«دبكة» فلسطينية ضد «صفكة البحرين» وبغداد «تفدي» صدام حسين بالروح بعدما خذلته و«شبع موتا»
يسر فضائية القناة، التي تتبع الخط المرتبط بالحشد الشيعي في العراق أن تصف من هتفوا باسم الرئيس العراقي الراحل صدام حسين مساء الخميس الماضي بأنهم «مندسون»، يمثلون مؤامرة خارجية، وهو ما فعلته بالمناسبة فضائية «يمن شباب» المهتمة بكل ما له علاقة بالحشد.
على شاشة «البغدادية» صيغ الخبر نفسه على طريقة التلفزيون السوري «هتف مجموعة من المواطنين بحياة …الخ».
المهم في المسألة برمتها أن الشعب العراقي، الذي صمت على هدر دم صدام حسين صبيحة يوم عيد الأضحى، تجرأ وسط حراسة أمنية للهتاف باسمه بعد عدة سنوات.
إنها «لقمة الخبز» عندما تمتد لها يد السلطة، حيث لا قانون ولا ثوابت، وأيضا لا ضمير.
الهاتفون بـ«الروح والدم نفديك يا صدام» في إحدى ضواحي شرقي بغداد، فعلوا ذلك احتجاجا على قطع أرزاقهم باستعادة العقارات، التي يخالفون القانون فيها، حسب السلطات طبعا.
المهم، أن لا نتوهم، فالقصة لا علاقة لها بالرئيس الراحل في الأحوال كلها، هي فقط وخزة جوع. رحم الله شهيد الأمة، فقد شبع الرجل موتا وخذله أهله.
دبكة على أنغام «صفكة»
أما الهتاف في فلسطين فيختلف مذاقه، خصوصا عندما تقرر فضائية السلطة الرسمية التوسع في عرض مسائي له علاقة بالتراث الفلسطيني، فكرته نقل حي ومباشر بين الحين والآخر لما يجري في الأعراس والاحتفالات.
طبعا، في المقابل ثمة عشرات الشاشات الإلكترونية الخاصة، التي تدل أي باحث على أولويات الزجل والنشيد والأغاني والحداية والدحية في أعراس قرى رام الله والقدس والخليل.
هنا حصريا تابعنا عشرات الأعراس، التي أقيمت بعد مؤتمر البحرين سيىء السمعة والصيت والمغرق في الفشل.
فوجئنا أن اسم البحرين يرد في أهازيج ودبكات الشعب الفلسطيني، ليس في سياق إيجابي للأسف، بل في سياق رش الملح على جرح مؤتمر كوشنر الفاشل!
عند الإصغاء وسرحان الذهن، يمكنك أن تسمع أهزوجة الدبكة والدحية، التي تغنى باللهجة الفلاحية عن «صفكة الكرن الفاشلة»، وستترنم عندما تسمع عبارة «صفكة البحرين»، حيث يستبدل الفلاح الفلسطيني حرف القاف بالكاف دوما.
للأسف، هذا ما كسبته مملكة الشقيق البحريني في عمق التراث الفلسطيني من وراء مغامرة المؤتمر الفاشل إياه، والذي كان يمكن طبعا ودوما الاستغناء عنه.
القيادة لا تريدها
خالد الوزني، الرئيس الجديد لهيئة الاستثمار الأردنية، ما زال عقد عمله في مكتب يتبع الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم متواصلا حتى نهاية الشهر.
الرجل، وهو خبير اقتصادي يستلم وظيفته الجديدة بعد طول تردد في الأول من شهر آب/أغسطس المقبل، وشاشة «المملكة» عادت وبقوة لاستقباله بطرح السؤال نفسه حول معيقات الاستثمار في الأردن.
من جهتي وباختصار، ودون لف ودوران، وبعيدا عن التفاصيل الفنية لا أعتقد بوجود نوايا جذب استثمار حقيقية بدون «كاميرات حرة فعلا» وأجهزة أمنية «أقل تدخلا» وإصلاح سياسي صادق، وكذلك بدون التخلص من إسرائيل.
ما يهمنا في تغريدة صاحبنا الوزني على «تويتر» هو ترديده كليشيه الفارق بين التكليف والتشريف، ودعوته الناس لمراقبة الإنجاز بعد استلامه لدوره، والأهم تلك العبارة التي يقول فيها «وخدمة القيادة الهاشمية الغالية».
تلك خاتمة تشبه «أهدي الفوز لجلالة الملك».
كلاهما عبارتان معلبتان لا معنى لهما، أضع يدي على قلبي كلما قالهما مسؤول أو منافق. وأزعم أنهما لا تعجبان القيادة، لأنها لا تنتظر أصلا مثل هذه العبارات.
أحلف أغلظ الإيمان نيابة عن القيادة أن المطلوب من الوزني العمل بجدية وإخلاص وصدق والالتزام بواجبه، لا أكثر ولا أقل، خصوصا وأن من اختاره مجلس الوزراء وليست «القيادة».
لا نعتقد أن القيادة تريد من كبار الموظفين خدمتها، بل خدمة واجبهم ووطنهم وشعبهم، حتى تنشغل كل الأطراف بعملها.
المشكلة، نشعر في الكثير من الأحيان فعلا أن «القيادة» توجه مثل هذه الرسائل، لكن الأخرين لا يلتقطونها، وكذلك تلفزيون الحكومة، وهو يسمح كلما «طب الكوز بالجرة» لأي شخص بإهداء الفوز أو الإنجاز للقيادة .
عسكرة المنتخب المصري
تماما، مثل محاولة تطويع كيس منتفخ بالهواء قسرا. فعلتها «أم بي سي مصر» وتقمصت دور «كوافيرة» وهي تحاول «تزيين» صورة وزير الدفاع المصري وهو يلتقي بالمنتخب القومي، قبل إحدى مباريات كأس افريقيا.
ما الذي يفعله أصلا وزير الدفاع في ملاعب الرياضة؟ ألا يوجد تدريب أو مناورة أو مؤامرة أو واجب عسكري أو حرب أو سلام ينشغل الرجل بها؟
واضح أن وزير الدفاع لديه فائض من فراغ الوقت وخطط لجرعة دعم عسكرية توحي أن أعضاء الفريق عليهم فعل المزيد من أجل مصر «أم الدنيا». عسكرة كل شيء لا تليق بحضارة شعب النيل .
تريدون دليلا؟ حسنا، نحيلكم مجددا لجنرال «الكفتة»، الذي تحول إلى نكتة تتسلى بها الشعوب، ونعيدكم الى المباراة، التي لحقت بلقاء الدعم المعنوي مع وزير الدفاع، فقد خسر الفراعنة وغادروا البطولة على أرضهم وبين جمهورهم وسط الدموع والحسرات.
العسكري – أي عسكري – مكانه الطبيعي الجبهة أو الثكنة أو غرفة العمليات تحت الأضواء لا فوقها.