اراء و مقالات

«مبادرة الجزائر» التي نحبها: أين الملايين؟ «المراسل الشهيد» آخر «دروس غزة»… وفي المكسيك قريبا «منسف مع تيكيلا»!

دون ذلك سنغرق في متوالية التلفزيون الأردني – أيام زمان – بعنوان «افتتح معالي الوزير… وقال عطوفة الأمين العام».

هل قدمت الزميلة مراسلة «الجزيرة» في واشنطن قيمة مضافة من إعادة عرض ما كان أعضاء مجلس الأمن قد قالوه للتو ونقلته الشاشة؟
وسط وهج الحرب المشتعلة في الإقليم والعالم نشعر عندما نتلقى التحليل من المراسل «الثابت» وليس الحربي، يفضل أن يضيف لنا بعض تفاصيل الكواليس و»ما وراء الخبر» حتى نحصل على كامل «الوجبة الدسمة»، التي اعتدناها.
دون ذلك سنغرق في متوالية التلفزيون الأردني – أيام زمان – بعنوان «افتتح معالي الوزير… وقال عطوفة الأمين العام».
مثلا نزعم أن جون كيربي – نجم الميكرفونات هذه الأيام – هو الشخصية الأكثر إنتاجا لـ»البغضاء ومشاعر الكراهية» عند المشاهد العربي، بعد عدوان 7 أكتوبر/تشرين الأول على غزة، ولا ينافسه إلا الوزير انتوني بلينكن على هذا الموقع المشين!
يمكن الحصول على وجبة أدسم من «التشويق» في معرفة ما الذي كان يفعله كيربي – ما غيره – قبل لحظات فقط من «التمثيلية»، التي يؤديها وهو «يكذب ثم يكذب حتى كاد البعض يصدق كذبته»!

الشارع الجزائري

مفيد أن تبلغنا الزميلة النشطة بيسان أو كويك، أثناء انعقاد الجلسة لبحث المبادرة الجزائرية، عن تلك الملاحظات، التي تقدم بها «ناصح عربي زميل» للجزائريين بأن «لا يفعلوها»، لأن «الفيتو الأمريكي» الظالم آت لا محالة.
مفيد أكثر أن نعرف مثلا: «كم مرة تم تعديل الصيغة الجزائرية» خلف الستائر من جهة «متطوعين عرب»!
ألا يشعر المندوب الإسرائيلي بأي قدر من الخجل والحياء والخزي، لأن «العالم بدأ يتقيأ الكيان» حقا؟
وعلى سيرة الجزائر «التي نحبها دوما»، غريب جدا أن قناتي «العربية» و»سي أن أن» تابعتا باهتمام الحراك الأخير للجزائر في مجلس الأمن، فيما لم تفعل الفضائية الجزائرية، ولو من باب تغطية عرس عند الجيران! والأغرب أن أحدا لا يعرف – حتى اللحظة – كيف نجح «عرب أمريكا» ومن لف لفهم في «الحد من جموح التحرك الجزائري»، أو ما الذي حصل خلف الصورة وكيف انتهى هذا الحراك الرائع والمقدر؟
لا نريد الإجابة على سؤال مزعج هو: لماذا لا نشهد حراكا في الشوارع العربية أيضا؟ نترك الإجابة لأصحاب الاختصاص، لكن ما لاحظناه بعد رقابة 3 أيام فعلا أن المبادرات الجزائرية في مجلس الأمن لا تحظى بتغطية مقنعة على أهميتها، حتى لا نغني مع جوليا بطرس «الشعب العربي… وين»؟!

«المراسل الشهيد»

نعود قليلا لنقاشنا «التقني» فـ»الجزيرة» تحديدا وبلا شك متصدرة في فضح جرائم الاحتلال الإسرائيلي، وأنا من الصف الذي يوقن أن بعض الجرائم لم تكن تكشف لولا تقنيات «المواطن المراسل»، التي اعتمدتها هذه القناة في غزة، وأحيانا الضفة الغربية.
شهداء الواجب الإعلامي الفلسطيني لم تستثنهم يد الغدر والجريمة، طوبى لزملائنا، فهم أنبل البشر.. طوبى لمن يحمل روحه بيد والمكروفون أو الكاميرا بأخرى، ويتجول بحثا عن لقطة أو كلمة وسط الركام في غزة.
نحن جميعا ممتنون لـ»الشهود الشهداء» في فلسطين وللصامدين من زملاء المهنة، لكن سؤال جوليا بطرس يطال أيضا مؤسسات وأذرع ونقابات العمل الإعلامي العربية، دون استثناء، هل تعلمون أنه ثمة شيء اسمه «الإتحاد العربي للصحافيين»، وأنه «يجتمع ويسافر ويقرر ويوصي» ويسترخي رموزه في فنادق 5 نجوم، ولا أحد يسمع بصوت ذلك الإتحاد!
أقله ليقرر هذا تدريب الزملاء على تقنية «المراسل الشهيد»، حيث شبكة «الجزيرة» الفلسطينية، ومعها شبكة «المنار» توفران المادة والأمثلة والموضوع وحيث – وهذا الأهم – حتما، ولا بد طائرات إسرائيل ستقصف لاحقا وبعد الانتهاء من «إخضاع مخيم النصيرات» المدن والحواضر العربية من المحيط إلى الخليج، كما تعربد في سوريا!

منسف وتيكيلا

في محليات الحالة الأردنية يمكن التوقف مليا عند التحقيق الاستقصائي الذي اعتمدته فضائية «رؤيا» عن «أردنيين عالقين في بنما والمكسيك وغواتيمالا»، بعد هجرتهم سرا، وبالاحتيال، طمعا في الوصول عبر التهريب إلى أراضي «النعيم الأمريكي».
يحيل الأمريكيون بلادنا إلى «جحيم»، ثم يبدأ عاطلون عن العمل بالبحث عن فرصة للنجاة.
فضائية «بي بي سي» سبق أن أشارت لاكتشاف وجود أردنيين ضمن ركاب قارب ضبطته السلطات الإيطالية في البحر، وسلطات بريطانيا احتجزت عشرات «النشامى» الحاصلين على «تأشيرة»، لكن لم يحجزوا فنادق.
نفهم من الشاشتين أن عصابات «تهريب البشر» طرقت أبواب بلادنا… كيف ينام رئيس وزراء بعد هذه الإفادات في بلاد كانت مزارا للهاربين من الجحيم؟
تخيلت لوهلة أن طاقما من الشباب الأردني وصل المكسيك وتقطعت به السبل، ولتناول بعض الطعام قرر إقامة منشأة اقتصادية استثمارية باسم «منسف بالكاسة»، يمكن ارتشافه برفقة بعض المشروب التقليدي المكسيكي «التيكيلا»!
في بنما يمكن انتظار «الحلم الأمريكي» بمشروع «شاورما البط»، لكن في غواتيمالا الأمور ستكون معقدة، فاسم هذا البلد لا يستطيع الأردني العادي حتى لفظه عداك عن الإقامة فيه ولو موقتا.
ما لا تقوله فضائية «رؤيا» بصراحة إن شيئا سيئا يحصل لنا نحن معشر الأردنيين، والحكومات ترفض الاعتراف به، وتحديدا من تلك اللحظة التي خاطب فيها «قتيبة» رئيس الوزراء، فخاطبه الثاني قائلا «لا تهاجر يا قتيبة» قبل أن تمطره حكومات لاحقة بمقولة «أجمل الأيام لم تأت بعد».
عموما في «بلاد النشامى» شعب يمنعه الحياء الوطني من مناقشة الحقائق.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من مدونة الكاتب بسام البدارين

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading