“الهدف موقعي”.. “إختطاف الكرامة”..؟ قصة المعركة من “مصدري المباشر”:
طوبى لمن لفحته شمس الأغوار يوم النصر الأردني العظيم فيما تاه نصر العرب
“الهدف موقعي”..عبارة من كلمتين فقط على لسان “شهيد” في لحظة إرتقاء الروح.
من جهتي هذه عبارة تتجاوز كل حسابات الساسة وبهلوانيات المؤرخين وحمقى التواصل والتعليق والإشتباك ومباغتات “اللجان”.
كان صوت الشهيد خضر شكري يعقوب “ماكينة جهاد وصلابة” بإسم جيشنا العربي تدرب الأخرين على ما تعنيه مفردات من طراز” فداء..كرامة..قتال..عدو..رجولة وشهامة وبالتأكيد وطنية في المستوى الذي لم يرقى إليه أحد بعد”.
“الهدف موقعي..” لطالما شغفتني هذه العبارة وخطفت قلبي بصفتها “نكاية” من أرقى الرسائل بعدو الارض والتراب والجميع.
مجددا سقطت نابلس والمستوطنات تهدد عمان والرياض والقاهرة. لكن السؤال: ما هو ذنب شهيدنا الذي إرتقى وهو يطالب رفاقه النشامى بقصف موقعه شخصيا لإنه بين آليات العدو في”الكرامة” عندما “يفرط الأحفاد” بما قدم التضحيات من أجله الأباء والأجداد؟.
أزعم شخصيا أني أعرف بالتفصيل ما حصل في معركة جيشنا العربي بالكرامة من “مصدر مباشر” هذه المرة لطالما أجلسني على مصطبة الحوش وسرد لي “الحكاية”.
والدي رحمه ألله رفيق سلاح خاض المعركة مباشرة مع جند الأردن والجيش العربي وأصيب فيها بشظايا..كان رحمه ألله يعدد لي أسماء الشهداء والمقاتلين والقرى والأزقة ويشرح وكأنه يستحضر ألذ الذكريات ما حصل في خنادق الأغوار وقرب المسجد ووسط كثبان الرمل.
حدثني عن مواجهات بطولية أظهرت جبن العدو ب”السلاح الأبيض” وبقي طوال الوقت عند “تقديره الفني العسكري” بأن “جندي المشاه”هو الأساس في أي معركة وبأن الجيش مرغ انف الاسرائيلي بالتراب وبأن معركة الكرامة قد تكون هي التي غيرت العقيدة اللوجستية عند العدو ودفعته للتركيز على “سلاح الجو والصواريخ” أو على حد تعبيره ال” الحصون البعيدة”.
للعلم والدي ضابط صف صغير لا يقرأ ولا يكتب ولم يتخرج من ساند هيرست وكل ما يعرفه بعد فنون “القناصة” كيف يلتحم “النشمي” ويدعس ببسطاره على أنف العدو.
ولأن الرواية “أسمعها منذ وعيي الأول” من مصدرها لم أحفل يوما بتلك المؤلفات ولا التجاذبات ولا بقصص وحكايات الإرتزاق “المنظماتي”. وأيضا لم أحفل يوما بأي “مراهق” يحاول “إختطاف الكرامة” لإن “الكرامة الحقيقية” يصنعها “الشهداء” فقط بصرف النظر عن بقية الإعتبارات وذلك الصوت الذي يهتف قبل مغادرة الروح”الهدف موقعي ..إقصف” لأنبل الشهداء وسيدهم .
لا يهمني إن كانت “معركة مشتركة” أم لم تكن. ما يهمني أنها معركة”أردنية” بإمتياز من حيث المنشأ والتكوين والأهداف.
وما يهمني ان “الدجم الممتزج” سقط في القدس والخليل وجبال السلط وسماء عجلون وتراب الأغوار لكي يقول لنا نحن الأحفاد المتشدقون “شيئا خاصا” لا يمكن تعليمه في جامعات آيلة للسقوط ولا في “لجان إستشارية” أقرب إلى”جاهة عرس”
.
الرسالة دوما وحدوية وقالها شهيدنا وهو يهتف”الهدف موقعي” وقالها والدي وهو يحدد لي مواقع العظم والجلد والندب في جسمه بعد الشظايا والإشتباك عندما كان “يتهيأ” كلما ظهرت صورة الراحل الملك حسين رحمه الله أو صورة جنرال في الجيش العربي على شاشة “أخبار الثامنة”.
النقاش الذي ينغمس فيه بعضنا اليوم “مريض” ولا يرقى لمستوى حبات الرمل في نهر الأردن العظيم. لا أحد..لا أحد إطلاقا يمكنه مهما حاول أو تشاطر”إختطاف” نصر الأردنيين في “الكرامة” ولا احد بالمقابل يمكنه المزاودة على نضال فلسطيني قبل ضياع بوصلة “فتح وشقيقاتها”
معركة الكرامة لأهلها وأصحابها ولمن هتفوا يصفقون للموت على الاسيلكي قائلين..” الهدف موقعي ..” ثم أمروا بالقصف و”أشهد أن لا إله إلا ألله..”.
أوقفوا هذا الغثاء فإذا كنا في الكتابة والتفاعل معها “أشقياء ومتسرعون أو إنفعاليون وأصحاب أجندات” فأقلها فلنخرس جميعا أمام “الدم الزكي” والمعركة لا يضيرها رأي قيل هنا أو تحليل قيل هناك ومسبقا أتوقع أن ما كتبه بالسياق زميل لنا حرف عن مساره في القراءة وأن عازته “الدقة” وتقدير حساسية المرحلة.
طوبى لمن إشتبك ..طوبى لمن قاتل وضحى بدمه من اجل الأردن وحتى يوفر لنا”قاعات مكيفة” مع إستمارات معدة سلفا بإسم الحوار والإصلاح ..طوبى لمن لفحته شمس الأغوار يوم النصر الأردني العظيم فيما تاه نصر العرب. طوبى لكرامتنا وجيشنا العربي الباسل ومؤسستنا العسكرية ولكل شهيد على تراب وثرى فلسطين.