الخصومة عندما «تفجر» في مونديال آسيا… والسيسي وبوتفليقة على طريق الأسد «رئيس إلى الأبد»
الزميل الأردني الذي لسع محطة «المملكة» التلفزيونية بهدف حثها على إستغلال ضجر الأغلبية من ثنائية «الجزيرة» و«العربية» ينسى أن في الأفق شاشات أخرى في الداخل والخارج تتصدر وتتفوق، وأن فيديو «شاعر الشفا» على ما يسمى بـ«سوشال ميديا» كان أخطر وأهم من كل المحطات على الأقل بالنسبة للشعب الأردني.
بالمناسبة ولمن لا يعلم «شاعر الشفا» شاب أردني فقير غاية في خفة الظل دوهم من قبل فريق مكافحة مخدرات وهو يبث قفشاته علنا.
حسنا، لا نريد من شاشة «المملكة» منافسة العرب ولا العجم … فقط مطلوب منها منافسة العجز المحلي وإقناع المواطن، ولو لمرة واحدة فقط أن صورته وحقيقته بين الأضواء.
يكفينا في هذه المرة أن تنصح المحطة رئيس وزراء التيار المدني الدكتور عمر الرزاز أن ما يفعله ويصرح به خصوصا من «مثاليات ومصفوفات» تصلح لمحاضرات الجامعة فقط، ولا تعكس الواقع الموضوعي، والأهم أنها ستأتي لنا وقريبا وخلال أسابيع بأشرس رموز الحرس القديم إلى موقع رئاسة الوزراء.
كانت فكرة عبقرية بامتياز: تشكيل حكومة على أكتاف الدوار الرابع، ثم الاطاحة بها عبر خاصرة الدوار نفسه مع كل مقتضيات «مد وليس إطالة اللسان» ضد تلك التيارات، التي تزعم المدنية والديمقراطية والليبرالية.
تبدأ شاشة المملكة بالمنافسة حقا فقط عندما تتحدث لنا عن ذلك الملف.
إلى أن يحصل ذلك فلنقف أمام مرآة الواقع ونتحدث عن شاشة حيوية منوعة سجلت إضافة ما الى الايقاع الاعلامي وتدير بعض الحوارات في الاتجاه المعاكس للشاشة الرسمية المحنطة، ليس أكثر ولا أقل.
صفعة السيسي
أعتقد أن الرئيس عبد الفتاح السيسي شخصيا ينبغي أن «يصفع» عضو مجلس الشعب في بلاده السيدة، التي وصفته بالعبارة التالية..» تحيا مصر… الرئيس أنقذ مصر والمنطقة والعالم كمان»!
لو كنت – لا سمح الله طبعا- مكان الريس لاستعنت ضد السيدة البرلمانية التي حملتني ما لا أطيقه بالفتوى الشهيرة للدكتور أحمد عويدي عبادي والقاضية بأنه تتجول تلك السيدة على ظهر حمار أجرب في 1000 قرية في الصعيد المصري وهي تركب بالعكس، أي من جهة مؤخرة الحمار.
قبل تلك الوصلة التسحيجية بامتياز ضد ناشطة فرنسية وقبل بثها عبر النشاط الاضافي لـ«الجزيرة» كان السيسي نفسه وعبر محطة «فرنسا 24» يخاطب نظيره الفرنسي – المنتخب مثله تماما – قائلا: أنا عايزكم تدلوني أعمل إيه بالظبط؟ إزاي أدبر شغل لمليون خريج جامعي سنويا؟
لا يوجد رئيس في العالم يردد أكثر من السيسي علنا المفردات والعبارات التالية: معندناش، تاكلوا منين، مفيش، أجيب انا منين… إلى آخر هذه الإسطوانة المشروخة.
إزاء هذا القاموس الرئاسي يصبح الكلام عن «انقاذ السيسي للعالم» جريمة ينبغي أن يعاقب قائلها، فالرجل نفسه لا يقول ذلك لا من قريب ولا من بعيد، حتى وإن كان يخطط لمسح الدستور بـ«أستيكه» والتحول إلى نمط الراحل حافظ الأسد، بمعنى «رئيس إلى الأبد».
طبعا تلك موضة اجتاحت أيضا وللأسف شعب الجزائر المناضل والمقاوم، حيث يتمسك الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، وحتى الرمق الأخير بكرسي الرئاسة، ويمكنه مواصلة مشواره بقيادة البلد من على كرسي متحرك، حيث لا تحتاج أي رئاسة أصلا ليدين ولرجلين!
استعراض حزب الله
لسبب أو لآخر تصورنا أن ظهور السيد حسن نصرالله على شاشة «الميادين» فقط للرد على «الشائعات» يماثل تماما إطلاق الرصاص المكثف تعبيرا عن الفرح أو الحزن في شوارع قطاع غزة من قبل ملثمين يطلقون بغزارة الرصاص بلا مبرر، مع أن كل رصاصة تصل بصعوبة بالغة وقد يؤدي إيصالها أو تخزينها لشهيد.
كنت دوما أفضل أن يطلق الفلسطيني- أي فلسطيني- الرصاص فقط في فلسطين وضد جنود العدو والاحتلال.
كذلك تمنيت لو أن «سيد المقاومة» ترك الإسرائيلي يغرق في تأويلاته وشائعاته فعلى أي أساس نضطر لتقديم أجوبة على أسئلة يطرحها إعلام العدو.
إذا استرسلنا باستنتاج ما يمكن توقعه فإن محطة «الميادين» تكفلت بالمهمة وهدف الأجوبة ليس الإسرائيليين وشائعاتهم بل أطراف أخرى قد يكون من بينها كادر حزب الله نفسه، خصوصا بعد أزمة «كاش ونقد» ساهمت في تجفيف منابع تمويل العمليات.
بطولة آسيا
على كل حال هذه الأمة في أرذل العمر… تريدون الدليل: حسنا تكفي مراقبة البرامج الرياضية في محطات مثل «العربية» «وسكاي نيوز» وحتى «دبي» الرياضية، وهي تلف وتدور وتراوغ بلا حق حتى لا تؤشر الى إنجاز دولة قطر في بطولة آسيا.
لا أريد التوسع في الحديث عن مونديال أبو ظبي الآسيوي والفظائع المرتكبه فيه باسم الرياضة والإعلام .
لكن لا بد من التعبير عن الشعور بـ«الخجل الشديد»، لأن الإنسان العربي لا يزال «غرائزيا ووحشيا وفاجرا» في الخصومة، مما يبعد النظام الرسمي العربي أكثر عن ما يسميه الدكتور عمر الرزاز بـ«الثورة الصناعية الرابعة».