«خاشقجي» جريمة أطاحت بـ«عهد» شيخ مولينكس «إنغماسي» في السعودية ومعارضة «تايواني» في الأردن
وفقا لتحليلات صحيفة الـ«فايننشال تايمز» توقع الأمير محمد بن سلمان نفسه في إجتماع تجاري أن يتعطل مشروعه الأضخم المعروف باسم «نيوم» ولسنوات بسبب جريمة اغتيال الزميل جمال خاشقجي.
وفي مقايسات جارتنا «أم العبد» المعتمدة على تحليلات الكون ستطيح جريمة خاشقجي في الحد الأدنى بطموح الأمير الشاب في تولي «عرش المملكة».
السؤال في ظل هذه الوقائع: ما هي حاجة الأمير الشاب لفائض «التسحيج»، الذي ظهر في الفتوى الأخيرة للشيخ الأخ صالح المغامسي؟
صاحبنا مغامسي وبعد إطلالته المثيرة على شاشة «روتانا خليجي» قرر التغميس في العقل البشري نفسه، وهو يتحدث عن «شيء بين الله والأمير بن سلمان» نجّاه من المؤامرات.
ليت الرجل همس ولو همسةٍ في أذن القارىء تحاول شرح ماهية هذا «الشيء» حتى نقلده.
أغلب التقدير أن المغامسي نفسه لا يعرف «الشيء» إياه وخانته لغته الفصيحة في تفسيره على أي نحو.
أي غفران يرتجى بعد كل هذه «الفتاوى»؟!
باختصار وبصراحة لو كنت صاحب قرار في المملكة الشقيقة لغمست صاحبنا غمسا في طبق فول مصري من الصنف الذي يظهر في دعاية ترحيب على «أم بي سي مصر» بعنوان: «مصر البيت بيتك».
مع حلفاء ومشايخ «مولينكس» لا يحتاج أميرنا الشاب إطلاقا وأبدا لأي خصوم وأعداء، فتصريحه الإنغماسي كفيل لوحده بسحب ما تبقى من رصيد لولي العهد عند الشعب السعودي قبل أي «شعب أو شيء» آخر!
الحراك «معناش ولا مفيش»
وفي حالتنا الأردنية التي «ما بتهون إلا على إبن الحرام» يمكن جمع تلك الالتقاطة الذكية لمحطة «المملكة» وهي تتخابث وتستضيف ثلاثة حراكيين حاوروا «ما شاء الله عليهم» دولة رئيس الوزراء مؤخرا.
القصة نفسها من أولها: عبارات انفعالية غير منضبطة، ايقاع زاحف يخلو من الذكاء والمهارة في الخطاب المعارض. ادعاء في تمثيل الناس والزهد الشخصي وأداء منحرف عن بوصلة الشارع ويجامل الحكومة حبة والشارع حبتين بدون دسم.
المعارضون أو الحراكيون، الذين استضافتهم شاشة «المملكة» أثبتوا إحدى النظريات الاجتماعية التي تقول «وجه زوجتك بعد ثلاث سنوات سيشبه وجهك ووجه خالتك».
طبعا تلك فرية أو أسطورية ميثولوجية، لكن محطة «المملكة» أثبتتها، فالمعارض الأردني ظهر مثل الوزير تماما أو شخصية المسؤول والموظف «تائها ومبعثرا»، ويقترب دوما من صيغة مسرحية «مدرسة المشاغبين» المصرية، حيث «اسبلها واشرب ميتها» و«مفيش جملة وحدة مفيدة».
إنها الشاشات يا قوم عندما تنام في فراش السلطة وتحاول صناعة نموذج معارضة «تايواني» في بلد مليىء بالحراكيين حقا، فيتحول المشهد برمته إلى «سهرة وناسة» ليس أكثر. صدق أسامه الرنتيسي وهو يعلنها «الدايم الله».
«الجزيرة» الخط مشغول
الحراك الشعبي الأردني ليس «معناش» فقط بل أيضا «مفيش»، والدليل رفيقنا المناضل اليساري، الذي يصنف الشعب إلى مجموعتين، الأولى تضم «الأردنيين بحت» الذين يحق لهم الكلام والاعتراض وحمل المايكروفون والمطالبة باصلاح أو اسقاط النظام.
وثانيا «الأردنيين درجة ثانية» من الضيوف واللاجئين وبتوع الأصول والمنابت وعليهم الاستماع فقط.
عموما حمد السياسيون الله كثيرا في عمان لأن محطة «الجزيرة» لا تزال مشغولة بأحداث كثيرة، وإن كانت محطة «الميادين» قررت توفير حصة لتغطية احتجاجات الشعب الأردني.
تقرير «الميادين» عن أحداث «الدوار الرابع» قضم كلمة «إقتصادي» وهو يتحدث عن مطالبة الناس بـ»إسقاط النهج».
هي قضمة شرعية مهنيا لزوم الإثارة والتشويق، لكن ما لا يعرفه «ديسك» التحرير في «الميادين» أو غيرها هو أن كل من يطالب بإسقاط النهج الاقتصادي الحالي في الأردن لا يوفر أي إجابة على السؤال التالي: وأي نهج تراه مناسبا أو بديلا يا أفندم؟
الضفة والرصاص
وفي القناة الإسرائيلية الثانية احتفل القوم في برنامج «بانوراما» الحواري وباللغة العبرية طبعا بالعلاقة المتنامية مع «الشريك السعودي».
لكن عضو الكنيست الفلسطيني أيمن عوده وعلى شاشة «الميادين» كان أكثر «عروبة» من أي عربي آخر وأكثر ثقة بأن الحق يعلو في النهاية ولا يعلى عليه.
المذيعة الإسرائيلية تفقد الذاكرة فجأة وتسأل بكل سذاجة وبساطة ثلاثة ضيوف: برأيكم لماذا عاد «العنف» لمناطق يهودا والسامرة؟!
ذكرتني الصبية بالسؤال الذي وجهه بلسان بارد أحد الإيرانيين للزميل فيصل القاسم يوما على الهواء: إنت ليش زعلان من الإمام علي؟
الإجابة حضرت على لسان عودة، ولكن في موقع آخر، حيث الكيان الإسرائيلي لا مستقبل له، ومشروعه غير منجز في ظل نظام الفصل العنصري واستهداف الشعب الفلسطيني.
بالمقابل الاتهامات التلفزيونية التحريضية بالجملة ضد الرئيس المسكين محمود عباس، لأنه قرر العبث بورقة التنسيق الأمني قليلا حسب الرواية الإسرائيلية مع أن حسين الشيخ قالها علنا وبثتها فضائية فلسطين «التنسيق الأمني متواصل وسيبقى».
تصوري أن المطلوب من الشيخ ليس فقط التنسيق الأمني بل احتلال الضفة الغربية مجددا لصالح الاحتلال الإسرائيلي.
الشباب قالوها بالدم في القرى المحبطة والمحاصرة بمدرعات جيش الدفاع… «فلتحيا المقاومة وليعش الصمود».