Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
اراء و مقالات

«زيتون فلسطين» يرفع سعر زيت الأردن… وبقرات صانور في «الأسر» ووفد مفاوض من «سماسرة العقارات»

كيف تمكن الأوغاد من هزيمة ست دول عربية دفعة واحدة في الماضي؟! سؤال متكرر يجبر من يشاهد القنوات الإسرائيلية الفضائية على طرحه، ليس كلما أعادت قناة «الجزيرة» بث تلك اللقطات المدهشة للنازحين إلى شمالي قطاع غزة، وهم «يستعجلون العودة إلى الركام»، كما قال زميلنا وليد العمري .ولكن كلما شاهد المراقب مراسل القناة الإسرائيلية 13 الذي يحمل كاميرته ويرافق قطعان المستوطنين في كل غزواتهم المختلة المريضة.
لسبب أو لآخر قرر تلفزيون فلسطين الرسمي الأسبوع الماضي بث ريبورتاج خاص عن «موسم الزيتون» لنكتشف نحن معشر المستمعين أن قطعان الإستيطان خلعوا أو سرقوا أو حرقوا أكثر من 55 ألف شجرة زيتون فلسطينية على حواف الجدار العازل، وفي القرى القريبة من المستعمرات.
أحد المزارعين شوهد مع مراسل «الجزيرة» في الخليل يبكي على شجراته.
والقناة الإسرائيلية 12 حاولت تدريب المستوطنين على كيفية «سرقة الشجرة المثمرة»، بدلا من إتلافها وإعطابها، فيما يقول أهل غزة للعالم إن «زيتون فلسطين ليس داشرا» وله أهل وسيعود لذويه حتما عاجلا أم آجلا.
الاعتداء الإسرائيلي الممنهج على أشجار الزيتون الفلسطينية تلقى صداه الشعب الأردني، فقد منعت عبوات الزيت من العبور وإرتفع سعرها في بلد منتج للزيت مثل الأردن، مما يثبت تلك النظرية التي تقول إن «كل حدث في فلسطين يتأثر به الأردن».

بقرات صانور

حتى فضائية «المملكة» في عمان سلطت الضوء على «أزمة نقص وإرتفاع سعر الزيت»، حيث موسم لا يتوقع بعده في الضفة الشرقية هدايا من زيت الضفة.
ما علينا، نعود لما تفعله القناة 13 وهي ترافق بالكاميرا، ليس خلع الزيتون وتدميره فقط، بل عملية سطو وسرقة بمنتهى الخسة قوامها مجموعة مستوطنين يسرقون في وضح النهار «20 بقرة فلسطينية» من قرية «صانور».
لسبب غير مفهوم سلط الإعلام الإسرائيلي الضوء على بقرات صانور المخطوفة، وما كان يلمح إليه المذيع أن العملية قد تكون ردا على «خطف عجل إسرائيلي» صغير من أحد مزارع غلاف قطاع غزة يوم 7 أكتوبر/ تشرين الأول.
يعني ذلك أن عجلهم الصغير الرهينة في غزة ثمنه على الأقل 20 بقرة من الضفة الغربية، مع أن المستوطنين يسرقون يوميا زرائب بأكملها من المواشي .
تلك مقايسة ينبغي أن يفهمها الكون الآن: غصن الزيتون المدمر في جنين يرفع سعر الزيت في عمان، والعجل الأسير تدفع ثمنه «بقرات فلسطين»، ولا فرق بين القطاع والضفة وعمان في الفهم الإستيطاني التوسعي .
وعلى الفضائية الفلسطينية المحتفلة ببث خطبة الجمعة أن تدرك بعد الآن أن «المصالحة» واجب وطني والدم واحد، لأن بقرة صانور في اختصار تدفع ثمن المعركة في غزة والعكس صحيح.
في الأثناء تبين أن جيش الإحتلال – الذي قصف على الأقل 7 عواصم في الجوار – رافقت إحدى دورياته لصوص بقرات صانور، وقامت بتأمين عملية النقل على طريقة مسلسل «القائمة السوداء» في نتفليكس، وأمام المراسل والكاميرا شاهدنا البقرة تركض بفتور وصبر من الشاحنة التي خصصت لتأمين لوجستيات عملية السطو وكأنها – أي البقرات – تعلم مسبقا أنها «أسيرة».
لذلك السؤال ملح: كيف تمكن لصوص وقطاع طرق موتورون من هزيمة 6 جيوش عربية دفعة واحدة عام 1967؟!

بايدن وترامب

الجواب مرتهن هذه الأيام بشخص واحد هو المحروم – والحمد لله من جائزة نوبل للسلام – الرئيس دونالد ترامب الذي سلطت «بي بي سي» في تقرير خاص جدا وتفصيلي الأضواء على زيارته الوشيكة للشرق الأوسط ضمن المهرجان، الذي يقيمه مع بعض دول المنطقة على حساب أشلاء 20 ألف طفل قتلوا في غزة بقنابل أمريكية أرسل نصفها عمليا خلال 8 أشهر فقط ترامب نفسه وبقيمة وصلت إلى 21 مليار دولار.
وفقا لتقرير «بي بي سي» سترافق طائرة ترامب 6 طائرات حربية مجهزة بأحدث التقنيات مع أن أحد الخبثاء همس في أذن كاتب هذه السطور يطالب بالإنتباه: «بايدن زار إسرائيل وقت الحرب مع أسطوله العسكري وترامب يزورها مدعيا من أجل السلام».
كل من شاهد قناة «سي أن أن»، وهي تتوسع في تكهنات ما سيفعله ترامب في مصر والكيان «يشتم مسبقا» رائحة «دوافع وحوافز عقارية» خلف معادلة «فرض السلام بالقوة»، فيما رئيس بلدية خانيونس يبلغ قناة «العربية» بوجود أكثر من 340 ألف طن نفايات وركام في تلك البلدة الصغيرة فقط.
للعلم والتذكير «بقرات صانور» نزلت بتثاقل بعد خطفها من شاحنة المستوطنين، فيما يهرول بعضنا بنشاط على الرصيف في انتظار حافلة ترامب، وهي تحاول الاستثمار عقاريا بعدما تخلت الأمة كلها عن «أهل غزة».
لو كنت صاحب قرار في غزة لاندفعت فورا نكاية بـ»الخذلان وأهله» لتشكيل وفد تفاوضي مليء بخبراء العقارات فقط، يخطط لصفقة عقارية ونفطية فقط ويؤسس لشراكة مباشرة مع «السمسار الكبير».
لو فعل أهل غزة ذلك بعد شلال التضحيات لن يجرؤ على لومهم أحد.

اظهر المزيد

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من مدونة الكاتب بسام البدارين

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading