سنة وشيعة والعراق “ما نبيعه”… قبلة على جبين “الرجاء المغربي”… و “مرمطة” عمرو أديب
«إخوان وسنة وشيعة… العراق ما نبيعه»، عبارة هتاف «هرمنا» عمليا قبل أن نسمعها وسط بغداد، وعند الجدارية الشهيرة في خاصرة المنطقة الخضراء.
محاور قناة «الجزيرة» تحول، وهو يحاول مناقشة الحدث إلى «إحصائي» يريد أن يعرف كم عدد الشيعة وعدد السنة من المحتشدين ضد الفساد في بغداد قبل سقوط شهداء وجرحى وتحرك بعض العمائم .
بالنسبة لقناة «سكاي نيوز» كان الخبر عابرا، وبدون إحصاء أو فلسفة، وكأنه عرس عند الجيران.
أما «سي أن أن» فتوافقت للمرة الأولى مع التلفزيون الأردني في تغطية «محايدة جدا وتشبه سويسرا» لمسار الأحداث هناك.
لا ضير في ذلك، فواشنطن وعمان غارقتان في حسابات الكلمات المتقاطعة في البنية العراقية الهشة.
نزعم أن مئات من المشاركين في التظاهرات سبق أن تظاهروا ضد بعضهم البعض طائفيا، وكانوا مجرد بيادق في رقعة لها علاقة بالمحاصصة أو «وقودا» في معركة «فاسد أو لص ما» من الذين وعدونا يوما بـ«عراق جديد ديمقراطي للغاية».
ما زلت أذكر ما قاله الدكتور مروان المعشر عندما كان «يثق» بالأمريكيين: سنحسد العراق الجديد وسيكون واحة ديمقراطية.
أصبح عراقنا العظيم اليوم، واحة للدم وحديقة للحرامية، ومن كل الطوائف ومرتعا للنهب والسلب في حفلة واسعة على طريقة قناة «وناسة»، حيث يرقص الجميع على لحم الوطن.
الهاتفون إياهم – أو بعضهم تجنبا للتعميم – تحركوا بعدما مهدوا الساحة جيدا لكل دول العالم باستثناء بلدهم.
شاي و«ميرامية» وإخوان
اعتذرت نقابة المعلمين الأردنيين لقناة محطة «رؤيا» التلفزيونية بعد طرد وضرب طاقمها.
طبعا، لا يمكن قبول فكرة ضرب كاميرا أو تحطيم ميكروفون، مهما حصل وفي الحالات كلها.
الأهم أن البرنامج الكوميدي الأبرز على الشاشة نفسها فعلها من الآخر، فوضع مقطعا من أغنية «إن كنت ناسي أفكرك» يسبق مقطعا لرئيس الوزراء عمر الرزاز، وهو يخطب في الشعب متحدثا عن آماله في النهضة والنمو وحماية التعليم.
لسبب، لم يعد غامضا عمليا، تصدر خبر «إضراب المعلمين الأردنيين» كل شاشات العالم العربي، ومعها بعض الشاشات الأجنبية مثل «سي أن أن».
رغم ذلك من حاولوا «شيطنة وأخونة» حراك المعلم تركوا فضائيات العالم واتهموا الحركة الإسلامية، التي لا تملك من حطام الإعلام إلا قناة «اليرموك».
سألني أحد المشايخ: بكم تشتري الرواية، التي تقول إن فضائية «اليرموك» تحرض 120 ألف معلم؟
أجبت: بأقل من خمسة قروش! السبب بسيط وهو أن هذه الشاشة تسير بالدفع الذاتي وأشبه بصوت في الصحراء، وإذا شاءت الأقدار واستضافتك للتحليل والتعليق سيستقبلك على الباب مهندس الصوت وهو نفسه المخرج والمنتج، وإذا أطلت المكوث بعد الهواء قد يعالجك بعبوة «شاي بالميرمية»، وخلال الحركة تتعثر بالأثاث من ضيق المكان.
شخصياً، لا أصدق أن الإخوان المسلمين المطاردين بكل معاني الكلمة، يستطيعون إدارة حراك قوامه 100 ألف شخص، ولو كانوا كذلك لأصبح فورا من حقهم إدارة الحكومة والمؤسسات والمناصب .
زيتون فلسطين
أفرحتنا زيارة فريق الرجاء البيضاوي المغربي للمسجد الأقصى في القدس المحتلة، لأنها أغاظت القناة الثانية في تلفزيون دولة الاحتلال، بصيغة تطلبت التعليق عليها في الحزمة الرياضية الإسرائيلية من قبل حاخام طالب بمنع «العرب» من تضليل إسرائيل وزيارة الأقصى بعد دخول «يهودا والسامرا».
الفضائية المغربية الشقيقة اكتفت بدورها بشريط إخباري يتحدث عن تأهل الرجاء على حساب الهلال الفلسطيني، وعلى تلفزيون «السلطة» كان أحدهم يرحب بالشقيق المغربي، وهو يزور «الوطن الفلسطيني»، دون أدنى استذكار لوزير زراعة السلطة الذي نسي، وهو يتحدث عن الزيتون المستورد من الكيان أن ما يسمى إسرائيل اليوم هو أصلا «الوطن الفلسطيني».
تذكرت الراحل الأردني ضيف الله الحمود، وهو يمنشت بالبنط العريض أيام الصف الضوئي في صحيفته «زيتون برما ليس داشرا». هذه مناسبة لتذكير وزير زراعة السلطة رياض عطاري أن «زيتون فلسطين ليس داشرا» حتى عندما يرغب معاليه في استيراده على أساس أنه صنف لا يزرع في «بلادنا». عن أي بلاد يتحدث صاحبنا؟
وألف قبلة مع تحية لفريق الرجاء المغربي، لأنه اعتبر صلاة ركعتين في المسجد الأقصى أهم من الفوز والتأهل. مرحى للشعب المغربي العظيم.
عمرو أديب و«الجزيرة» مباشر
أجبرني صديق له مداخلة هاتفية على الهواء على متابعة عملية التشريح والمرمطة، التي خضع لها زميلنا المصري الفَصح الفَتح عمرو أديب في برنامج مخصص على الطريقة المصرية عبر «الجزيرة» مباشر .
نشرت «الجزيرة» وبثت حزمة مرهقة جدا من تعليقات وشروحات المطلوب المصري «أغلى مذيعي المحروسة دخلا»، كما يوصف .
وأصل القصة كانت مساهمته الفعالة في اعتقال شابين أردنيين، وطالب سوداني، تم الإفراج عنهما لاحقا، حيث اتهم أديب الثلاثة باختراق مصر والمساس بأمنها القومي عبر «خلايا» منظمة أرسلت لأم الدنيا.
تخيلوا معي ثلاثة طلاب تواجدوا بالصدفة في ميدان التحرير خططوا لإسقاط نظام السيسي!