Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
اراء و مقالات

الأردن: سلسلة عشائرية تتبرأ من «مأدبة الضليل»… المجتمع يحاصر أي نشاط تطبيعي

الموقف الرسمي واضح من حكومة نتنياهو، ووجود صديقه الشخصي لا بل ممثله لملف الدروز والسويداء على مائدة أردنية في زمن الإبادة لا يمكن حسابه على مستوى «الخطأ الفردي».

عمان ـ «القدس العربي»: الصيغة التي تفاعلت عبرها قضية استقبال أحد قادة حزب الليكود الإسرائيلي في بلدة الضليل الصحراوية الأردنية تبعث برسائل مستجدة تماما بعنوان تركيبة وطبيعة الانحيازات التي تحرك الموقف الجماعي للأردنيين.
وتلك الصيغة لا تقف عند حدود «لافتة ممنوع العبور» ضخمة في وجه كل ما هو مرتبط باليمين الإسرائيلي فقط بل تعدت بوضوح باتجاه «حصار اجتماعي وعشائري ومناطقي» يمنع المجتهدين حتى من مجرد «ارتكاب خطأ تطبيعي» أو خطأ في حسابات التواصل.
ما تقوله ردة فعل الشارع وقواه في مسألة «مأدبة طعام» أقيمت لوفد فلسطيني وشارك فيها عضو الكنيست الدرزي المتطرف عفيف عبد أن الحصار الاجتماعي سيكون خانقا والسلطات ومعها الوزارات المختصة لا تستطيع – بعد طوفان الأقصى- وجرائم الإبادة الإسرائيلية توفير «أي حماية» لأي سلوك تطبيعي كما كان يحصل في الماضي.
هنا حصرا يمكن ملاحظة أن جزئية استقبال عضو الكنيست الموصوف بأنه «صديق نتنياهو» في بلدة الضليل ضربت مجددا على جدار الخزان وبقوة كما يصف الناشط السياسي محمد الحديد وهو يناقش التفصيلات مع «القدس العربي» بعنوان الإدانة لم تعد تكفي اجتماعيا في مواجهة المطبعين، ولكن معها العزل «والتشميس» بمعناه الكلاسيكي بمعنى «سياسة تدفيع الثمن للضالين» لردع غيرهم.
ذلك على الأرجح هو ما دفع سلسلة اجتماعية وعشائرية ومناطقية متكاملة للإعلان عن «براءة صريحة» من مأدبة الضليل بدون مواربة وبما ضمن وصف المستضيفين أنفسهم للزائر الإسرائيلي بأنه «عميل وجاسوس للكيان فوجئنا بوجوده».
حالات التبرؤ من الحادثة بدأت مع بيان لـ«شباب عشائر بئر السبع»، وقبل ذلك بقليل بيان براءة بإسم عائلة «أبو محارب» ثم سلسلة توضيحات من الحضور والوجهاء، قبل أن يضطر وتحت الضغط الشعبي المستضيف نفسه لاعتذار ضمني مشيرا لخطأ غير مقصود ولأنه أقام وليمة لأقرباء عشيرته من عرب عام 1948 وفوجئ بوجود «العميل الصهيوني».
تلاومت في الأثناء بسبب تلك المأدبة والحادثة عدة أطراف في بنية عشائر بئر السبع وفي بنية المكونات في بلدة الضليل ولاحقا على مستوى الأجهزة المختصة في محافظة الزرقاء، وبعد حفلة تلاوم جرت بعض التدقيقات والمسائلات بعنوان: من سمح لمن بتمرير حضور عفيف عبد الذي يتباهى بعلاقته الوثيقة ببنيامين نتنياهو؟
أبعد قليلا من التباين لم يرفض المنطق البيروقراطي وصف «زيارة عبد» بأنها «اختراق» لكن الأسباب التي تحول دون التصرف مؤسسيا وعلنا على هذا الأساس مفهومة فيما التداعيات لم تقف عند حدود الاستنكار الشعبي لـ«اختراق فاضح» أو حدود «التبرؤ العشائري» بل طالت حتى بعض من حضروا تلك الفعالية وعلى رأسهم ممثل لحزب الميثاق في الزرقاء، قرر الحزب تجميد عضويته وإحالته لمحكمة حزبية.
الأبعد الأعمق هو الحاجة الملحة التي برزت للإجابة على السؤال التالي: كيف يتسلل شخص مثل عفيف عبد إلى مأدبة وجهاء في شرقي البلاد في ذات التوقيت الذي بقيت فيه الحرب علنية ومفتوحة بإسم الدولة الأردنية وكل مراجعها ومؤسساتها ضد بنيامين نتنياهو وطاقمه؟
ثمة «ظرفية» محتملة يمكن أن تبرز في حال الإجابة خلف الستائر على ذلك السؤال المثير خصوصا وأن الاشتباك مع نتنياهو ودوائره علني وصارم ونهائي وخارج كل سياقات الصمت أو التكيف، لا بل وعلى حد تعبير أحد الخبراء «العمل ضد تصورات نتنياهو أصبح قضية حياة أو موت».
الموقف الرسمي والمرجعي واضح بكثافة من حكومة نتنياهو، ووجود صديقه الشخصي لا بل ممثله لملف الدروز والسويداء على مائدة أردنية في زمن الإبادة لا يمكن حسابه على مستوى «الخطأ الفردي» لوجيه فضولي أو لمزاعم تنتحل صفة عشائرية تزيدا، الأمر الذي يجعل ما حصل «أصعب وأكثر تعقيدا» لا بل يستوجب «مساءلة ما» في حلقة القرار المحلي المكلفة بالمتابعة والإشراف والإبلاغ في مثل هذه الحالات بيروقراطيا.
الأردن الرسمي تجاوز محطة التكيف مع اليمين الإسرائيلي، لا بل تجاوز مرحلة «القطيعة» باتجاه «القطع التام» مع كل ما يمت بصلة للائتلاف الإسرائيلي اليميني الحاكم حاليا ولأسباب مرتبطة حصرا بمصالح جيوسياسية صارمة وضخمة وسيادية.
ولا يمكن الإدعاء بعدم العلم في ظل «تصريحات مباشرة» سمعها العالم والأردنيون بشأن الثقة بنتنياهو وطاقمه، ما يجعل السؤال عن كيفية تسلل صديق نتنياهو ومعاونه في وسط صحراء أردنية بغفلة من «أصحاب الاختصاص الحكومي» محطة أساسية في قضية لا علاقة لها إطلاقا بوجيه اجتماعي يحاول البروز والمزاحمة أو بخطأ في تقدير فردي ارتدى تعسفا زي إحدى العشائر.
المسألة أهم بكثير والأرجح أنها نوقشت وستناقش على هذا الأساس، فيما الرسالة الأهم قالتها قوى الشارع الأردني وهي تتسابق في رفع لافتة ممنوع العبور التطبيعي خصوصا في الإطار الفاضح الواضح الاجتماعي بعيدا عن السلطة والمؤسسات.

 

اظهر المزيد

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من مدونة الكاتب بسام البدارين

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading