الأردن يشهد تحولا في الإيقاع: العشائر بالجملة تتوعد مع الحكومة «هرطقات نتنياهو» وخطاب جماعي «يؤيد المقاومة» ويستدعي «الكرامة والصليبيين»

عمان ـ «القدس العربي»: انتقلت ردود الفعل الرسمية والشعبية الأردنية إلى منطقة غير مألوفة وغير متوقعة على تصريحات رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو بعنوان شغفه بمشروع إسرائيل الكبرى.
واضطرت الحكومة فيما يبدو على الأقل لمجاراة الشارع الغاضب والمحتقن بعد صدور مئات البيانات العشرات منها باسم عشائر وقبائل بارزة في المملكة في وقت وصفت فيه الحكومة تصريحات نتنياهو بأنها “هرطقات سوف تتحطم على صخرة الأردنيين” وهي العبارة التي وردت على لسان الناطق باسم الحكومة الوزير محمد المومني ظهر أمس الخميس بعد عاصفة جدل وبيانات أثارها نتنياهو يعتقد أنها في حال صمت الولايات المتحدة ومصر والدول العربية قد تبدل وتغير في العديد من المعطيات في المشهد السياسي الأردني.
وبرزت إشارة مبكرة لكن من الصعب قراءتها الآن على أن الحكومة وعبر الوزير المومني تحدثت لأول مرة بعد بيان وزارة الخارجية عن هرطقات نتنياهو في حديث لمحطة راديو محلية هي “حياة إف إم” ويعتقد أنها محسوبة على التيار الإسلامي أو تميل إليه ورشحت لأن تكون بين وسائل الإعلام المستهدفة من جهة هيئة الإعلام.
هرطقات نتنياهو لامست أبرز وأكبر مخاوف الأردنيين التي طالما انكرتها السلطات الرسمية وهو ما أشارت له الأمينة العامة لحزب العمال الدكتورة رولا الحروب وهي تصدر بيانا بعنوان “قلنا لكم وانكرتم”.
ولم يسبق ان صدر كم هائل من التعليقات والبيانات المحلية لأردنيين يتوعد إسرائيل بالمقاومة كما حصل خلال الـ24 ساعة الماضية وسط حالة استدعاء لدلالات معركة الكرامة التي حقق فيها الجيش العربي الأردني والمقاومة الفلسطينية النصر على جيش الاحتلال الإسرائيلي.
وقال مسؤول سياسي بارز تحدثت معه “القدس العربي” إن تصريحات نتنياهو عن إسرائيل الكبرى وشغفه فيها روحانيا أحبطت 3 عقود من مرحلة بناء ثقافة التعايش وسط الأردنيين بعد توقيع اتفاقية وادي عربة والسبب أن تلك التصريحات تزامنت عمليا مع جريمة الإبادة في غزة ومع العمليات العسكرية الإسرائيلية ضد سوريا ولبنان واليمن.
والأكثر حساسية ان نتنياهو تحدث علنا عن مشروع توسعي للكيان ووصف في الوقت نفسه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأنه صديقه وصديق إسرائيل فيما قالت تقارير الخميس إن ترامب يخطط لزيارة الكيان.
وتسابقت عشرات العشائر الأردنية البارزة في إصدار بيانات حادة وساخنة تتحدث صراحة عن الخط المقاوم باسم الشعب الأردني وهو ما كان عمليا بين المحظورات في الأسابيع الماضية فيما غابت أو تغيبت الأقلام التي اعتادت شيطنة المقاومة الفلسطينية على نحو ملموس فجأة وترنحت على إيقاع تصريحات نتنياهو خطوط المزاودة على المقاومة والتيار الإسلامي.
وعلى الصعيد العشائري بقي البيان الصادر باسم قبيلة العبيدات شمالي المملكة الأكثر حدة في توعد إسرائيل الطامعة كما صدرت بيانات بأسماء عشائر الشوابكة وعشائر العجارمة حيث استدعاء الحروب الصليبية أيضا ودور قيادات أبناء شرق الأردن في التصدي للحملات الصليبية فيما تحركت لجان المخيمات ايضا والأحزاب السياسية وبدا لجميع المراقبين بأن الإيقاع الشعبي والسياسي الأردني “بدأ يختلف” عما كان عليه قبل تصريحات نتنياهو التي خدشت الروح المعنوية للأردنيين وأشغلتهم طوال اليومين الماضيين وحققت معدلات مرتفعة في خطاب التصدي والاشتباك والتأكيد على أن صوت الشارع الأردني يساند المقاومة في غزة كما جاء في بيان عشائر العجارمة.