Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
اراء و مقالات

خارجية أمريكا تقرأ صفحة وفيات الأردن… وللمغربي سلامي جنسية مع «ضريبة» و«هامبرغر» بالسمن البلدي

لا نعلم ما هي العبارة التي يقولها السفير الأمريكي الجديد «أبو أطول لحية وخبير الاستخبارات اللوجستية جيم هولتسنايدر عندما يجلس وسط أهل العزاء، الذي يزوره في الأردن حتى بعد اهتمام قناة «الحقيقة» الدولية بإبراز تلك المسحات الاجتماعية في نشاطات السفير.
كل ما ورثناه من مسلسلات «نتفليكس» أن الأمريكي في مقرات العزاء «يلقي وردة» على قبر الفقيد ثم يعبر عن «أسفه» وهو يرشف جرعة من كأس نبيذ فقط.
منتصف الأسبوع الماضي تحديدا، وعلى شبكة نتفليكس، وفي أحد المسلسلات توفيت والدة الموظفة في البيت الأبيض «إيميلي» فقدم لها الجميع من الرئيس إلى الحارس العزاء بعبارة «آسف على خسارتك»، برفقة تلك «التنهيدة» المألوفة.
لو دخل أي أردني على بيت عزاء وقلد «نتفليكس» قائلا: «نتأسف على خسارة الفقيد» لتمكنت محطة «سي أن أن» من ملاحقة الحجارة التي ستلحق به إلى قرية مجاورة بعد طرده شر طردة وفي بعض الأحيان يمكن أن تلحق به «دبشة» أي صخرة صغيرة.
لا بد من وجود ترجمة أمريكية ما لمقولة «يرحم ما فقدتم» أو لمقولة «يسلم راسك».
حتما لن تترجم السفارة الأمريكية عبارة «جعلها ألله خاتمة الأحزان» بسبب «الإيحاء الإسلامي» المتعاكس مع الأمر التنفيذي للرئيس ترامب ضد الإخوان المسلمين.
الاعتقاد جازم أن السفير الذي ظهر على موقع قناة «المملكة» يقول بعربية مكسرة جدا «يلا نشامى» لإظهار مساندته لمنتخب كرة القدم في بطولة كأس العرب، سيجد وسيلة لكلمات مطعوجة ومكسرة تظهر قدراته على تقليد اللهجة الأردنية.

«هامبرغر» بالسمن البلدي

هولتسنايدر يحب لفت الأنظار على الأرجح فهو يختار «عشائر وقبائل أساسية في المجتمع» ليقدم العزاء ويشرب زيت زيتون و»قيصوم» والجملة الوحيدة المفيدة والمفهومة، التي قالها منذ شهرين كانت نهاية الأسبوع «نعمل على دعم الأعمال التجارية الأمريكية».
والمقصود هنا «الحرص على بيع منتجات أمريكا في الأردن».
لم يقل إطلاقا أنه سيعمل على دعم «التجارة الأردنية» التي خسرت مليارات الدولارات جراء قانون قيصر، لا بل حرص على أول فعالية عامة له عند مؤسسة تخدم التجارة الأمريكية فقط، بدون حتى حضور ومشاركة ممثلي التجارة الأردنية.
ولم يقل إنه سيعوض الأردنيين عن موسمهم السياحي المضروب تماما، بسبب الطائرات الإسرائيلية التي سحقت لحم الأطفال في غزة ولبنان واليمن والعراق.
قريبا جدا قد نسمع عن «منتج إبداعي» أمريكي باسم «حبوب منع حمل من مادة القيصوم أو الشيح أو عبوات «هامبرغر بالسمن البلدي أو الجميد الكركي» سريعة الأكل، لكن بيعها على نطاق واسع يتطلب وجود «مترو» في مدينتي عمان والزرقاء.

تكثيف «مريب»

لست ضد التقارب الاجتماعي بين السفراء الأجانب والناس، لكن النسخة الأمريكية بالغت قليلا.
التركيز شديد ومريب إلى حد ما على المناطق والعشائر.
الأردني يصب القهوة فورا لأي زائر له وصديقنا الدبلوماسي المخضرم الدكتور موسى بريزات حاول تنبيه الجميع لأن المشكلة ليست في مجاملات ولا زيارات هولتسنايدر بل بموقف بلاده في «دعم الإبادة» التي ارتكبت وترتكب في قطاع غزة والضفة الغربية.
دور العزاء لها «حرمة» يتوجب ألا تخضع للتسييس ولا المزاودات، لكن نقترح على السفير ما دام نشطا ويبحث عن «صورة اجتماعية» مع لحيته الطويلة جدا زيارة النقابات المهنية ولقاء الأحزاب والاستماع للسياسيين المحترفين عن دور بلاده المحوري في صناعة «ثقافة الموت» والفقدان في الشرق الأوسط، بسبب قنابل أمريكية زنة 2000 طن بقيمة تزيد عن 20 مليار دولار أرسلت لإسرائيل حتى تقصف أهل غزة ولبنان وسوريا وتخضعهم.
قناعتنا راسخة أن السفير الملتحي لا يرغب بحوار حقيقي فاعل ومنتج، فهو خبير بحكم أعماله في المنطقة بمستوى «الموت»، الذي تسببه بلاده للشعوب.
والتلفزيون الأردني لا يبلغ بأي صيغة سعادة السفير أن «وجود إسرائيل أصبح النقيض في الأردن والجوار لفكرة وقيمة الحياة».

الجنسية للمدرب «سلامي»

الحديث عن شغف السفير الأمريكي بواجب العزاء باعتباره مدخلا قويا لأعماق العادات والتقليد ينتج أطنانا من الملل.
كأن وزارة الخارجية الأمريكية تقرأ يوميا «صفحة الوفيات» في صحف محلية، لم يعد يقرأها أهلها، وروبيو يتصل يوميا بهولتسنايدر ليشدد على الالتزام باستمرار تقديم واجب العزاء.
لكن ما علينا: نجم الشاشات الثاني في الشبكة الأردنية هو المدرب المغربي لمنتخب النشامى جمال سلامي، الذي توسعت «الجزيرة الرياضية» في نقل تأكيداته العلنية بأنه سيتشرف بالحصول على «الجنسية الأردنية» قريبا، مؤكدا «لن أغادر الأردن بعدها».
أجزم أن صاحبنا هنا تحمس قليلا، مع أن المعلق الرياضي لشبكة «بي إن سبورت» قالها بالفم المليان «الأردن لازم يكافئ سلامي».
مدرب النشامى طبيعي جدا أن يتم إكرامه بالجنسية.
أطرف تعليق على الإطلاق في المناسبة ذلك الذي خاطب الرجل قائلا «مرحبا بك في نادي أعضاء الضريبة… استعد لدفع 20 في المئة من راتبك»!
نسبة 20 في المئة على الأرجح «مبالغ فيها» والحديث عنها ينتمي لثقافة «الطفرانيين».

اظهر المزيد

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من مدونة الكاتب بسام البدارين

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading