Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
اراء و مقالات

الأردن وأعصاب الإقليم المشدودة: «اقتراب حماسي» من تركيا – قطر- سوريا هو أبعد عن «الإبراهيمي وواشنطن»… عندما يستطيع

عمان- «القدس العربي»: منظومة الاتصال والتنسيق بين الأردن ودولة قطر بعد بروز التحديات المتعلقة بـ «أطماع إسرائيل» وصلت خلال الأيام القليلة الماضية إلى مستويات متقدمة في «التشاور والتفاعل» عبرت عنها مظاهر الاحتفال الرسمي والشعبي التي استقبلت أمير قطر الشيخ تميم في عمان طوال الأربعاء.
عمان إعلامياً ودبلوماسياً، تقصدت القول إن مؤشرات التشاور مع المؤسسات القطرية هي في أفضل أحوالها الآن، ذلك هدف سعت إليه المؤسسة الأردنية باجتهاد ونشاط طوال الأسابيع الماضية من باب التنويع في ميكانيزمات التنسيق على المستوى الإقليمي، أملاً في توفير مظلة لإطلاق حزمة من اتفاقيات التعاون في مختلف المجالات.
في المقرات السياسية الأردنية توصف العلاقات مع دولة قطر حالياً بأنها في «أفضل أوضاعها». والاحتياج الثنائي لتطبيق قواعد اشتباك تساهم في «لجم اليمين الإسرائيلي» أصبح من أكثر المناطق والمساحات المشتركة بين البلدين، مع التأسيس لمشاركة دول أخرى في السياق، قد يكون من بينها تركيا ومصر وسوريا.
لاحظ المحلل الاستراتيجي والسياسي والعسكري نضال أبو زيد، على هامش نقاشات مع «القدس العربي»، أن بلاده في المراحل اللاحقة لها مصلحة مباشرة في الاقتراب من «المحور القطري- التركي» الذي يتزايد دوره الميداني والعملياتي وتأثيره بسبب الخطط التوسعية الخطرة على الجميع لحكومة اليمين الإسرائيلي.
وعليه، يمكن القول إن منظومة الاتصالات الأردنية- التركية تتضاعف وتنشط خلف الستائر وأمام الكاميرات، بالتوازي مع الدلالات المهمة التي تحملها «زيارة في غاية الأهمية» قام بها أمير قطر أمس الأول للأردن، وكانت الأولى بعد العدوان الإسرائيلي على الدوحة.
وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، التقى مؤخراً وزير الخارجية التركي، ويتواصل معه باستمرار. وعمان وأنقرة لأول مرة تقريباً تبحثان معاً عن «مساحات مشتركة وثنائية» بصورة نادرة، خصوصاً مع طرح جزئية «تفعيل بروتوكولات التعاون العسكري» على طاولة البحث مؤخراً.
الوزير هاكان يوفر باسم بلاده «الغطاء» السياسي والدبلوماسي وحتى «الأمني» بحكم موقعه لدور الأردن في غرفة عمليات «التهدئة في السويداء». وملف الجنوب السوري أصبح موقعاً متقدماً في تنشيط التنسيق بين عمان وأنقره بصيغة تتجاوز «ارتيابات الماضي» وعقدة «الإسلام السياسي» حتى إن تركيا حالياً إن أرادت شيئًا ما له علاقة بالجنوب السوري حصراً، إنما تتواصل مع الأردن.
خلف الستائر السورية «تفاهمات» ثلاثية ضمنية بين عمان ودمشق وأنقرة، ترافق بوضوح المحاولات الأوروبية والفرنسية والأمريكية لتأسيس حالة تسمح بتوقيع اتفاق أمني بين دمشق وحكامها وتل أبيب وزمرتها.
تشير الكواليس الأردنية هنا إلى أن الوظيفة المتفق عليها ثنائياً لأي تفاهمات أمنية مع إسرائيل هدفها النهائي الحاسم هو إبعاد الأصابع الإسرائيلية عن مناطق التوتر الاجتماعي في محيط درعا- السويداء، والحرص على بروتوكول «حدودي- أمني» يلبي احتياجات الإسرائيليين لكن عن بعد ودون التورط في وجودهم الفيزيائي.
والانطباع الأردني التركي المشترك هو أن «وجود الأردن» في غرفة عمليات المبعوث الأمريكي توماس براك، ضروري جداً لمصالح كل من الأردن وتركيا، لا بل مدعوم وبقوة مع «تزويد بالمعلومات» من جهة طاقم الوزير هاكان.
لذلك، تبارك أنقره الصورة التي جمعت براك بالصفدي والوزير أسعد الشيباني قبل 3 أيام في دمشق، وتتضمن «توقيعاً رسمياً» على تصورات «مراقبة التهدئة في السويداء»، فيما لا يخفي الأردنيون -وهو ما يلمح له الناشط السياسي محمد خلف الحديد- بأن «منطقة الجذب» التي تجمع في الجنوب السوري أنقره وعمان هي حصراً «السعي المشترك لإبعاد إسرائيل» قدر الإمكان عن ملف الجنوب السوري، وهو هدف يبدو- حتى الآن على الأقل- أن المبعوث براك لا يحاول إعاقته وإن كان شرطاً من جهة الأردن وسوريا للتفاعل الإيجابي معه.
وعمان بدلالات البيكار الإقليمي، تبدو مجتهدة أكثر في الاقتراب من روسيا وتركيا ومن قطر بعدما أصبح «غياب الثقة» بالراعي والضامن الأمريكي ملازماً لكل خطوة يقوم بها مسؤول أردني، في الوقت الذي لا ينفي فيه كبار المسؤولين في عمان قناعتهم اليوم بأن ما يفعله «النظام الإسرائيلي» على حد وصف الوزير الصفدي، يهدد جميع دول المنطقة بالخطر.
في الأثناء، تجتهد العاصمة الأردنية لإبقاء مؤسسات السلطة الفلسطينية على الأقل في «غرفة الإنعاش». ومجمل الاتصالات مع الأوروبيين تركز على «الفوضى القانونية» في الضفة الغربية باعتبارها البديل في حال «تقويض السلطة» ولإكمال مسيرة المشاورات ومع وجود «نقص معلومات» يظهر أحياناً حرص الأردنيين في حراكهم السياسي والدبلوماسي وحتى الأمني على «بقاء مصر بالصورة» وفي التموقع حصراً في ملف «تهجير أهل غزة»، لأن التهجير سيصبح مقايسة قابلة للتكرار في الضفة الغربية لو سمح به.
وفقاً للحديد، يبدو أن العلاقات مع الحكم الجديد في دمشق فعالة ونشطة وتفاعلية.
والمسار الإبراهيمي عموما لم يعد هو «المسار الآمن» في مقاربات البوصلة الأردنية.
ومستوى التنسيق اليومي بين الوزيرين الصفدي والشيباني، يدفع للقول بأن جميع الأطراف المهتمة والمعنية بالملف السوري تبرز حاجتها لـ «الخبرة الأردنية» في المسألة السورية، حيث يقدر المستشار الخبير الجنرال قاصد محمود بأن إسرائيل تسعى لـ «تطويق الأردن» في سوريا وعزله عن التأثير لأغراض «خبيثة» فيما «الجغرافيا الأردنية» هي الورقة الرابحة في الاشتباك والتفاعل.
الجغرافيا الأردنية هنا عنصر أساسي ومهم في مقايسات الخبرة التي تحتفظ فيها عمان، خصوصاً أن علاقات متينة جداً وقديمة تربطها بالمكونات الاجتماعية الدرزية والعربية في كل من السويداء ودرعا.
الأردن في الخلاصة وعلى هامش عض الأصابع والأعصاب المشدودة في الإقليم، يحاول إعادة بناء تحالفات واصطفافات إقليمية بعيداً عن إسرائيل وحتى عن الولايات المتحدة «عندما يستطيع». لذلك، يبحث بحماسة عن موقع أقرب اليوم من المحور التركي- القطري، ويحاول تنويع الاتصالات مع لاعبين مختلفين بينهم الروسي دون مجازفات.

 

اظهر المزيد

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من مدونة الكاتب بسام البدارين

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading