اراء و مقالات

الأردن: شراء الوقت ومقولة «يجب ألا تنتصر حماس»… إلى متى الانتظار؟

اليمين الإسرائيلي يريد «دولة سكان» عندنا وسط اشتعال الضفة وتصريحات «التهجير»

عمان ـ «القدس العربي»: أردنيا بدأ كبار الساسة وخبراء البيروقراط يرصدون مؤخراً «المفارقة» التالية: النخب الموجودة في الإدارة اليوم تريد «الطريق الأسرع والأسهل» وهو «الحرص على شراكة الماضي مع إسرائيل» رغم أن «مكاسب أكثر» يمكن تحصيلها في حال التأسيس لـ«مسافة» مع «إسرائيل المستجدة المتطرفة».
ما طرحه علناً وزير البلاط الأسبق الدكتور مروان المعشر في ندوة شاركت فيها «القدس العربي» ليس فقط «مسافة» مع اليمين الإسرائيلي، بل «استدراك ووعي وقطيعة» لتحسين موقع التفاوض إقليمياً ودولياً على «المصالح». ليس شرطاً أن ينتهي ذلك بتشبيك الأيدي لا مع «محور المقاومة» ولا مع المقاومة الفلسطينية، بل المقصود «إعدادات وبرمجة» على قدر ما وصفه الوزير أيمن الصفدي بـ«تحديات أساسية وكبيرة».
شخصية «أمنية «عريقة أبلغت «القدس العربي» مؤخرا بأن القناعة راسخة في طبقة المسؤولين التنفيذين الذين يديرون الأمور اليوم بأن»حماس ينبغي ألا تنتصر في المعركة الحالية» لأن ذلك – إن حصل – قد يغير بمعطيات ومعادلات داخلية على الأرجح فكرتها «زحف ونمو وتوسع الإخوان المسلمين».

اجتهاد الإخوان

تلك خلاصة يرددها كثيرون ويجتهد قادة الإخوان المسلمين في تبديدها بخطاب يتحدث عن «الوطن والأطماع». في تقدير الشخصية الأمنية نفسها وليس المعارضة الإسلامية: العكس تماماً هو الصحيح فحركة «حماس» اليوم متاحة كـ»ورقة سياسية» للأردن. والتعامل معها سيؤدي إلى «تقارب أكبر مع الأمريكيين والغرب» وإلى «مكاسب كبيرة للدولة في الداخل» وإلى «توحيد المجتمع» ولاحقاً لـ«مواجهة اليمين الإسرائيلي» مما يمنح عمان فرصة أفضل للعودة إلى «مربع الدولة العميقة في الكيان» خصوصاً في ظل التطورات الحادة الأخيرة في الضفة الغربية.
منطق «مصلحة الأردن مع صمود المقاومة الفلسطينية» سمعته «القدس العربي» مباشرة من «عدة شخصيات» ورموز في طبقة رجال الدولة مثل الرئيس أحمد عبيدات والرئيس علي أبو الراغب والأصل في بناء الاستراتيجيات السياسية والتموقع وفقاً للخبير الدكتور أنور الخفش هو البحث عن الطرف المنتصر بالمعنى الاستراتيجي وليس العكس. مشيراً إلى أن المقاومة هي الكاسب الاستراتيجي اليوم مهما كانت التضحيات ونتائج معركة طوفان الأقصى بدلالة التفكير البطيء أردنياً بالانفتاح أكثر على الإيرانيين والمحور.

اليمين الإسرائيلي يريد «دولة سكان» عندنا وسط اشتعال الضفة وتصريحات «التهجير»

قال المعشر أيضاً علناً في حال عودة دونالد ترامب للرئاسة الأمريكية ستقفز «صفقة القرن» التي تعني «حل القضية الفلسطينية على حساب الأردن». ما قيل في المقرات الأساسية مؤخراً بأن ترامب بالمعنى المباشر لا يشكل خطراً حصراً على الأجندة الأردنية كما يتصور البعض لكنه يشكل خطراً على المنطقة والعالم أيضاً حتى في فهم حلفاء واشنطن الأوروبيين فيما فوز المرشحة كامالا هاريس «قد يجعل الأمور أخف وطأة وأقرب إلى نفض الغبار ولو قليلاً مستقبلاً عن ملف حل الدولتين. وقال سياسيون كثر علناً مؤخراً في عمان بأن مخاوف «الوطن البديل» قائمة جداً. واعتبر «كبير الإخوان المسلمين» الشيخ مراد عضايلة قبل أيام أن تلك المخاوف والأطماع الإسرائيلية عنصر «توحيد» لجميع الأردنيين. رفع عضايلة عملياً في مدينة الزرقاء وخلال «مهرجان انتخابي» لواء «صفقة مصافحة مع الدولة» تنتهي بـ«مصالحة» ثم «توحيد جبهات التصدي رسمياً وشعبياً» عبر انتخابات 10 أيلول…
لم يصدر عن الحكومة وأي من رموزها أي تعليق ولا أحد في المستوى الرسمي يريد أن «يشتري» ولو قليلاً بضاعة الإسلاميين الانتخابية في الترويج للمقاومة الفلسطينية فيما المؤشرات صلبة ومتماسكة وقوية بين المحللين على ان «يمين إسرائيل» لا يوجد في تفاصيل اتفاقية «وادي عربة» ما يمنعه من الحرص على تحويل الأردن لـ«دولة سكان». العبارة الأخيرة سمعتها «القدس العربي» من «أقنية عميقة» لديها خبرات في مؤسسات القرار. فقد حذر عضو الكنيست أيمن عوده من شيء مماثل قبل أسابيع في ندوة عامة في الجامعة الأردنية لكن التجاوب كان بالتركيز على «حصتنا» من مشاريع إعادة الإعمار في قطاع غزة و«الإغاثة» بدلاً من التركيز على «مخاطر» يقول الباحث الخفش وغيره أنه ليس من الحكمة الاستمرار في إنكارها.

«الرهان القديم»

فهل اتجهت نخب الحكومة فعلاً نحو «شراء الوقت» مع يمين إسرائيل بالتزامن مع التنديد بنتنياهو وطاقمه في إطار «الرهان القديم»؟… سؤال تجولت به «القدس العربي» على نخبة من رموز طبقة رجال الدولة والخبراء مؤخراً.
جواب الدكتور دريد محاسنة كان «الإسرائيليون لا يؤتمن جانبهم» وجواب الرئيس طاهر المصري بقي في مساحة «التصرف نحو إجابات صحيحة وواقعية وخالية من التزويق والتجميل على الأسئلة الحيوية» فيما إجابة أبو الراغب حرصت على قولها بوضوح… «نعم مصلحة بلادنا أن تحسم المواجهة الحالية لصالح المقاومة والشعب الفلسطيني».
أي فرضية تخالف تلك القناعة برأي البرلماني والسياسي البارز ممدوح العبادي «لغو وعبث». والتوازن مع «الطهي الحكيم المؤسسي» ومراجعة فكرة الارتباط الجذري بالأمريكيين محفزات نحو «جبر أضرار أكثر» برأي الدكتور جواد العناني الخبير الاقتصادي الوحيد البارز الذي طالب بلاده عبر «القدس العربي» بوقف الرهان على ارتباط الدينار بالدولار في الحسبة الاقتصادية وتقليب أوراق البدائل التي تجتاح السوق الدولية الآن.
يقولها سياسي وأمني رفيع المستوى مفضلاً تجنب ذكر اسمه «بعد الاسترسال بالاستهبال والتقدم على أساس المعادلة التي افترضها العناني «شكراً لأنكم لم تقصفونا»… بعد ذلك سيفكر العدو بالاستبدال حتماً»… هنا حصراً يعود بقوة إلى إيقاع هتافات الشارع الأردني خلال اليومين الماضيين التحذير من الوطن البديل حيث توقف الخطاب الرسمي ومن يوم 7 أكتوبر عن اعتباره – أي الوطن البديل- مجرد لغو ووهم.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من مدونة الكاتب بسام البدارين

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading