اراء و مقالات

«عاد البلد وهرب الأسد»… هل تسترد عشائر الأردن «العباءة» الشهيرة؟ … «سانا» تطارد «الفلول»

هتف الغلابى السوريون مبكرا: «يا ألله ما إلنا غيرك يا ألله».
لم يسمع صوتهم البث المباشر على شاشة الفضائية السورية طوال 14 عاما لا بل تحديدا وكالة أنباء «سانا» بقيت تصف الغلابى الهاتفين في درعا ب»الإرهابيين».
الرئيس «الفار» ألبسه وفد أردني يوما «عباءة القبيلة العربية» أمام كاميرات تغني «خبطة ئدمكن عالأرض هدارة…إلخ».
أغنية «الممانعة» تلك رافقت «الشبيحة» مع أفعالهم الشنيعة ومن حقنا كأردنيين أن نطالب باسترداد العباءة التي ارتداها الأسد يوما بصورة بثها التلفزيون السوري باسم «عشائرنا» بصفته قائدا للأمة.
صاحبنا أخذ «العباءة» وفكح وتبين لاحقا أن «خبطة القدم الهدارة» لا تضرب الأرض لتحرير «الجولان» بل تجتهد في استبدال الاسم من «الجمهورية السورية العربية» إلى «جمهورية الكبتاغون».
كاميرا مراسل الجزيرة دخلت مصانع الكبتاغون حيث معسكر للجيش بداخله مصنع لمولدات الكهرباء يتم ملء كل عبوة بـ3 كيلوغرام من حبوب الكيف.
شخصيا كنت أتمنى أن يخصص التلفزيون الأردني الرسمي مساحة بث للإجابة على السؤال الذي سمعته من كبار وصغار القوم عدة مرات: أين الوكيل المحلي لمملكة الكبتاغون التي أسسها ماهر الأسد؟.

«سانا»… و«الفلول»

ما يهم من هذه «الاستعادة» لبعض الذكريات الحزينة هو تلك البهجة الغامضة التي تجتاح السامع لمذيع الأخبار في قناة العربية وهو ينقل حصرا عن»وكالة سانا» ما غيرها النبأ المتعلق بتشكيل فرق أمنية لتمشيط أحياء اللاذقية وجبال طرطوس بحثا عن «فلول» النظام السابق.
ثمة إشكالية أخلاقية مهنية هنا فقد عشنا لليوم الذي شاهدنا فيه قنوات عربية تنقل عن «سانا» عبارة «فلول النظام المخلوع»…تغيير ده ولا مش تغيير يا متعلمين يا بتوع المدارس؟
هل تذكرون من تم وصفهم في الماضي بـ«فلول» أيام ثورة يناير المصرية والرئيس محمد مرسي؟
فلول الأمس يصبحون حكام اليوم والعكس صحيح في العالم العربي: فانتازيا سياسية وإعلامية بكل الدلالات تعيد تأكيد الحقيقة بأن عالم الناطقين بالعربية «غير» في كل شيء مثل إعلان «جدة غير» المبثوث على قناة إم بي سي.
حتى في عمان ثمة قليل من الفصام الإعلامي الرسمي.
أذرع الحكومة المتلفزة تحتفظ بمساحة فاصلة مع «المتحول السوري» تحسبا للمفاجآت والمتاح من فرقة «كتاب التدخل السريع» مصرون على «شيطنة الإسلام السياسي» ويطالبون بالتمهل في دعم «الشرع ورفاقه».
أحدهم سألني وهو في حيرة من أمره بالعامية: «مش فاهم… شو مشكلتنا… لا بدنا هلال شيعي ولا عاجبنا قوس سني؟»
صيغة سؤال استنكارية وما يمكن قوله أن لدينا «حساسية» مسبقة تجاه «أي هلال» وفي أي وقت مع أن حاجتنا ملحة هاليومين لتركيا ولسهمها السني تجنبا لاحتمالات الاضطرار للنوم على فراش واحد مع مجانين اليمين الإسرائيلي المتطرفين.
عمليا تجتهد حكومتنا طوال الوقت وهي تحاول»التكيف أو التعايش»مع مساطيل تل أبيب .
لكن تلك المهارة تغيب فجأة وعلى طريقة «أبو عنتر» في مسلسل «صح النوم» عندما يتعلق الأمر بدولة سنية قوية كنا قد خاصمناها أصلا لحساب «دول شقيقة» أصبحت شريكة لها الآن أو عندما يتعلق الأمر بـ»أصولي» اجتاحته فجأة أعراض «التمدين» في دمشق.
من يستطيع تحمل كلفة التجاور مع «نظام إرهابي متوحش» يمثل خطرا وجوديا على الأردنيين شعبا ودولة مثل الكيان الإسرائيلي يمكنه التقارب ولو قليلا مع أنظمة يتوضأ قادتها 5 مرات في اليوم ثم يمارسون الكياسة في السياسة.
أحد منظري السلفية سألته يوما عن «شيوخ المولنيكس» وتأثيرهم السلبي؟ صدمني جوابه المختصر على السؤال عندما قال: «تعلمنا في مدرستنا السلفية أنه من الكياسة أن لا نشتغل بالسياسة».
لكن في العمل السياسي 3 كلمات قد تترادف أحيانا: «كياسه… سياسة… تياسة».

«الأسد أو نحرق البلد»

وبما أن «التياسة» بين عناصر التأثير على الجيوسياسي في منطقتنا يمكن المشاركة في نفض الغبار عن «المقابلة المثيرة» التي أعادت بثها محطة «إم تي في» اللبنانية مع المفكر المسيحي نبيل خليفة وتحدث فيها عن «حرب أسسها النظام السوري سابقا وإسرائيل» ضد «الشعب السوري» بهدف التحريك الديمغرافي.
الحرب التي أكلت الأخضر واليابس في القطر السوري الشقيق استهدفت أصلا «إزاحة» ما تيسر من 14 مليون مواطن سوري من التابعية السنية حيث وقفت العملية عند «تهجير» نحو 6 ملايين على الأقل حصرا من هؤلاء حيث لم نسمع عن»لاجيء كردي أو درزي أو علوي» في تركيا ولبنان والأردن وأوروبا.
تلك «حكمة بأثر رجعي» قدمتها لنا رؤية فكرية عام 2019 لكن نحن أمة لا تسمع ولا تقرأ ولا تفهم وتقف عند حدود الحفظ وفقا لذات الوصف التاريخي للمثلة فردوس عبد الحميد عندما كانت تقول في مسلسل «ليلة القبض على فاطمة»: «انتم دايما بتنسوا… ولما جيت أفكركم طلعت مجنونة».
نعم نحن أمة النسيان ولم نقف عند العبارة المزروعة على جدران أحياء ريف دمشق: «الأسد أو نحرق البلد» إلى أن ردت فنانة عادت لتلك الحارات من كندا وقالت: «عاد البلد وهرب الأسد».
إعلامي أردني من أسرة القدس العربي

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من مدونة الكاتب بسام البدارين

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading