اراء و مقالات

«زرائب المارينز» ولصوص المستوطنات: مزاد «إمبريالي» على «الثروة الحيوانية»!

الخاروف الفلسطيني البلدي مطلوب حيا أم ميتا، لجيش الدفاع الإسرائيلي وللمستوطنين!

الخاروف الفلسطيني البلدي مطلوب حيا أم ميتا، لجيش الدفاع الإسرائيلي وللمستوطنين!
هذا ما نفهمه من الزميلة مذيعة «الجزيرة»، وهي تلفظ مفردة «خرفان» بكسر الخاء بطريقة لطيفة وتتجنب مفردة «خراف».
والنبأ العاجل على الشاشة هنا يشرح كيف هاجمت قطعان مستوطنين مزرعة فلسطينية، قرب «مسافر يطا»، ورافقتها آليات الجيش الإسرائيلي حتى تمكنت – نقصد القطعان وليس الخرفان – من «سرقة زريبة أغنام» في القرية!
مستوى الجيش الإسرائيلي يزداد «انحطاطا»، فبعد قصف «الحمير» في غزة والشجر والبشر والحجر بصواريخ أخذت من مستودعات المارينز بالقرب من شواطئ حيفا، ها هو جيش «الرب» يوفر الغطاء الأمني للصوص الخراف من عتاة «يهودا والسامرا» الذين يفترض أنهم لا يتناولون اللحوم يوم السبت!
ما علينا، مسألة تنفيذ هجمات صاروخية محكمة على الأغنام والثروة الحيوانية، لم تقف عند حدود فلسطين المحتلة، بل وصلت لليمن الشقيق، حيث أعلنت فضائية «المسيرة» أن طائرات أمريكية مقاتلة انطلقت وقصفت مزرعة للأغنام في إحدى ضواحي صنعاء.
تلك خراف إرهابية على الأرجح! والناطق باسم البنتاغون بعد ظهوره على قناة «سي أن أن» لم يبلغ الجمهور عن التهمة الموجهة للخرفان اليمنية، التي لم تسلم من قاذفات القيادة الوسطى وعملياتها الجوية، الأمر الذي يعني أن ما تبقى من أغنام فلسطينية ويمنية هدف مباشر في شهر رمضان المبارك للأسطول الحربي الأمريكي ولعتاة المستوطنين!
كل ذلك حصل ويحصل بعدما خاطب المحتال الأكبر بنيامين نتنياهو عصابته، وهو يقرأ نصا تلموديا مزورا «اقتلوا قططهم وكلابهم وحميرهم بعد أطفالهم ونسائهم»!
المستوى الذي وصلت إليه القوى الإمبريالية الاستعمارية، وهي تستهدف «الخرفان والأغنام» في محور المقاومة منحدر للغاية، والأغلب أن السبب ما ذكره جنرال إسرائيلي متقاعد ظهر على شاشة القناة 12 العبرية قائلا: «لا توجد أهداف عسكرية» محددة يمكن قصفها في غزة.
ما الذي يدفع أقوى جيش في العالم لاستهداف «مزرعة أغنام» يمنية، ثم أقوى جيش في المنطقة لحماية لصوص الخرفان في قرى جبل الخليل؟!
سؤال نحيله لذلك التحالف اليميني المختل بين ممثلي «العرق الأبيض» في حكم واشنطن وحلفائهم رموز ما تبقى من الصهيونية في تل أبيب.

خرفان

لكن مسبقا نحذر «الخرفان» في العواصم العربية في المناسبة بضرورة الحيطة والحذر فالسلطات أيضا واجبها «حماية أغنامها» والنظام الرسمي العربي يترك «الذئب المريض» يرتع في حديقة الشعب الفلسطيني، لكنه «لن يشبع»، لأن من سرق خروفا من قرية يطا، تحت حماية جيش الكيان سيسرق «الجمال والإبل، وبقية أصناف الماشية»، ويفتك بالقطط في أزقة القاهرة ومزارع العرب لاحقا.
وكما يقول المثل البدوي الأردني الشهير «كل شاة معلقة بعرقوبها».
لا أعرف ما هو «العرقوب» لكن أفترض أنه رقبة أنثى الخاروف، وعليه نذكر الجميع: «كل دولة عربية واجبها حماية خرفانها»، لأن كل «الزرائب» مهددة بما لا يدع مجالا للشك.
هل تذكرون شريط الفيديو الشهير لجنود المارينز في كابول؟ حسنا نذكركم لأن قناة «بي بي سي» وقتها شنت حربا مع جمعيات الرفق بالحيوان على المارينز، بعد الفيديو الذي ظهر فيه جنود أمريكيون في «زريبة قتالية» يتضاحكون وهم يضربون بعصا غليظة صبيحة عيد الأضحى الخروف الأفغاني بقسوة على رأسه.
الخروف الضحية كان يتقافز من شدة الألم قبل سقوطه جثة، والجنرال بقي يبتسم، وهو يراقب جنوده «المرضى» من جماعة «ولدت في أمريكا».
في اختصار من يسرق الأغنام لا يريد سلاما، ومن يقصف زرائبها بطائرات نفاثة، لا ينبغي التعامل معه بصفته «بشريا». تلك هي الرسالة لنا نحن شعوب «البسملة» قبل الذبح .
أقل من ذلك سذاجة وعباطة، وأحيانا «خيانة» في مواجهة الإمبريالية المستحدثة، التي تستهدف الثروة الحيوانية بالذبح في مزاد قسري عبر الآلة العسكرية الإرهابية.

«ذو الجناحين»

إذا استمر العدوان الأمريكي – الإسرائيلي لن يجد زعماء العرب والمسلمين قريبا أي صنف من لحوم الماشية والصحراء على موائدهم الفخمة، ولن يتبقى أمام أصحاب النياشين إلا «ذو الجناحين» بعد تهديد المدمرات الأمريكية للثروة السمكية في البحر الأحمر.
الفراخ أيضا مستهدفة، وليس فقط لحم أطفال غزة، وقد «تطير» عن موائد المترفين إذا تواصلت عملية «عسكرة» البحر العربي.
وللتذكير: من تقبل فكرة قتل الأطفال قبل وجبة السحور، وهم نيام قد يصطف مع إناء بلاستيكي في طابور طويل يطلب «وجبة طعام» خالية من اللحوم، في مشهد واقعي هذه المرة، مثل ذلك الذي صوره لنا المراسل البطل وائل الشريف عدة مرات في جباليا وخانيونس.
تريدون دليلا على ذئب «لن يشبع»: ما عليكم سوف متابعة ما بثته مؤخرا قناتا «الجديد» و «أو تي في» عن تلك الرسائل التي وجهها المبعوث السمسار «ستيف ويتكوف» للرئيس اللبناني الجديد الجنرال جوزف عون بعنوان» التطبيع الفوري مع إسرائيل»، وإلا قطع المساعدات عن الجيش اللبناني.
حتى جوزف ممثل برج «الحمل» في لبنان لن يسلم من «ذئبهم»!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من مدونة الكاتب بسام البدارين

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading