Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
اراء و مقالات

حزب «المحافظين» الأردني… برافو: «ضمير أوروبا» يستيقظ بالتقسيط وعلى دفعات… وللطليان: «زعلانين ليه»؟

قد تكون «لقطة» سياسية بامتياز فيها «اقتناص» يستوجب التصفيق: أحد نجوم الاشتباك الحزبي والتحديث السياسي تلفزيونيا، وهو الناشط السياسي الأردني الدكتور طلال الشرفات، وبعد مشاهد حضور «صلبة» عبر قناتي «المملكة» و»رؤيا» يحول الأفكار مع نخبة من صحبه المتفاعلين، وصولا للوقوف على محطة تأسيس «حزب المحافظين» الجديد.
ولاء الشرفات في الواقع، لفكرته عن ضرورة وجود «لون حزبي» في البلاد يحافظ على «الهوية الوطنية» كان مرصودا طوال أربعة أعوام، خصوصا وأن الرجل خاطب الأردنيين، مرارا وتكرارا وفي مختلف المناسبات، ليس فقط عبر شاشة التلفزيون الرسمي، ولكن في برامج فضائية خاصة مثل «رؤيا».
الشاشات هنا، بصرف النظر عن رموزها والمتحاورين عليها، لعبت دورا بالتأكيد وهي اللقطة، التي تستوجب التذكير بأن  الأردني عموما يستطيع قول رأيه بصراحة ما دام لا يمس بالحقوق الدستورية للآخرين.

حزب المحافظين و«الهوية»

سألني أحدهم عن الزاوية، التي أقرأ منها  خطوة جريئة بالإعلان عن تأسيس حزب باسم «المحافظين»؟ قلت «لم لا»… أليس ذلك هو جوهر التحديث السياسي؟
يفترض بالتحديث السياسي، الذي حاول تذكيرنا به عديدون مؤخرا، وعلى رأسهم الوزير موسى المعايطة، وخصوصا عبر شاشة «المملكة» أن يضمن فرصة منصفة لكل صاحب رأي وفكر بدون «اتهام مسبق».
شخصيا، أرحب بولادة حزب المحافظين وأتمنى له التوفيق، وتقديري أن كل الأردنيين في حاجة ملحة لمشروع حزب راشد ملتزم بالقانون، يعبر بصراحة عن وجهة نظر، شريحة ضخمة من الأردنيين الوطنيين في مسألة «الهوية»، التي كان التحدث فيها إما ممنوعا أو محظورا أو جاذبا لعلبة الاتهامات.
«برافو»… طلال وصحبه وفي انتظار التبليغ عن تفاصيل برنامجكم السياسي، حتى نناقشه ونتفاعل معه بمصارحات وطنية، بدلا من ترك الاجتهاد في مسألتي «الهوية والانتماء» للانتهازيين والنفعيين وأصحاب المصالح والأجندات أو لطبقة  نشطة سلبيا بدون عنوان.

مستشار ألمانيا

ما لا يعرفه الكثيرون، وتعلم به المؤسسة الأردنية، هو أن المستشار الألماني فردريتش ميرتس، الذي قرر مؤخرا «منع تصدير سلاح» يمكن استخدامه من جهة إسرائيل في غزة، بقي لسنوات من دائرة الأصدقاء الشخصيين لبنيامين نتنياهو.
ورغم أن قناة «الجزيرة» ركزت على نبأ الاتصال الهاتفي «المعاتب» بين نتنياهو والمستشار، إلا أن القناة الإسرائيلية 13 هي الشاشة الوحيدة، التي حاولت على الهواء المباشر طرح السؤال التالي: ما هو نمط العتاب؟ هل توجد معلومات عن المحادثة الهاتفية بين نتنياهو والمستشار؟
الاستفسار هنا «مهني واستقصائي»، وأحد المحللين الدائمين على شاشة «الجزيرة» حاول اقتراح الإجابة بطرح سؤال إضافي: كيف لمستشارية ألمانيا أن تضمن لاحقا أن «قطع السلاح والذخيرة»، التي تصدرها لإسرائيل لن تستخدم فعلا ضد لحم أطفال غزة؟
مثلا: هل يضع الألماني فلترا ما يحدد مصير «القذيفة»؟
برلين ستصدر بعد الآن فقط السلاح، الذي لا يستخدم في غزة… هل مسموح للهمج في تل أبيب مثلا استعمال السلاح الألماني ضد الأبرياء في سوريا أو لبنان؟
للعلم، يعلم أهل اللحم المسحوق في غزة أن حفرة جباليا الكبيرة، التي دفن فيها يوما 400 شهيد من أهل غزة استعملت فيها «قذيفة ألمانية» من وزن ثقيل.
ذبحت قنابل ألمانيا من الوزن الثقيل عشرات الآلاف من أطفال ونساء غزة قبل أن يستفيق قليلا «ضمير ألمانيا» الجديد اللعوب.
محطة «سي إن إن» أبلغتنا مساء الجمعة الماضية أن رئيس وزراء بريطانيا بدوره يفكر  بخطوة مماثلة «لعوب» أيضا بإعلان حظر محدود على بعض الأسلحة، ثم يتلاعب ويحيل طائرات التجسس البريطانية إلى «شركة خاصة» متعاونة مع وزارة الدفاع، هربا من «بقايا الضمير الميت».
لندن على طريق برلين في درب «الضمير المرن».
لكن القرارات بالقطعة والتقسيط حتى أن فضائية «الإخبارية» السعودية هي التي تعود لاجتماعات الاتحاد الأوروبي لكشف الحقيقة القائلة إن كلا من ألمانيا وإيطاليا يعيقان قرارا للاتحاد يقول إن إسرائيل «لا تلتزم بنصوص اتفاقية التجارة الحرة».

«الطليان زعلانين ليه؟»

كلنا في العالم العربي تقريبا فهمنا العقل الألماني، الذي لا يريد عودة المستوطنين المجانين إلى ديارهم في هامبورغ ودوسلدورف، لكن السؤال: الأخوة الطليان زعلانين ليه من غزة؟
أوروبا الرسمية تتحرك ببطء، لأن تبعات الجريمة الإسرائيلية الحالية ستكون «قاسية» انتخابيا في الدول الأوروبية في الموسم المقبل، والمسألة لا علاقة لها ولو بـ»نتفة ضمير»، وبالتأكيد لا علاقة لها بالمحرقة التي تسببت بها  أسلحة الأوروبيين.
إظهار جزء تكتيكي إعلامي في استنكار المحرقة وصحوة ضمير استعلائية جزئية  بالتقسيط، لا يعني أن دول أوروبا الكبرى لم تعد شريكة في الجريمة… لحم أطفالنا سيلاحق يوما القتلة والمجرمين، سواء أكانوا من العرب أو العجم.
ونقول هنا ما نقلته قنوات لبنانية فتاة يوما «كلن يعني كلن».
لعل ما يخيف أوروبا هو ما قاله رفيق يساري في أحد مقاهي عمان مؤخرا: ما يؤرقهم أن محرقة النازيين لم تعد وحدها تتربع الآن على عرش التراث الثقافي الإنساني، لأن محرقة غزة ملهمة أيضا في عهد «السوشيال ميديا».

اظهر المزيد

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من مدونة الكاتب بسام البدارين

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading