الشارع الأردني «بيتكلم فلسطيني» وورقة اقتراع تنتخب «المعلم الأكبر- شهيد سلفيت» و«باب الرحمة» يفتح ملف «اتفاقية الغاز»
تعكس إلى حد بعيد ورقة الاقتراع التي لفتت انتباه كل الأردنيين في انتخابات نقابة المعلمين المنتهية مساء الأربعاء، مستوى تشابك مزاج الشارع الأردني تجاه القضية الفلسطينية وهي تختصر محصلة الوجدان الشعبي في قضية شهيد عملية سلفيت عمر أبو ليلى.
ورقة الاقتراع أصبحت مشهورة جداً في الأردن وتداولها عشرات الآلاف، وفيها قرر معلم مجهول كتابة اسم الشهيد عمر أبو ليلى في الموقع المخصص والمختوم من هيئة الانتخابات لاسم المرشح الذي يختاره عضواً في المجلس المركزي لنقابة المعلمين. لاحقاً، امتنع المقترع الغامض عن اختيار المزيد من الأسماء واكتفى باسم الشهيد في الورقة الملغاة بطبيعة الحال، لكن مع عبارة مؤثرة جداً قال فيها «الشهيد عمر هو المعلم الأكبر لنا جميعاً».
كادر الإخوان المسلمين يعيدهم للمسجد الحسيني وتحية عسكرية في البرلمان للشهيد أبو ليلى
خلافاً لذلك، لم تظهر أي صورة، وعلى مدار الساعات القليلة الماضية، في منصات التواصل الاجتماعي الأردنية سوى صورة الشهيد أبو ليلى، فقد كتب فيه الأردنيون قصائد ووجدانيات وبقي الشغل الشاغل للإعلام الجماهيري الأردني حتى قبل استشهاده وقبل ما حصل في قرية عبوين.
في كل حال، احتوى اهتمام الشعب الأردني بالشهيد الراحل والشاب حتى في القضايا المحلية والإقليمية، بما في ذلك الملاسنة الحادة والشهيرة والانقسامية بين رئيس مجلس النواب عاطف طراونة وزميله محمد هديب. وبما في ذلك أيضاً صفقة القرن وحزمة القضايا الوطنية والمحلية الملحة.
جرعة الشتائم لاتفاقيتي أوسلو ووادي عربة ظهرت بشدة في التعاطي الإعلامي الشعبي، والهجمة الشرسة كانت على تقنيات التنسيق الأمني في الوقت الذي تم الإعلان فيه عن تواصل بين الرئيس محمود عباس والملك عبد الله الثاني طال تطورات ملف القدس ونمو المستوطنات والتحديات المشتركة عشية الانتخابات الإسرائيلية.
في كل حال، الأردن على مستوى المؤسسات والمواطنين والدولة والشارع كان فلسطينياً بامتياز على مدار الأسبوع الماضي، ليس فقط بسبب تأثير عملية سلفيت أو استشهاد الفتى أبو ليلى، ولكن لعدة أحداث ونقاشات حيوية في مربع ملف القدس عكست بعض الحيرة الأردنية وأعقبت الزيارة الأخيرة والموصوفة بأنها مهمة، التي قام بها الملك عبد الله الثاني إلى واشنطن مؤخراً. وحقق عضو مجلس النواب الشهير، خليل عطية، معدلات متابعة كبيرة عندما أصر على تأدية التحية العسكرية تحت قبة البرلمان وخلال اجتماع رسمي للشهيد أبو ليلى. قبل ذلك، حظيت الوصاية الهاشمية على المقدسات بجلسة طارئة للبرلمان وعادت لغة التصعيد الشعبي والبرلماني التي تطالب بوقف التطبيع وسحب السفراء مع دولة الاحتلال.
في السياق أيضاً، وبعد قرار المحكمة الإسرائيلية الأخير بخصوص إغلاق باب الرحمة وسحب مفاتيحه من الأوقاف الأردنية، قرر مجلس النواب الإفراج عن ملف اتفاقية الغاز الموجود في أدراجه منذ ثلاث سنوات حتى لا يناقش شعبياً.
وأدرج رئيس المجلس، عاطف طراونة، اتفاقية الغاز مع إسرائيل ضمن جدول أعمال يخضع هذه الاتفاقية المثيرة للجدل إلى مناقشة عامة ولأول مرة، الأمر الذي يعتقد بأن السلطات سمحت به بعد الاعتداء الإسرائيلي الأخير على الوصاية الأردنية في مسألة باب الرحمة.
النائب الإسلامي، صالح العرموطي، كان قد طالب مرات عدة بفتح ملف اتفاقية الغاز، وأعاد التذكير عبر «القدس العربي» بوجود أسرار وخلفيات ومخاطر كبيرة جداً ضد مصالح الأردن والأردنيين بسبب هذه الاتفاقية.
التطور اللافت في عودة التصعيد في الشارع الأردني ضد إسرائيل كان ذلك المعني بعودة جماعة الإخوان المسلمين والتيار الإسلامي إلى تنظيم فعاليات شعبية في الشارع بعد غياب طويل.
وأعلنت الحركة الإسلامية الأردنية هنا أنها تنادي جميع أبناء الشعب للتجمع والاحتشاد بعد صلاة غد الجمعة أمام المسجد الحسيني وسط العاصمة عمان، تحت عنوان التضامن مع مدينة القدس والمسجد الأقصى.
ويوحي القرار بأن الإسلاميين في الأردن جمدوا تقريباً قراراً سابقاً لهم بعدم العودة للشارع في هذه المرحلة، حيث علمت «القدس العربي» بأن ضغوطاً عنيفة مارستها قواعد جماعة الإخوان وحزب جبهة العمل الإسلامي أجبرت قيادة الحزب على تنظيم فعاليات شعبية. حصل ذلك بالتوازي، بطبيعة الحال، مع المتابعة الشعبية التفصيلية لمسار الأحداث والاشتباكات مع جيش الاحتلال في الضفة الغربية. كما حصل بالتوازي مع عودة مجلس النواب للمطالبة بسحب السفير الأردني من تل أبيب وطرد الإسرائيلي من عمان