الأردنيين في منطقة الرابية على بعد مئات الأمتار من سفارة الاحتلال، وهتفوا للمقاومة الفلسطينية، وجددوا تأكيدهم على مساندة الشعب الفلسطيني في مواجهة العدوان الإسرائيلي.
كما عاد الأردنيون يوم 14 كانون الأول/ديسمبر بكثافة للشارع احتفالا بذكرى تأسيس وإنطلاقة حركة حماس.
أحداث ثقافية

كتاب «السياسي الأمين» الذي صدر لعمدة عمان والوزير السابق الدكتور ممدوح العبادي أبرز الكتب على صعيد الأحداث الثقافية التسجيلية قبل نهاية العام حيث حضر حفل إشهار الكتاب نحو 500 شخصية من كبار الشخصيات في البلاد على الأقل.
ويحتوي الكتاب بين صفحاته شهادات حية لكاتبه عن أحداث كبيرة مرت بها العاصمة عمان.
وفي عام 2024 شهد الأردن حراكًا ثقافيًا وفنيًا لافتًا حيث احتضن مجموعة من أبرز الفعاليات التي سلطت الضوء على تنوعه الثقافي وغناه الإبداعي من مهرجان جرش للثقافة والفنون إلى معرض عمّان الدولي للكتاب الذي احتفى بالفكر والإبداع، مرورًا بمهرجان عمّان السينمائي الدولي الذي عزز حضور السينما الأردنية عالميًا.
وعلى الصعيد الاقتصادي وبعد جدل طويل وعريض قررت الحكومة الأردنية ولأول مرة منذ أكثر من 10 سنوات رفع الحد الأدنى للأجور في القطاع الخاص إلى ما يقارب 410 دولارات بعدما كان نحو 350 دولارا فقط.
ولعل حادثة الحريق الذي شب بفعل فاعل في مركز متخصص لإيواء كبار السن في العاصمة عمان من أبرز الأحداث أيضا في الربع الأخير من العام حيث خلف 6 قتلى ونحو 60 مصابا، وتبين أن من افتعله أحد نزلاء دار المسنين واضطرت السلطات القضائية لحظر النشر أثناء التحقيق في ملف هذه القضية.
وفي الشأن الرياضي تحققت بعض النتائج غير المسبوقة من الإنجازات في العام خاصة على صعيد كرة القدم التي تنتظر تأهلا تاريخيا للمنتخب الوطني إلى نهائيات كأس العالم لأول مرة في التاريخ خلافا لإنجاز عدة ميداليات في مسابقات آسيوية بالتايكواندو وألعاب القوى.
وفي أبرز الأحداث المحلية بعد زواج ولي العهد الأمير حسين بن عبدلله على السعودية الأميرة رجوة، أعلن الملك يوم 3 آب/أغسطس أن الأميرة رجوة الحسين وولي العهد الأمير الحسين رُزقا بمولودهما الأول.
جاء ذلك بتدوينة للعاهل الأردني على صفحته الرسمية بمنصة أكس (تويتر سابقا) قال فيها: «الحمد لله الذي وهبنا حفيدتنا الأولى إيمان بنت الحسين. أبارك للحسين ورجوة العزيزين مولودتهما. نسأل الله أن ينبتها نباتا حسنا ويحفظها لوالديها. نورتي عيلتنا جدو».
راحلون:
نظم في عمان حفل تأبين هو الأضخم على مستوى رجال الدولة والنخب السياسية بذكرى وفاة السياسي المخضرم زيد الرفاعي الذي رحل عن الدنيا في وقت سابق بشهر أب/اغسطس.
ولاحقا انتقل إلى رحمة الله تعالى الفنان هشام يانس في الأسبوع الأخير من كانون الأول/ديسمبر، بعد صراع طويل مع المرض. ويعتبر يانس من أبرز القامات الفنية المحلية حيث اشتهر بقدراته الفنية على تقليد الأصوات بقالب كوميدي بما في ذلك تقليد الملوك.
وتوفي الشاب أيمن العلي الملقب بـ«ملك جمال الأردن» بعد صراع مرير مع مرض السرطان استمر لعام كامل، والعلي الذي كان رمزا للأناقة والجمال عاش تجربة مؤلمة مع المرض الخبيث الذي أثّر على ملامح وجهه حيث تابع وفاة الشاب عشرات الآلاف من الأردنيين عبر منصات التواصل ونعته الأميرة غيداء طلال بأسلوب مؤثر.
ونعى وزير الثقافة الأردني مصطفى الرواشدة، الفنان والمخرج الأردني فيصل حلمي الذي وافاه الأجل، بعد حياة حافلة بالإبداع في مجال الأغنية العربية والوطنية.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من مدونة الكاتب بسام البدارين

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading