رجال مؤسسة «القصر» أكثر وأقوى في حكومة الرزاز بعد «ترقيعها» و«تدريب» وجوه جديدة
الرهان على الثلاثي النقدي: عضايلة وبريزات وطويسي… والعسعس إلى القيادة
ثلاثة أسماء وزارية جديدة في الأردن يمكن الرهان عليها في تقديم رؤية نقدية لمسار الاحداث واصلاحية على الاقل في المجال الإعلامي وإلى حد أقل في المجال السياسي.
الوزراء الثلاثة شكل وجودهم في المضمون والنكهة السياسية علامة فارقة في مقايسات التعديل الوزاري الرابع على حكومة الرئيس الدكتور عمر الرزاز.
لم تعرف بعد الاسباب التي أجبرت شخصية تربت في القصر الملكي تحظى أصلاً قبل الحقيبة برتبة وراتب وزير مثل أمجد العضايلة للانضمام إلى حكومة يفترض أن تخرج من الساحة بعد نحو ستة أشهر.
العضايلة غادر للتو موقعاً في غاية الأهمية وهو سفارة المملكة في موسكو بعد عام واحد تقريباً من شغله لهذا الموقع لكي يلتحق بحكومة مثيرة للجدل ويتولى فيها أحد ابرز المواقع المقلقة بيروقراطياً وسياسياً حيث وزير الدولة لشؤون الإعلام وحده دون غيره في مجلس الوزراء يعايش كل انواع التشنجات والتوترات.
عملياً يختم العضايلة مسيرته الوظيفية باعتباره من الشخصيات الوازنة بحقيبة وزارية في تعديل رابع على حكومة مرفوضة شعبياً وتخرج بكل حال بسبب رئيس الوزراء فيها من جنة القوى المحافظة في القرار باعتبارها تمثل الدوار الرابع وقريبة من التيار المدني رغم ان الرزاز يسعى دوماً وبكل الطرق لـ «نفي هذه التهمة».
يفترض ان يضفي خبير أصلاً في الإعلام الرسمي والملكي جل خدمته في القصر مثل العضايلة لمساته الهادئة على الايقاع الإعلامي في مهمة تقول التجربة انها اقرب للمستحيل دوماً.
في كل حال الرجل صاحب بصمة.. كذلك شخصية مثقفة وتحمل رؤية نقدية مثل وزير الثقافة الجديد الدكتور باسم الطويسي.
الطويسي وهو استاذ جامعي وإعلامي خبير ومتمرس ينضم إلى حلقة الوزارة بعدما قدم للدولة العديد من التقارير العميقة النقدية وحمل في كل حال رؤية ليست ممتثلة للمعتاد والمألوف.
في آخر لقاء حضرته «القدس العربي» مع الرئيس الرزاز كان الطويسي موجوداً وتحدث عن رؤيته في الإصلاح الإعلامي دون وجود قرائن اليوم على ان هوامش وبصمات شخصيته قد تحدث فارقاً كبيراً في وزارة مهمشة اصلاً ولا يوجد بين يديها موازنة مالية حقيقية مثل وزارة الثقافة.
خبير الاستطلاعات والباحث المتقدم وزير الشباب الجديد الدكتور فارس البريزات يحمل أيضاً رؤية نقدية لمسار الأحداث لكن في مسألة الشباب حاور وناور وحاول سلفه الدكتور محمد ابو رمان ضمن استراتيجية لم يكتب لها البقاء.
وزارة الشباب ايضاً مهمشة وتقلب عليها وزراء كثر في الأشهر الأخيرة ، الأمر الذي يعني انها بلا خطة.
يعرف الثلاثي الوزاري الجديد من خارج العلبة التقليدية والحديث عن العضايلة والطويسي والبريزات ان الانتاجية في وزاراتهم قد لا تسعفهم خصوصاً في الوقت المتبقي على عمر الحكومة الافتراضي. لكن أمام الثلاثي فرصة سيراقبها كثيرون من الذين يعلمون مسبقاً بتراثهم النقدي لمحاولة إحداث فارق وتأثير داخل مجلس الوزراء.
بكل حال أعلن التعديل الوزاري وأصبحت حكومة الرزاز بلا رجل قوي في موقع نائب الرئيس فقد غادر غاضباً ومحتداً وعلى الارجح مختلفاً على تفصيلات الطاقم الاقتصادي حارس البوابة العنيد باسم التيار المحافظ الدكتور رجائي المعشر.
حكومة الرزاز اليوم بعد تعديلها الرابع خالية من شخصية كانت تعتبر ضمانة للحرس القديم وفي الوقت الذي أخلى فيه المعشر موقعه السياسي هنا ترك المهمة لبيروقراطي محترف من رموز الحرس القديم تتقدم فرصته بحكم الخبرة في النقاشات هو وزير الداخلية سلامة حماد الذي صمد وبقي في موقعه رغم أن الرزاز حاول زحزحته. كما صمد أيضاً في موقعه وزير الخارجية أيمن الصفدي.
وتغيرت المعطيات في إدارة الطاقم الاقتصادي فوزير التخطيط الأسبق الدكتور محمد العسعس أصبح رئيساً للمطبخ الاقتصادي ويتولى موقع وزير المالية وبالتالي يمكن القول بأن العسعس وهو شاب يعتمد على ما يسمى في جامعته «أسلوب هارفارد» أصبح الخازن المالي المباشر ورئيس الفريق الاقتصادي وبالتالي جميع الوزراء بحاجته.
دون ذلك عاد الرزاز في التعليم العالي والتربية والتعليم والبيئة إلى اسماء خبرة فوزير التعليم العالي الجديد هو الدكتور محيي الدين توق أحد أبرز الزاهدين بالأضواء والظهور وإلى جانبه زيراً للتربية والتعليم ابن الوزارة وخبيرها الدكتور تيسير النعيمي. ومن دون ذلك عاد صالح الخرابشة وزيراً للبيئة وأصبح المفتي العام للدولة محمد خلايله وزيراً للأوقاف.
وأخفق الرزاز في استبدال وزيراً للزراعة وانضم وزيران شابان لا احد يعرف عنهما شيئاً ومن أبناء القطاع الخاص عملياً وهما خالد سيف وزيراً للنقل ووسام الربضي وزيراً للتخطيط .
في الاثناء بقي لاعبان مخضرمان بأمان هما موسى المعايطة ووليد المصري ويتمتعان بأقدمية اليوم على عدد اكبر من الوجوه الشابة.
لا نكهة سياسية حاسمة في وجه الحكومة الجديد ولا رسالة إصلاحية في المستوى السياسي والمحاصصة إياها ضربت وبقوة مجددا بل تصدرت واغلب التقدير ان دور العسعس والذي يمثل مؤسسة القصر في العادة يتعزز داخل الحكومة مستعينا ايضا بوزيرين جديدين سبق أن عملاً في الديوان الملكي لسنوات وهما البريزات والعضايلة. واضح من حيث الفك والتركيب ان التعديل الرابع على حكومة الرزاز هندس وتم ترتيب أوراقه بمشاركة محدودة منه شخصياً.
الأوضح انه تعديل يعني وبكل اللهجات صيغة اقرب إلى «ترقيع وزاري» وحقائبي لحكومة آيلة للسقوط قريباً ووظيفتها الباطنية «تدريب» مجموعة من الوزراء الجدد فقط.. ذلك استنتاج قد يبدو متسرعاً لكنه قد يمثل الواقع أيضاً.