اراء و مقالات

قريبا في أمريكا: مساعد وزير الخارجية لشؤون «الماعز» وراعية «الجدي الأملح»… وفي الأردن تشجيع الشعب على التحزب مجرد كلام

«جدي أملح أقرع».
أعلم يقينا ما الذي تعنية كلمة «أقرع» عندما يتعلق الأمر بالجديان والخرفان وحتى الإنسان.
لكن «أملح» مفردة غريبة على مسامعي وتحتاج لمراجعة واستشارات لمختصين في عالم الحظائر والقرابين، بعدما استعملها أحدهم في قناة «الميادين».
على شبكة كان الإسرائيلية المتلفزة توسع في الحديث عن مواصفات الجدي «القربان» وجهود لجان المستوطنين المختصة في البحث عن الجدي المطلوب منذ أسبوعين، حيث مواصفات حادة ولا مجال للتنازل عنها، حتى إن صحيفة إسرائيلية أشارت لفحص ما لا يقل عن 1200 جدي في مختلف زرائب الأغوار.

رباعية «الماعز»

ما علينا، اقتراحي أن يبدأ صديق العروبة والمستعربين أنتوني بلينكن – ما غيره – بتشكيل لجنة خبراء من «رعاة الخرفان» لتدشين مرحلة جديدة من المفاوضات في قضية الشرق الأوسط باسم «مفاوضات الجدي الأملح».
طبعا يمكن لبلينكن تعيين مساعد جديد له يتولى «الوظيفة» خصوصا وأن فضائية «فرانس 24» الفرنسية بثت تصويرا موثقا عن ما حصل أيضا للمراعي في أوكرانيا.
بسبب الإبراهيمات، يمكن تطوير الميكانيزمات لاحقا وانضمام خبير بالماعز الشامي وآخر بالإبل ما دامت حكومة «العزيز الغالي» نفتالي بينيت مصيرها مرتبط حقا بذلك «الجدي – القربان» ولا ضير من «لجنة رباعية مستجدة لتفكيك النزاع» حيث توني بلير عاطل عن العمل الآن.
حقنا للدماء لا بد من تحرك البنتاغون أيضا.
بعيدا عن الماعز وحكاية القربان خطر في ذهني وأنا أتابع نشرتين على قناتي «الجزيرة» و»العربية» بنفس التوقيت السؤال التالي: ما الذي يحرسه ومن من بصورة محددة نحو 850 موظفا أردنيا؟
حراس الأقصى يتبعون وزارة الأوقاف ويتقاضون الرواتب من خزينة الدولة ولهم مدير يهاجمه أهل القدس أحيانا على المنصات.

أوقاف الأردن

هذا سؤال طرحه كثيرون بمجرد متابعة البث المباشر، خصوصا على قناة «الميادين» أيضا لأحداث الجمعة الماضية، التي شهدت التطور اللافت أكثر من غيره، حيث أطاحت قوات الاحتلال الإسرائيلي بكل بروتوكولات الرعاية الأردنية المتفق عليها واقتحمت، لا بل دنست حرم المسجد الأقصى في داخله وحطمت نوافذه.
على كل حال، أي مراقبة لشاشات البث المباشر توحي بعدم وجود، ولو موظف واحد من طاقم الأوقاف الأردني قادر على الاشتباك، لا مع مسار الحدث نفسه في الميدان، ولا مع حتى شبكات الإعلام.
أين الرواية الأردنية الميدانية للقصة؟
راقبنا باهتمام القنوات العربية أملا في الإصغاء ولو لربع رواية متحدث باسم الأوقاف الأردنية.
ولم نرصد، ولو تصريحا واحدا فقط، في الحديث عن الموضوع والتدنيس والإساءة البالغة لكرامة الأردنيين وحكومتهم.
فقط وزير الخارجية استنكر برفقة حسين الشيخ، حماهما الله وشد أزرهما.
على من يديرون هؤلاء الموظفين أو يديرون الأمور في الحكومة الأردنية بعد الآن، وفي ظل مشاهد البث المباشر وأيضا على قناة «الأقصى» عدم توجيه اللوم لمن يطرح أسئلة حرجة على السلطات الأردنية.
ولا بد للمسؤولين من ايقاف أي محاولة لانتقاد من يلوم أصحاب الوصاية والرعاية على غيابهم الكبير، ليس فقط عن المكان وتفاصيل الاعتداء الإسرائيلي المهين، لكن أيضا على شاشات الإعلام وإظهار الموقف الأردني بصورة محددة ومفصلة تليق بالثوابت الأردنية.
على سياسة الاختباء خلف المرجعيات مرة والكاميرات مرة أخرى أن تتوقف في قضايا الاشتباك التي تثير الشارع.
ومن يغلق أبواب المسجد الأقصى من عمان عليه أن يعلم بأن البديل هو الاعتكاف سياسيا في كل مساجد الأردن، ومن يقطع الكهرباء بعد صلاة التراويح في مسجد أردني قراره مهم ومنضبط، لكنه لا يستطيع إغلاق الأرصفة والشوارع والأزقة بجانب تلك المساجد.

«النقابة والحصة»

أطل علينا عبر شاشة «المملكة» ناطق باسم وزارة التربية ليحدثنا كأردنيين عن «ضمانات التحصين» وبث الوعي في المنظومة الحزبية المحدثة مؤخرا.
يفترض أن تخصص الوزارة «حصة خاصة» مرتين في الأسبوع على الأقل وأكثر لتشجيع الشعب على «التحزب».
والهدف طبعا نبيل، وهو إبلاغ الناشئة أن الأحزاب «مزيونة» والانضمام لها فيه محفزات وأن أحدا لن يعتقل شابا لأنه تحزب بعد الآن.
سمعت أحدهم يقول: بعد سنوات سيصبح التحزب من الشروط الأساسية في «العريس» عند التقدم لخطبة نشمية، وبعدها إذا لم تكن حزبيا فقد لا تحصل على وظيفة.
حسنا كلام جميل ومعسول و»مئدرش أئول حاجة عنه».
لكن سؤالي الساذج البسيط: معلم الصف، الذي أهين وأغلقت نقابته وشحطوه في الشارع وداهموا منزله وعوقب بتقاعده أو فصل لأنه احتج، كيف له وبأي نفسية أن يعلم العيال في المدارس تلك «الحصة من الثقافة الحزبية»؟!
لذلك، ومع الاحترام لما يقوله تلفزيون الحكومة عن تحفيز العمل الحزبي العام لا بد من العودة إلى «الفيلم الهندي» من بدايته.
ورسالتي للحكومة: «بدك الشعب يتحزب.. حسنا اعتذري فورا للمعلم وافتحي أبواب نقابته». تلك فقط «البداية الصح» وما دون ذلك مجرد «خرط كلام» وإنشائيات على طريقة حفر الكوسا بين حصتين أو وصلتين أثناء الدوام الرسمي.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى