عندما يصافح جنرالات الأردن «أغرار المقاومة» عن بعد… ولنتنياهو «إطلع من غزة أولا»

يمكن التصفيق للكلمات التشخيصية التي وردت على لسان الفريق الأردني المتقاعد حسين المجالي على شاشة «المملكة»، خصوصا وهو يرد على مقولة نتنياهو عن مشروع «إسرائيل الكبرى».
«الباشا»، وهو وزير داخلية ومدير أمن سابق وعسكري عريق، نصح في الحديث المصور نتنياهو بلهجة الأردنيين البسيطة «إطلع من غزة أولا وبعدها هدد 6 دول عربية في الجوار»، ولاحقا توجيه تحية عابرة – عن بعد – عمليا للمقاومة.
الأهم هو مفردة «أغرار» التي استعملها المجالي ويعرفها كل من خدم في السلك العسكري، وتقال عن «العسكريين المستجدين» أو من هم في بداية مشوار الخبرة، حيث قال «المقاومة في غزة مع سلاح خفيف وشوية أغرار»… انظر ما فعلوا في جيش نتنياهو».
السؤال هنا يصبح: إذا كان أغرار المقاومة في غزة فعلوا ما فعلوه.. ماذا ستفعل «خبرة الجيوش العربية» المحترفة إذا واصل نتنياهو مشاريع عدوانه؟
عمليا ذلك اقرار «مهني» نادر، وعلى شاشة تمثل الدولة الأردنية من رمز عسكري خبير بأن «أغرار المقاومة» يواجهون بشجاعة جيش الاحتلال المجرم، وإن كنا كمشاهدين نتوقع من زميلنا المذيع وفورا طرح السؤال التالي ما دام العدو «يهدد الجميع»: «لماذا لا نساعد هؤلاء الأغرار ونمدهم بسلاح أكبر ولو قليلا من مفردة «خفيف»؟
طبعا، الجواب مفهوم وما قصده «الباشا» ونتفق معه هو أن الأردن «لا يهاب» وأن استدعاء تراث معركة الكرامة وباب اللطرون وعلى الهواء المباشر لقناة «المملكة» التلفزيونية فرصة وفرها لنا جميعا الإرهابي نتنياهو عندما هدد الجميع بدون استثناء بفكرة إسرائيل الكبرى.
«أغرار « المقاومة
صعب جدا على الإعلام الرسمي الأردني اقتراح «دعم وإسناد أغرار المقاومة»، وهي مفردة ليست سلبية في كل حال بالعرف العسكري.
لكن أقله ما دام حسين المجالي قدر بوضوح أن نتنياهو يهدد الأردن أن تتوقف أذرع الإعلام المحلي عن «شيطنة المقاومة» كلما دق الكوز في الجرة.
أقله في المقابل أن تتوقف اعتقالات من يناصرون المقاومة من الشرفاء الأردنيين، ومعها محاكمات قانون الجرائم الإلكترونية وأن نبدأ برصد عملية «تطعيم» صغيرة على الشاشات الرسمية تضمن وجود «رأي لا يعادي المقاومة»، ولو من باب التنويع خلافا أيضا لتوقف «العسس والرقيب» عن التدخل في استديوهات تلفزيونات القطاع الخاص مثل «رؤيا» والحقيقة الدولية وحتى استديوهات المحطات الإذاعية.
أقله أن تخفف قناة التلفزيون الحكومي ما دامت «نار اليمين الإسرائيلي وصلت الثوب» من استضافة رموز التدخل السريع الذين «يخونون» كل من يختلف معهم أو يساند المقاومة الفلسطينية.
ومن باب تقصد «النعنشة» يمكن اقتراح توزيع مناصب وزارية سريعة على بعض من «هلكونا مزاودات» لتخفيف مؤشرات التشنج المصور لأن «الأوسمة» لا تكفي هؤلاء ويريد بعضهم المزيد.
طبعا ودوما الحد الأدنى التوقف عن توجيه اللوم لضحايا العدوان والانتقال إلى المستوى الإستراتيجي، الذي اقترحه علنا عبر تلفزيون «الحدث» يوما الفريق المتقاعد أيضا قاصد محمود، عندما قال «مصلحة الأردن أن لا تهزم المقاومة في فلسطين والحدود مع المحتل سلاح في الاتجاهين».
مجددا لا أحد يطالب بإعلان الحرب على الكيان ولا إطلاق النار.
لكن نساند الرأي القائل بمصالحة وطنية شاملة داخليا، تشمل هؤلاء الذين حذروا أمس مما يتنباه اليوم جنرالات المؤسسة المتقاعدون، فتعرضوا للشيطنة أو حتى لإجراءات تستهدف الإسلام السياسي.
فانتازيا متلفزة تلك التي نرصدها عنوانها: شاشات «رسمية» بدأت في استضافة رجال دولة وجنرالات أصحاب خبرة عميقة في خطاب تعبوي يستذكر كل عناصر «الاشتباك العسكري» مع العدو الإسرائيلي، فيما من سبقوا «الطبقة» في الاستدعاء نفسه لوحقوا أو خضعوا للشيطنة أو طاردتهم القوانين إياها.
أصلا يدلل ما يحصل على الشاشات، وفي الاستديوهات على أن «اتفاقية وادي عربة» لم تعد تضمن شيئا، وخرجت عن السكة تماما ولا ينافس في الصمت المصور المهلك إلا تلفزيون فلسطين.
نتنياهو «الواهم»
من أحرج الأردن شعبا وحكومة هو نتنياهو!.. ومن خلط الأوراق هي إسرائيل!
التهديد «حقيقي وعميق وجذري» ولا ينبغي إطلاقا قراءته عند الحدود التي اقترحها على شاشة «العربية» رئيس الوزراء، وهو يتحدث عن «قائد متطرف وواهم» يمثل «دولة مكروهة عالميا الآن».
ذلك الواهم يسانده رئيس أمريكي قال بعد يومين فقط من انتخابه «إسرائيل صغيرة الحجم، ولا بد من توسيعها» وسفيره بعد 24 ساعة من تولي مهامه سأل أمام كاميرا «سي إن إن»: هل حقا يوجد شعب فلسطيني في يهودا والسامرة؟.
نصفق لصراحة حسين المجالي، ولكل رموز السياسة الذين تحدثوا عن «تهديد وجودي» وعلى الحكومة التصرف على هذا الأساس ونسامحها بالاعتذار من كل من حاول طوال عامين منصرمين تذكيرها بأن «هؤلاء قوم في تل أبيب لا يمكن إتقاء شرهم»، وها هم بعد «تلحيس أصابعهم» في سوريا ولبنان والعراق واليمن يريدون «الطبق» كاملا في عمان والقاهرة وبغداد وبيروت!