السعودية وهي “تقلق” على “أمن المستوطنات”! هذا الوحل التكتيكي؟ “كمين” حراكي أردني بتوقيع “خاشقجي”
عندما يقف الدركي الأردني وسط المطر العاصف والبرد القارس وهو يقوم بواجبه في حماية الوطن والمواطن لا يحتاج لأكثر من هتاف يناديه بعبارة “يا إبن عمي… إنت همك همي”.
أحدهم وعندما تعلق الأمر بالسعي لتغطية تلفزيونية أوسع لحراك “معناش” على الدوار الرابع في عمان اقترح بدهاء استدراج كاميرات المحطات على النحو التالي: إطلاق هتاف يندد بمقتل الشهيد جمال خاشقجي.
طبعا رائحة الخبث والكمين منبعثة من هذا الإقتراح وقد نجح الأمر فعلا نسبيا.
وفي توقيت متأخر جدا على الحدث استدركت محطة “المملكة” وأرسلت مراسلا وكاميرا، لكنها خصمت بكل حال تلك الهتافات التي لا يمكن لا تسجيلها ولا بثها ولا حتى تخيل أنها قيلت.
على كل حال وفي يومهم الرابع فقط استطاع الحراكيون في حملة “معناش” استقطاب الكاميرات حتى أن مذيع نشرة الأخبار على التلفزيون الرسمي أعاد تكرار تصريح الناطق الرسمي مع صورة أنيقة بعنوان “دعم الحكومة للتظاهر السلمي”، لكنه نسي مع المخرج إبلاغ المستمعين عن أي تظاهر سلمي يتحدث الخبر، وأين، وكأنه في المريخ!
المفارقة التقطها المئات مجددا، تلفزيون الحكومة يسترسل في تغطية أحداث “السترات الصفراء” في فرنسا، لكنه لا يمنح أي مساحة لمتظاهري الدوار الرابع.
ما علينا، حراك الشارع الأردني يتجدد وهذا هو المهم الآن وبسبب الشتائم التي تتعرض لها محطات التلفزيون المحلية والعربية التي تتجاهل المشهد شعرت الكاميرات بالخجل وتحركت.
لكن التحذير واجب: واهم من يعتقد أن المواطن محتقن بسبب الضريبة فقط أو الفساد .
الأردني يخشى اليوم على “المملكة” برمتها من صفقة القرن ولا أحد – لا أحد- يحدثه عن الموضوع.
السعودية وحماية المستوطنات
عبدالله بن يحيى المعلمي… هذا هو إسم المندوب السعودي في الأمم المتحدة، نجم فضائية “العربية”، التي إستضافت إثنين من المحللين على الأقل لشرح وجهة نظر صاحبنا وهو يندد بإطلاق القذائف من غزة ضد “مساكين” المستوطنات الإسرائيلية.
كنت سأحترم موقف الرجل أكثر لو شاهدته عبر المنبر الكوني يذرف دمعة او يصرف كلمة أسف يتيمة على أطفال اليمن الذين تقصفهم طائرات بلاده أو على أطفال غزة المحاصرين.
حقيقة يلح علي السؤال: أي غفران يرتجى بعد مثل هذا الشجب “اللعوب”؟!
كيف تفكر المؤسسة السعودية، وما الذي يدفعها للاعتقاد بأن إظهار الحرص على المستوطنات والتبرع مجددا بفلسطين هو بوابة الدور الاقليمي والثقل الدولي؟!
قلنا سابقا المستوطنات في غلاف غزة لا تستهدف فلسطين فهي محتلة أصلا بل إخضاع مكة والقاهرة وأبو ظبي وعمان.
لدينا إقتراح بسيط لمعالجة “البعد الانساني” عند صاحبنا ممثل المملكة الشقيقة في الأمم المتحدة يتمثل في التبرع بقطعة أرض كبيرة في غلاف الرياض ونقل المستوطنين إليها بدلا من أن “تنهشهم” صواريخ المقاومة الشريرة.
لو كان المعلمي ومن خلفه عاقلون سياسيا أو لديهم “مطبخ حقيقي” على حد تعبير زعيم عربي لإستثمروا في “سلاح المقاومة” ولكان قادة حركة حماس اليوم هم “وسطاؤهم” في أزمتهم المخجلة مع تركيا.
حماس وحدها تستطيع إنزال السعودية عن الشجرة التركية المفعمة بالمفاجآت قريبا، وقد تساهم لو لم تترك للحضن الايراني في إنزال الشقيق عن شجرة اليمن أيضا.
كيف يفكر ويخطط هؤلاء القوم؟ نصف إسرائيل على الأقل يعتبر المستوطنات غير شرعية والولايات المتحدة لم تعترف بها يوما وكل العالم بما فيه أصدقاء إسرائيل وشركاؤها يرفضون استيراد منتجات المستوطنات، التي يبدو الشقيق السعودي منزعجا لأن قذائف المحاصرين والجوعى في غزة تقلقها.
مجددا وللمرة الألف: نحب السعودية ونرفض التآمر عليها ونقف معها ونقر بحريتها في مواقفها، لكن عندما تكرر “التبرع بفلسطين” تتحول إلى شريك للإحتلال. الإستيقاظ من هذا الوحل التكتيكي مهم الآن.
“أم بي سي” وأحمد حلمي
يبدو أحمد حلمي لطيفا وودودا ومحفزا لمواهب الأطفال الذين يستضيفهم في برنامجه المنوع الجديد على شاشة “أم بي سي”.
موهوبة سعودية جميلة بدأت ابتكاراتها بتطوير لعبة “قطوة تطارد فأرا” قبل أن تخترع أصغر رجل آلي ثم تصفعنا بالمفاجأة وهي تعلن بأن رجلها الآلي الصغير جزء من منظومة رؤية 30 إياها.
أفرحني ذلك بصراحة وقلت في نفسي: هذا هو الشغل الحقيقي وعلى تلك الرؤية أن تنشغل بمثل هذا الأمر من أجل المستقبل بدلا من الرهانات السياسية الموتورة وجرائم التصفية في القنصليات.
طفلة مغربية أدهشت الجميع وهي ترقص على الجليد وفتى تونسي يتحدى مرض التوحد وطفلة تعزف ألحانا خاصة .
نعم وبإختصار هذا برنامج مفيد وأهم ما فيه حتى الآن على الأقل أنه يخلو من رائحة شركات الاتصالات ومكائدها، وإن كان ذلك لن يستمر طويلا على الأرجح.