اراء و مقالات

غزة كشفت المستور: «الأردن ومصر أفقر بعد السلام»… بين قرقاش والشيخ «قبيح» من يشتم الآخر؟

أضم صوتي للأخ أنور قرقاش في التعبير عن «الحزن» بسبب الشتائم التي رافقت الحرب الإسرائيلية الجديدة.
كان يمكن لشاشة «أبو ظبي» – التي بالمناسبة لا تتابع حتى إخباريا ما يحصل في فلسطين – أن تضيف سؤالا للأخ قرقاش، وهي تعيد بث ونشر تعليقه الإلكتروني الحزين: ماذا عن المواطن الإماراتي حاليا ومفتي الهيلمان منتحل صفة الشيخ وسيم يوسف؟!
حتى نشارك قرقاش في الحزن على الشتائم «الأهلية» لا بد للمستشار مع مؤسسته أن يدفعا «شيخ المولينكس» إياه للتوقف عن شتيمة الشعب الفلسطيني علنا باسم الدولة الإماراتية.
الداعية المتجنس إماراتيا يشتم منذ عامين كل من يعبر بجانب فلسطين، ومع بقائه في حالة ذهنية سقيمة في عمق مؤسسات الإمارات من الطبيعي استذكار التعبير الفلسطيني القروي الدارج «الولد الهامل بيجيب لأهله المسبة»!
الفتى الداعية ليس له من اسمه «أي نصيب» فهو «قبيح» بامتياز بلسانه وقلمه ويفتري على شعب بأكمله ومقاومته.

بين «الميادين» و«الجزيرة»

تثير زميلتنا الدكتورة رولا الحروب قضية مهمة تحتاج للنقاش ضمن دراسة تغطية كل من «الجزيرة» و»الميادين» لأحداث فلسطين.
«الميادين» تميل إلى «التغطية التعبوية» و«الجزيرة» تركز على «الضحية الإنسان» والحياد المباشر.
من جهتي ثمة كلفة على حساب الوقائع في الإعلام التعبوي، لكنه مهم لرفع معنويات الكرامة العربية التي انتهت صلاحيتها .
وثمة فاتورة تجلب الاتهام للتغطية المحايدة والتركيز على أنسنتها، وهو ما تجيده «الجزيرة» بكفاءة وهو أيضا مهم حتى لا نغرق جميعا ومعا دوما في أوهام النصر المؤزر.
ما يجري على الأرض المحتلة اليوم مهم ومفصلي وقد يتحول إلى متغير في صيغة تاريخية، والأصل أن نترك التنظير والتحليل، لأهل مكة فهم أدرى بشعابها، فالقاعدون منا وهم الأغلبية، لا يحق لهم الإفتاء في شؤون «المقاوم» وأفضل ما نستطيع تقديمه بعد الدعاء والتكسل والعجز وبعض التبرعات السخيفة هو الجلوس أمام شاشتي «الميادين» و»الجزيرة» معا وممارسة «التلقي» فهو أفضل ما نجيده قبل الإكثار من الكلام.
وهنا وصلتني ملاحظة من غزة تخص المراسل الزميل إلياس كرام، فقد أصيب بشظية صغيرة فيما هدمت طائرات العدو البرج، الذي تتواجد فيه مكاتب محطته «الجزيرة».
عندما هدم «برج هنادي» سمعت على لسان إلياس كرام عبارته «ممكن تعتقد القوات الإسرائيلية أن بعض مكاتب البرج يستعمل في التخطيط العسكري» أهلنا في غزة «زعلانين» من هذه العبارة، لكنهم يسألونه اليوم عن ما إذا كان زملاؤه في غزة الذين هدمت مكاتبهم يعملون مع كتائب «سرايا القدس» مثلا.
في كل حال التعبئة مطلوبة و»الميادين» متميزة بها وإن انطوت الجرعة على مبالغة فأنا لا أعرف ما الذي يعنيه هذا النبأ، الذي تكرر نشره على الشاشة ليومين «المهدي يتصل هاتفيا بزياد نخالة متضامنا» والاخ المهدي هو زعيم ميليشات ما في العراق.
في اختصار نصفق لأي رصاصة إيرانية أو بنغالية قدمت للمقاومة، لكن الحدث الحقيقي على الأرض هو الأهم وتلك الاسترسالات «القومية والطائفية» مكانها خارج التوقيت، مع أن تنظيم «داعش» إياه في الصورة المقابلة، وللتذكير لم يطلق رصاصة واحدة في اتجاه إسرائيل .

ألغام الكرامة

خلافا لكل مرة يحق للتلفزيون الأردني تكرار التأكيد على البيانات الرسمية، التي تشرح صعوبة السماح للشعب بالعبور إلى الأرض المحتلة، حيث توجد «ألغام» زرعها العدو في الطرف المقابل، وحيث تشغيل طريق عمان – القدس البري في منطقة الأغوار يحتاج لما هو أكثر من المشهد الذي بثته فضائية «رؤيا» حيث أبناء المنطقة يرسمون علم الكيان لكي تدوسه الشاحنات المارة.
العبور وعلى طريقة غسان كنفاني، رحمه ألله، و»عائد إلى حيفا» يحتاج لـ»حرب وننتصر فيها».
إلى أن نصل تلك المسافة لا بد من احترام تعليمات الجيش والأمن في المنطقة الحدودية.
لكن في الأثناء يمكن لمايكروفون الحكومة الإصغاء أكثر لصوت الشعب أولا ولإيقاع «المصالح» ثانيا، فقد سمع الجميع تلك الباحثة الاقتصادية المحايدة على شاشة «أي آر تي» التركية، وهي تؤكد بالرقم والحقيقة أن «الأردن ومصر» أصبحا «أفقر وأقل مالا» بعد توقيع إتفاقيتي «كامب ديفيد» و»وادي عربة».
وثمة أكاديمي لبناني كشف شيئا مماثلا عبر شاشة «الميادين».
يعني العدو، وحسب شاعرنا الكبير تميم البرغوثي فعلا «يقضم الأرض والمال من الذين يسالموه أكثر».
تلك تجليات كشفتها جردة المراجعة، التي تطال كل شيء الآن في الإستديوهات المفتوحة في كل الفضائيات من «سكاي نيوز» الخجولة في تغطية الأحداث إلى شاشة «المملكة» الأردنية الوقورة التي تستضيف غرباء جدا لا أحد يعرفهم للتعليق على «زوايا الأردن» في المشهد، رغم وجود أطنان من الخبراء المحليين من جماعة «القوائم السوداء» الذين لا تناسب استضافتهم مزاج «الرقيب الأمني الإعلامي المتكلس».
على كل حال قالها وزير الاتصال صخر دودين: الأردن لا يملك دبابات وصواريخ بل لديه أوراق ناعمة.
هل يوجد «أخشن» من هذه الأيام حتى تستعمل أوراقنا الناعمة؟ ألا نخشى من إصفرار الأوراق وفسادها من فرط الاحتفاظ بالنعومة؟

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى