قبلة أمريكية على كتف الشرع … «أم زكي» تهدد لبنان… ومؤامرة مصطفى بكري: أين المتهم؟

عبارات كبيرة ومرعبة صدرت الأسبوع الماضي على لسان السياسي المصري مصطفى بكري وهواء قناة «صدى البلد» بقي بعد نحو 12 دقيقة فيها المتهم مجهولا.
صاحبنا تحدث عن «مؤامرة» و»تخطيط خارجي» و»محاولة لإسقاط الدولة الوطنية»، واسترسل في تحذير شعب مصر الصابر من تلك الأيادي الخبيثة، التي عبثت في الماضي، وتحاول العبث مجددا الآن.
أي متابع نصف متعلم لتلفزيون «صدى البلد»، ومعه فضائية «القاهرة الإخبارية» يشعر بذلك الضجيج المتعلق بـ»مؤامرة وشيكة». وطوال الوقت لا أحد يحاول تعريف المتهم أو المشتبه به.
نفهم من الإعلامي والسياسي أن «العدو خارجي»، وهذا عمليا «يعفي الداخل»، خصوصا وأن قيادات الإخوان إما رحلت أو أعدمت أو سجنت.
مصر: أين المتهم؟
ومن فرط حبنا لمصر وشاشاتها نمني النفس بتوضيح وشرح والواجب المهني على السيد البكري أن يحدثنا بصراحة ويجيب على السؤال المطروح: من هي الجهات الخارجية التي تخطط لإسقاط الدولة المصرية؟ هل إسرائيل متورطة؟ هل «مستر ترامب يعلم؟»!
حتى لا ندخل في تجزئة الأسماء سمعنا الصدى، ونقبل تحذيرات بكري لكن نريد الاطمئنان على أن البلد تعرف هؤلاء المخططين، وتشير إليهم بالأصابع حتى «نحذرهم جميعا» بمعية الشعب المصري المغلوب على أمره والحائر.
على طريقة قناة روتانا – مصر. مش حتئدر تغمض عينيك» المفترض أن لا يهدأ لنا بال ولا يغمض لنا جفن، ونبقى في الحوقلة وقول «يا ساتر»، وصولا إلى تعريف المشتبه به بتلك المؤامرة التي يتحدث عنها بكري. وبقاء «الجريمة قيد مجهول» يشبه ذكريات أيام زمان في عمان عن «المندسين».
توماس باراك و»أم زكي»
وعلى ذكر رئيس العالم ترامب ما غيره لا بد من تأمل المشهد الذي بثته 3 مرات في ساعة إخبارية واحدة قناة «سي أن أن»، ثم أكملت «الجزيرة» بإعداد متابعة تحليلية له، حيث «تبادل عناق حار ودافئ» بين الرئيس أحمد الشرع ومبعوث ترامب للملف السوري توماس باراك.
من شاهده يتجه بحماس نحو كتفي «السيد الرئيس» حيث العناق والعظم يختلط بالعظم، ثم تبادل «قبلتين» على هواء الوجنتين بطريقة «أم زكي» في مسلسل «باب الحارة» قبل اجتماع الجارات. من راقب ذلك المشهد الذي يشبه أزقة الشام القديمة يشعر فورا أن مخاوف مصطفى بكري على «أم الدنيا» في موقعها، لأن «جغرافيا الدول» تتحرك في ظل السيولة الاستراتيجية.
بكري على الأرجح يريد مقعدا لبلاده في «صف المتفرجين الأول»، لأن توماس بارك الدبلوماسي «العقرب»، كما يصفه من يعرفه في أنقره تقمص حالة ثوب «الخاطبة أم زكي».
تريدون دليلا.. حسنا: راقبوا معنا أول تصريح لباراك بعد العناق الحار في القصر الجمهوري، حيث أرسل العقرب الأمريكي تحذيرا غريبا لأهل لبنان فكرته في كل بساطة، إما درب إسرائيل والسلام معها وفورا وتقويض سلاح حزب الله أو العودة لأحضان «بلاد الشام».
فضائية «الجديد» اتصلت بمعلقين إثنين على أمل تفكيك رموز تصريح «أم زكي» الأمريكية.
كلاهما أخفق في الشرح، والجواب ورد على لسان معارض سوري، ضمن برنامج تلفزيوني قال فيه الرجل ما يريده بصيغة «مين لبنان؟ أخي لبنان جزء من سوريا.. لبنان سوري بالدرجة الأولى وسيعود لحضنه السني».
واضح أن «أم زكي»، التي تعمل مع ترامب ذهبت لأقصى مدى في ممارسة «الابتزاز» وما تقوله لأهل بيروت» عليكم الاختيار.. إسرائيل بدون حزب الله أو العودة لحضن المقاتلين الأيغور والأوزباكستانيين والشيشان الذين أصبحوا وحدة أساسية في وزارة الدفاع السورية».
ترامب يكره «بقية الألوان»
إنها «قسمة عادلة» تتحكم برقاب البشر والحجر والإنسان والمكان لا ينافسها في «النذالة السياسية» إلا تلك الجرعة التي احتفلت فيها حتى فضائية «الحدث»، وهي تعرض الحوار الاستعلائي الاستعماري البغيض بين الرئيس ترامب و5 زعماء يمثلون افريقيا تم وضعهم مثل الحضانة على طاولة واحدة أمام أستاذ غير متمكن.
لا نريد توجيه اللوم للزعماء الأفارقة باستثناء زلمتنا الموريتاني الذي صمت على الإهانة وتحدث بالفرنسية مع أن بلاده فيها «مليون شاعر ولغوي».
ولا نريد توجيه اللوم لترامب ذاته فهو «واضح وشفاف.. مغرور وعقائدي أبيض يكره بقية الألوان البشرية»، وسيلقي في النتيجة – وفقه الله وسدد خطاه – بتلك الولايات المتحدة التي نعرفها ونعاني بسببها في «سلة قمامة تاريخية» مخصصة لنخبة المستعمرين المرضى المختلين أنصار كذبة إسرائيل».
عمليا نتفق مع ما قاله أحد المعلقين على قناة الميادين: «مع رئيس من هالصنف لا تحتاج أمريكا لأعداء»، وحسب صديقنا ممدوح العبادي كل ما زادت «النذالة» زادت الكراهية، وذلك أفضل للبشرية وللأمريكيين فيما التذكير ضروري بأن بعض الشاشات العربية عرضت بحماس مشهد ترامب وهو «يبهدل ويهين» 5 زعماء أفارقة ليس لأسباب «مهنية».
بل لتذكير الجميع بأن الرجل «يتحدث بصفاقة مع الجميع»، ولا يختص الزعماء العرب بأي إساءات مقصودة، ويشمل الأمر من يأخذون منه المال، ومن يدفعون له.
وهو عموما ما نقلته «بي بي سي» عن المتحدثة السمراء في البيت الأبيض عندما وصفت «الرئيس فقط أراد المجاملة».