يمكن ببساطة اللجوء الى الخيار القديم والكلاسيكي .. “تعالوا ننتف وردة” ..هل هي لجنة ام ليست لجنة ؟.
اللغط المثار حول تشكيل لجنة لتطوير الاعلام في الديوان الملكي العامر يتحالف فورا مع بيان الزملاء في مجلس نقابة الصحفيين في تقديم الدليل الاقوى لصانع القرار وللراي العام على جوهر وحقيقة ازمة الوطن الاعلامية .
اين المهنية والتحقق ؟.
لم تعلن اي جهة رسمية ولا اهلية ولا فردية عن تشكيل لجنة .
والزملاء في النقابة تسرعوا كما يحصل بالعادة او كما حصل عدة مرات سابقا واصدروا بيانا ينتقدون فيه – وهذا رايي الشخصي بالمناسبة – خطوة لم تحصل .
الاغرب ان هناك من ركب الموجة على المنصات وفي بعض الاذاعات والمقالات والمواقع الالكترونية .
لم يكلف احد من المعترضين أو الملاحظين قبل النشر والتموقع بموقف نفسه عناء الاستفسار لا من الجهة الرسمية المعنية ولا من الزملاء المعنيون وهم نخبة من قامات مهنية وثقافية لهم كل الاحترام ونحكم عليهم في الانتاجية لاحقا.
إذا لم تكن تلك حالة توصيف بالبرهان لأهم جوانب “أزمة مهنية الاعلام” فمتى يمكنها ان تكون؟.
..هذا تماما ما كنا نقوله وقلناه مرارا وتكرارا حتى داخل الاجتماعات الفنية الاخيرة عند التشخيص الوطني المهني حيث شائعات وتكهنات وتسريبات وأحابيل وأقاويل يحولها”بعضنا” إلى وقائع وحقائق ثم يبدأ مهرجان الفتوى والهتاف والصراخ بدون تحقق او تدقيق .
لاحقا يبدأ بعض عناصر إعلامنا الرسمي وغير الرسمي للأسف بمنافسة من يطلقون على انفسهم إسم”معارضة الخارج” في التدجيل والتحطيب والتعشيب ويشارك اعضاء في لجنة مختصة بمجلس النواب بالاستعراض فيستفسرون خلال اجتماع رسمي من موظف رسمي عن”لجنة لم تتشكل اصلا”.
أخطأ الزملاء في نقابة الصحفيين وتسرعوا في بيانهم الغريب وقد اوضحت لبعضهم الامر من زاويتي ويمكنهم طبعا الاستدراك من باب فضيلة التراجع عن”خطأ” نفترض فيه حسن النية.
وأخطأ ايضا كل زميل او مراقب تسرع في الاستنتاج والتهويش ونستثني هنا حصريا من يعتقدون بان “اي تشاور” ينبغي ان يحصل معهم فقط على إعتبار انهم ضرورة وطنية ملحة وان “أمهات الاردنيين” عقمن عن إنجاب نظراء لهم.
بكل حال “تطوع وتبرع” مثقفون ومهنيون لا نزكي أحدهم على غيره ونحترم الجميع بوقتهم وجهدهم وأفكارهم وتصوراتهم كأصحاب خبرة لجهة رسمية يجلها ويقدرها كل الاردنيين طلبت منهم هي التحدث والنقاش والعصف الذهني ولاحقا التفاعل وإعداد أوراق عمل.
وبكل حال الشكر والتقدير على مبادرة المسئولين والاخوة في الديوان الملكي الذين قرروا “الإصغاء” اصلا وهو ما لم يكن يحصل في الماضي.
من يريد ان يسمى المتطوعين هنا حصريا “لجنة” فليفعل..هذا شأنه.
لكن من جهتي كمشارك في “حوارات ونقاشات مهنية الطابع” مع زملاء افاضل لست عضوا في “لجنة” ولم يتحدث معي أحد عن “لجنة” لا من حيث الشكل ولا المضمون وأستطيع كغيري من خلق الله الإدعاء بما أريد وهذا لا يلزم لا البلد ولا الناس ولا مؤسسات الاعلام ولا الديوان الملكي.
وأزمة الاعلام الوطني لا تحتاج إلى”لجنة واحدة” برأينا وتقديرنا بل إلى “أطنان من جلسات العصف الذهني واللجان” وإقرارات صعبة وقرارات جريئة وجدية والاهم “غطاء وقرار سياسي” قلنا ايضا وبوضوح وفي مقرنا السامي بأننا لا نشعر بوجوده فعلا لا قولا.
بإختصار…قلناها أمام كبار المسئولين ونعيدها..إعداد طبق العجة يتطلب كسر عدة بيضات.