اراء و مقالات

«سحب الجنسيات» ينمو ويتمدد.. بعد «جدة بلينكن»: هل يطلق ترامب ميلانيا؟ وجاسوسة فرنسية تزوجت «النظام الإيراني»

وحده التلفزيون الحكومي الأردني خرج على الناس بشروحات وزير الداخلية «النشمي» مازن فراية، بعدما اجتاح «جدل الجنسيات» حتى الولايات المتحدة ونخبها.
الجرائم الإلكترونية متحفزة في الأردن لمواجهة «منصات الكراهية»، وتلفزيون المملكة – وهو حكومي أيضا في الواقع – فرد مساحة معقولة لتغطية عناصر الاشتباك، بعد ما توسعت حسابات الكترونية محلية في ترسيم هجمات تقسيمية للناس بعنوان «المجنسين».
أحدهم «هلكني» على مدونتي الالكترونية، وهو يطالب القيادة والدولة الأردنية بالتصرف، كما حصل في الكويت، حيث إحراق قيود مدنية وسحب جنسيات بالجملة، فيما الشاشة الرسمية تعيد التذكير بكلمات وزنها من ذهب تظهر «تفوق الدولة» الأردنية في احترام مواطنيها، عندما قال وزير الداخلية «الرقم الوطني الأردني محمي دستوريا، سواء أحصل عليه المواطن أمس، بسبب تعليمات الاستثمار أو حصل عليه من أيام عمر بن الخطاب».
أيام بن الخطاب لم تكن ثمة «حدود ودول» ولا حتى دوائر أحوال مدنية ولا أنظمة شمولية تسترق السمع من اليمين الأمريكي وتقلده فتتلاعب بالجنسية وكأنها «شربة شاي» يمكن شفطها ودلقها في الكأس.
الصحابي الجليل رضوان الله عليه سيبكي على حال «الوحدة الوطنية» في الأمة لو سمع المذيع في فضائية الكويت، وهو يتلو نص المرسوم الذي يأمر بسحب جنسيات مواطنين ناموا على حال واستيقظوا على أخرى.
أو لو قرأ على فيسبوك أردني ذلك الأرعن الذي يترك الحكومة ويضغط على الناس مقترحا بأن من لا يتخلى عن جنسيته الأردنية هذه الأيام طوعا «خائن» للقضية الفلسطينية ويخدم المشروع الصهيوني وكأن طائرات إسرائيل تقرأ دفاتر الأحوال المدنية وهي تقصف في اليمن وغزة والضفة الغربية ولبنان وسوريا في الوقت ذاته.

سؤال ميلانيا وماسك

ما علينا حُمّى «سحب الجنسيات» وفقا لمحطة «سي أن أن» الأمريكية ضربت شواطئ أمريكا الترابية والبرلمانية الديمقراطية. ماكين ووترز أحسنت صنعا وهي تقترح على «الحاج ترامب» ترحيل زوجته الأنيقة ميلانيا أيضا لأنها من شريحة المجنسين، ولم تغن يوما تلك الأهزوجة الشهيرة.. «ولدت.. نعم ولدت في الولايات المتحدة».
هل يتجرأ ترامب على إظهار قدراته على الالتزام القانوني بفتح ملف تجنيس زوجته الثالثة ميلانيا، التي ولدت في سلوفينيا؟ هل يملك بتاع النزاهة الإدارية إلون ماسك القدرة نفسها على الإقرار بأنه مولود في دولة جنوب إفريقيا واكتسب المواطنة بالتجنيس؟
ترامب مزواج ويحب النساء، ويمكنه ترحيل ميلانيا أو تطليقها وإحضار زوجة جديدة من عرق أبيض جدتها تشبه جدة أنتوني بلينكن.. هل تذكرون بلينكن؟ هو الرجل الذي ذرف الدموع على جدته المقبورة الآن في بولندا أمام الكاميرات، قائلا «جئتكم بصفتي يهوديا وليس وزيرا للخارجية».
إحدى فضائل الترامبية علينا نحن «السلاقيط» أنه بدأ يتصرف بدولته الضخمة تماما كما يتصرف رموز «الولاء المطلق والمسموم» في العالم الثالث، حيث الانقلابات والحكومات التي لا تحترم وثائقها ولا تعني لها المواطنة شيئا، الأمر الذي نحسبه منعشا لكل الشعوب التي عانت الأمرين بسبب رأس الأفعى الأمريكية.
أعلم أن أحدهم سيكتب في ملف العسس أن من يتحدث عن منهجية المواطنة ويعترض على موجة سحب الجنسيات من جماعة «الحقوق المنقوصة»، حسنا ندافع عن حق «البدون» في الكويت بجنسياتهم وعن حق ميلانيا بأن لا تقترب إدارة جوزها من قيودها المدنية وتبدأ التفتيش في بيانات طلبها للجنسية.
صديق أمريكي موثوق أخبرني مبكرا: «عندما يغلق ترامب ملف «المقيمين» سيفتح ملف «المجنسين» والذين ولدوا في أمريكا أو حصلوا على جنسيتها وسيجد بالضرورة «ثغرات ومشكلات» تتعلق بعدم دفع رسم بقيمة 5 دولارات أو معلومة غير دقيقة عن مكان السكن ليقدم على فعلته الشنيعة ويصبح مثالا يحتذى لحملة تطهير كونية عالمية يشتم رائحتها كل ديكتاتور مارق.

جاسوسة مزواجة في طهران

ولن تقف تلك الحملة عند النبأ الطريف الذي أشارت له فضائية «سكاي نيوز» بخصوص الجاسوسة الفرنسية للموساد الإسرائيلي «كاثرين شكديم» التي تمكنت من الزواج من «100 إيراني» دفعة واحدة في رقم قياسي استثنائي أثناء إقامتها لسنوات في طهران بذريعة أنها تريد «التشيع» وأعجبها عيد النسيم.
بعض أزواج الصحافية الجاسوسة يشغلون مواقع حساسة في المؤسسة الإيرانية والعروس عمليا تزوجت النظام برمته بعدما دوختنا طهران بالحديث عن «الشيطان الأكبر» وعش العنكبوت الإسرائيلي لعقود فيما تبين أن جاسوسة واحدة تحمل جنسية فرنسية «قابلة للسحب لاحقا» تمكنت من إقامة 100 ليلة حمراء على الأقل بعقود زواج المتعة فحصلت على عشرات الأسرار العميقة.
الفلتر الأمني أخفق هنا كما يخفق حتما في العالم العربي، وحصرا في دول الطوق ومعسكر السلام، فيما «يتألق» وهو يراقب مواطنا ملتزما أو محترما ضغط على زر «لايك» صدفة مؤيدا لتعليق يوجه التحية للمقاومة الفلسطينية أو عبر عن أسفه وألمه بعدما شاهد على قناة الجزيرة مئات المواطنين الجوعى يصطفون في طابور بحثا عن «صحن حساء» لتناوله قبل قصف الخيمة أو التكية.
حمى سحب الجنسيات مثل داعش يتحول إلى ظاهرة «تنمو وتتمدد».

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من مدونة الكاتب بسام البدارين

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading