Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
اراء و مقالات

«نحن حزب وطني»: رسائل «تنعيم وولاء» بتوقيع الإسلاميين في الأردن

فحواها أن «خلع ثوب الثلث المعطل ممكن»

عمان- «القدس العربي»: قبل تدشين نقاشات الميزانية المالية تحت قبة البرلمان الأردني، مرر نواب التيار الإسلامي التصويت بالتزكية لرئاسة المجلس، ثم تقبلوا فكرة تقاسم رئاسات اللجان التشريعية والرقابية بعيداً عن كتلتهم.
خلال نقاشات الميزانية يومي الثلاثاء والاثنين، بدا واضحاً للمراقبين السياسيين بأن الحركة الإسلامية وفي التوقيت الحرج، تركت مهمة توجيه رسائل ناعمة ومعتدلة لنواب كتلة جبهة العمل الإسلامي في مجلس النواب، الأمر الذي أصبح علامة فارقة مع بداية الدورة العادية للبرلمان على أمل المساهمة في تخفيف الضغوط التي تحمل عنوان استهداف حزب الجبهة بعد حظر جمعية الإخوان.
الحملات والضغوط زادت خلال الأسبوعين الماضيين تحت ظل اليافطة التي تقترح حل البرلمان الحالي والذهاب إلى انتخابات مبكرة في باب التفاعل مع مصالح الدولة إذا ما قررت الولايات المتحدة المضي قدماً في برنامجها التصعيدي ضد مؤسسات وفروع الإسلام السياسي في دول عدة، من بينها الأردن. والجدل حول طبيعة التعامل مع المستجد الأمريكي، بقي الأساس مؤخراً عندما يتعلق الأمر بالمشهد السياسي والبرلماني الداخلي.
المحلل السياسي الاسلامي الدكتور رامي العياصرة، لفت مجدداً وعبر «القدس العربي» نظر أعضاء مجلس النواب إلى أن التعاطي الوطني مع أي اتجاهات تأزيمية يفرضها الأمريكيون لخدمة الأجندة الإسرائيلية فقط، يحتاج إلى أرضية من الحوار والمصالحة لتأسيس وصفات وطنية وعلى قاعدة تجنب مواجهة تلحق ضرراً مع التشدد الامريكي دون المساهمة في تأزيم داخلي يمكن الاستغناء عنه.

فحواها أن «خلع ثوب الثلث المعطل ممكن»

لذلك على الأرجح، ظهرت بعض رسائل الاعتدال بتوقيع نواب كتلة جبهة العمل الإسلامي البرلمانية. وهي رسائل يمكن قراءتها بصيغة أبعد وأعمق من جزئية طرحها على هامش نقاشات الميزانية المالية التي تقدمت بها الحكومة ويناقشها النواب حالياً.
الرسالة التي يمكن اعتبارها الأهم برلمانياً هي تلك التي ظهرت مسيسة لعضو البرلمان الإسلامي ينال فريحات، وهو يستنكر الجملة التي تشكك بحزب جبهة العمل الإسلامي المعارض، مشيراً إلى أن الحزب يقف في ظهر المؤسسة الملكية مع القوى الوطنية التي «تعطي ولا تأخذ».
لاحقاً لمداخلته، اختصر فريحات الخطاب البراغماتي عندما تحدث للإعلام عن حزبه باعتباره الحزب الوطني الذي يقف في ظهر الدولة والقصر والأجهزة الأمنية. تلك الإشارة في خطاب فريحات جديدة في الواقع، وغير مألوفة عن الإسلاميين، وسينتقدها صقورهم على الأرجح.
لكن زميلته نور أبو غوش، كانت قد تقدمت بأول الرسائل الناعمة عندما طالبت الحكومة بالاقتداء بالطريقة التي يوجهها ولي العهد الأمير الحسين بن عبد الله في الاستثمار في الطاقات الشابة، فيما تحدثت أبو غوش عن حالة استثمارية نادرة بين يدي الحكومة، فكرتها الترويج السياحي للبلاد على هامش مباراة الأردن والأرجنتين المقررة في كأس العالم شهر حزيران المقبل، والتي يحضرها أو سيحضرها مليار مشاهد.
دون ذلك، برزت خطابات تناقش ميزانية الحكومة المالية رقمياً، وتقترح معالجات اقتصادية مهنية، ولعل أبرزها ما قدمته عبر عدة أسئلة ومداخلات النائب ديمة طهبوب، فيما وضع الإسلاميون على مستوى الكتلة وبلغة الاشتباك الإيجابي شرطاً واحداً لمنح الثقة للميزانية، وفكرته تعهد الحكومة برفع رواتب الموظفين التي قال النائب أحمد القطاونة إنها لم ترفع منذ 15 عاماً.
خطاب الإسلاميين هنا برلمانياً، لجأ في التكتيك إلى مساحتين: الأولى تماثل نقاشاً رقمياً وتقترح البدائل عن المشكلات دون التركيز على خطاب المعارضة العدمي أو المرهق، لا بل اقترحت الدكتورة طهبوب قبل اعتماد اللجنة لقرار الميزانية آلية محددة لرفع الرواتب بالتدريج تجنباً لإرهاق النفقات.
أما المساحة التكتيكية الثانية، فهي الاستثمار في أجواء النقاشات المالية وتوجيه رسائل سياسية عميقة ترد على ميكانيزمات التحريض ضد الإسلاميين والتشكيك بولائهم، ما يؤشر بوضوح إلى أن الحركة الإسلامية تركت لنوابها فرصة محاولة التقارب من الدولة وتخفيف التشكيك واحتواء الجدل المتعاظم برسائل ولاء للمؤسسات والدولة والقيادة.
صحيح أن نواب التيار يفعلون ذلك الآن تحت الضغط الناتج عن توجهات الإدارة الأمريكية، لكن الصحيح في المقابل سياسياً، أن مداخلاتهم المنتظمة هي تعبير عن تطور مسيس وذكي في الخطاب، قد يساعد الجناح المعتدل في دوائر القرار في البحث عن حلول معتدلة بدلاً من التورط مجدداً بالتوتير على هامش الأزمة مع التيار الإسلامي.
واضح تماماً في السياق، أن لغة التنعيم عند نواب جبهة العمل الإسلامي قد لا تواجه برد الفعل الإيجابي المطلوب، لا بل قد تتهم أيضاً بالتذاكي والباطنية.
لكن الأوضح أن نواب الجبهة يحاولون بعد سلسلة التنازلات التي قدمت لسيناريو التزكية وفي مواجهة اللجان ثم خطابات التهدئة في مناقشات الميزانية- يلفتون النظر مسبقاً إلى أنهم يستطيعون خلع ثوب الثلث المعطل في التشريع والرقابة، ويستطيعون في المقابل التقدم بخطوات إيجابية مرنة، لكنهم ينتظرون الرد ويأملونه.
لعل نقاشات الميزانية المالية وفرت للإسلاميين فرصة للتقدم بخطاب مرن. وفيما الذهن السياسي الجماعي يراقب، تدحرج ملف تصنيف الإخوان المسلمين بالإرهاب في الولايات المتحدة الأمريكية بعد رصد انعكاسات له، عادت مجدداً لعزف أسطوانة شيطنة الإسلاميين في الداخل الأردني.

 

اظهر المزيد

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من مدونة الكاتب بسام البدارين

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading