الأغوار بعد ضمها: أردنية أم فلسطينية؟… البحث عن «بديل» للقنوات العربية… وإلى عاصي الحلاني: «ليش ما برمت»؟
المحامي والناشط السياسي الأردني هيثم عريفج يسأل جادا: هل لديكم قناة تلفزيونية محايدة يمكن الركون إليها في المعلومة؟!
طبعا قبل السؤال كانت مقدمة، يقرر فيها صاحبنا..«العربية وأخواتها وحتى «الجزيرة» لا تعرف الحياد. وكل على درجة مختلفة»،
لا نلوم الرجل فهو مثل أغلبية الجمهور العربي تتشابه عليه «البقرات»، عندما يدير «الريموت كونترول» بحثا عن «معلومة أو حياد».
حجم التسييس والتعليب على شاشة «العربية» لا يطاق أحيانا .
وبعض الروايات في «الجزيرة» تصبح أحادية أكثر، بل ومضجرة في بعض الأحيان. وقد قلت لبعض الزملاء مباشرة هذا الرأي، حرصا على الإضافة النوعية، التي قدمتها ويمكن أن تقدمها «كاميرا حرة» ومايكروفون ينشر الجانب الآخر من أي قصة.
عاصي الحلاني والحياد
كدت أنصح عريفج بالتركيز على قنوات الأطفال، فهي مثل سويسرا محايدة وتصنع الجبنة والساعات وتوفر ملاذا لأطنان الأموال الهاربة والمسروقة.
حتى شاشات المنوعات لم تعد محايدة وتستثمر في الصراعات العرقية أو العسكرية أو الإقليمية لأغراض «خطف ومراكمة التصويت عبر الهاتف».
شعرنا بذلك ونحن نراقب بحماسة عاصي الحلاني على «أم بي سي» و»ذا فويس»، فما كاد الفتى الذي لم «يبرم» له عاصي يعلن أنه «فلسطيني» حتى انبرى عاصي يوجه التحية للشعب الفلسطيني البطل المقاوم، الذي ينتج مثل هذه المواهب، مع أن مقعده «لم يبرم» من أجل موهبة الشاب. سألت إحداهن: «عاصي ليش ما برمت؟».
الفلسطيني «يصوت عبر الخلويات» أيضا على الهوية، ويبحث عن «أي نصر من أي نوع»، حتى في أي مسابقة وما يريده عاصي هو جمهور محمد عساف والقصة بدولار أو 70 قرشا أردنيا، بدلا من كل صوت على الشبكة .
حتى هنا في المنوعات «المعلومة» أيضا مضللة وغير نقية لصالح وجه الله تعالى، واقتراحي للباحثين عن «حياد تلفزيوني» اللجوء للفضائية السودانية حصريا فهي»تغني فقط» وتتحدث عن زراعة البرسيم حول نهر النيل وعن ثروة حيوانية وزراعية لا يستفيد منها شعبنا السوداني بسبب فساد جنرالاته ليس أكثر ولا أقل.
الأغوار بعد ضمها
كنت أتمنى، ومن قلبي على الزملاء في محطة «رؤيا» الأردنية تجنب تحفيز ذاكرة سياسيين متقاعدين يصرون على البقاء على محطة إستفزاز الناس وبدون مبرر.
طبعا من حق شخصية من وزن الدكتور فايز طراونة – شفاه الله وعافاه – أن يدلي برأيه، خصوصا بعد غياب يراه البعض حميدا عن مواقع القرار لعدة سنوات.
لكن شريطة أن لا يتبع هدي الطريقة السعودية في «تفهم» الاحتلال والعزلة على الشقيق الفلسطيني.
يقول الطراونة أثناء ملاحقة المذيع النشط محمد الخالدي له إن «الأغوار»، التي تريد إسرائيل ضمها «فلسطينية وليست أردنية»، ثم يسأل: شو دخل الأردن؟!
طرح السؤال الأخير، بعد مقدمة تقول «كبرها بتكبر… وصغرها بتصغر»، وعبارة «مفيش خطر على الأردن».
من قمة الهرم إلى أدناه في الأردن يصرح الجميع، بدون مواربة أن مسألة «الضم» أردنية بامتياز، لكن صاحبنا له رأي مختلف، كنا نتمنى أن لا تتاح له ظرفيا فرصة العرض على شاشة واضح أنها تتحرش وتناكف.
على كل حال هذا تماما ما قصدناه عندما طالبنا المفاوضين سابقا وبعض المثقفين العرب ورموز «الاعتدال العربي» على الأقل بـ«الصمت» والتوقف عند سلوكهم في «تغليف» الغبار الإسرائيلي .
بصراحة كنت أفضل أن لا يتحدث دولة الأخ بما تحدث به ويقيني راسخ كمواطن أردني أن العدو الاحتلالي الإسرائيلي، وفي اللحظة التي يحصل فيها على «مجرد شريط في الأغوار الفلسطينية» سيبدأ بتحقيق أطماعه التوسعية والتخطيط لشرق النهر، باسم ليس فقط الوطن البديل بل على الأرجح «الدولة البديلة» أيضا.
الأغوار، بعد ضمها لن تعود لا أردنية ولا فلسطينية، بل «إسرائيلية» في تموضع يخالف بندا مباشرا في نصص اتفاقية «وادي عربة»، التي كان الدكتور طراونة من مهندسيها الأساسيين.
مذيعة تحب الفوز
أطنان من العقول الأحادية المتسرعة لا تريد لمذيعة الأطفال الشابة في التلفزيون الأردني ميس المومني أن «تحب الفوز»، فنحن ما زلنا وسط مزاج شعبوي حاد يدفع أي إنسان متميز أو مبدع لـ«الاعتذار» للمجتمع .
بالنسبة لمهووسين على منصات التواصل، الفتاة المومني، وهي لطيفة ومتدفقة وتحاور الأطفال بحنان، في المناسبة ساهمت في ترويج ثقافة «المثليين جنسيا»، متى حصل ذلك؟
تخيلوا يا رعاكم الله كل الضجيج بتاع المثليين، لأن المذيعة الشابة ارتدت أثناء البث قميصا مزركشا أنيقا ينسجم مع برنامجها، وكتبت عليه عبارة «أحب الفوز»!
نشطاء الاصطياد مرة باسم «التقاليد» وأخرى باسم «الإسلام» تقصدوا أن لا يشاركوا في أي نشاط له علاقة بحماية الأقصى والوطن وانفعلوا بغيرة مزعومة، ضد الفتاة وقميصها، على أساس أن المثليين فقط «يحبون الفوز»!
شخصيا أحيي كل من يحب النجاح والفوز ولن أدقق في خلفيته الثقافية واتجاهاته الجسدية.
ومن المرات النادرة، التي أجد فيها نفسي مضطرا للوقوف مع تلفزيون الحكومة ضد «أوغاد المنصات».
هذا انت حافظ مو فاهم ينتصر الحب وهذا شعار عادي بس احب الفوز منين جبتها يا علامة زمانك
الترجمة مش احب الفوز.. اسمها الحب يفوز
وهي لوغو للحركة المثلية ومجتمع الميم بالغرب