ترامب «إمبريالي» في فنزويلا و«صليبي» مع العرب: أليس بينكم من «يرقص» مثل مادورو؟

خططت محطة «فوكس نيوز» الأمريكية المتخصصة في «التغطية» على جرائم العدو الإسرائيلي لفهم خريطة الدول التي يريد الرئيس دونالد ترامب حظر السفر منها، بعدما حول الأمريكيون في عهد السمسار التأشيرات إلى «سلاح يعاقب الشعوب» وليس الحكومات والعصابات، التي تحكمها.
وزيرة الأمن الأمريكي كريستي تويم قالت للقناة ذاتها إن «الرئيس مستمر في تقييم الدول».
مناسبة الحديث قرار ترامب رفع الدول المحظورة من 24 إلى نحو 30 دولة لن يستمتع رعاياها أصلا بحق التقدم بطلب الحصول على تأشيرة أمريكية، حتى وإن كان لأغراض العلاج، الأمر الذي سيؤدي إلى زيادة عدد «كارهي الولايات المتحدة في العالم».
لو كان الرئيس الفنزويلي مثلا «رئيس عصابة حقا»، كما وصفته محطة «سي إن إن» نقلا عن مسؤول في الخارجية لأصبح الضيف الغالي على تجمع العصابات، الذي يحكم العالم في مقر البيت الأبيض.
واشنطن ترحب بالزعران والأشقياء وناهبي شعوبهم وتفرش السجاد الأحمر لكل ناهب لشعبه أو فاسد أو مستبد، لكن من يتمتع بقدر من الكرامة ويناقش «السيد الأمريكي» أو يعترض عليه تترصده قوائم قناة «فوكس نيوز».
«انت سوري حر»
حسنا نصفق للسمسار الرئيس ودوره في «تجميع» الشعوب من شرائح «ضحايا» سياسات واشنطن، لعل إمبراطورية السلاح والنفط، التي تدعم إسرائيل تتهاوى وتغيب يوما في محيط من الكارهين والمحظورين من السفر والمستهدفين من جهة ترسانة السلاح الفتاك، التي لا ترحم أي شعب حر.
هنا نتوقف عند الفتاة السورية الصغيرة التي هتفت أمام مراسل قنوات «بي إن سبورت» الرياضية، وهي تصيح «ارفع إيدك فوق… انت سوري حر».
نعم نصفق للشعب السوري، الذي تخلص من «الطغيان».
لكن نحذر قادته ورموزه، لأن الحرية الحقيقية لا تبدأ ولا تنتهي عند واشنطن ولأن الولايات المتحدة الأمريكية في الواقع الموضوعي تكذب عندما تزعم «الحرية والديمقراطية والسلام»، وتعيش أزمة أخلاقية ثقافية مضمونها «السيطرة والهيمنة والإخضاع» لا بل نهب الشعوب وثرواتها والسهر على تذخير عصابة تل أبيب حصرا وهي تفتك باللحم الفلسطيني.
صدق من قال: «لا توجد مشكلة في الكرة الأرضية ليس سببها الولايات المتحدة»!
وصدق أيضا من سأل: هل تذكرون «الجيش السوري الحر»… أين موقعه من الترتيب؟
براك… «كزبك حلو»
الأمريكيون الرسميون «أوغاد وكاذبون» وعلى الأخوة في دمشق عدم التسرع في خلع ثوب الثورة لارتداء فستان «الدولة» المطرز بخيوط أمريكية.
قالها بصراحة مبعوث واشنطن توم براك عندما تحدث لقناة «سكاي نيوز»: «لا توجد دول وشعوب في المنطقة.. فقط قبائل تتصارع»، وما نسي قوله آنذاك تذكيرنا بقناعة أمريكية عتيقة فكرتها «دولة يتيمة موجودة هي إسرائيل».
فتاة لبنانية ردت على فيسبوك: «كزبك حلو يا براك».
الأمريكي يخطط لتكريس الكذبة، حتى يبرر تدخله لاحقا، كما حصل مع مقولة «أرض بلا شعب» لتبرير قيام الكيان المجرم وما نفهمه في اختصار أن «حديث الحبايب» مع اللبنانيين والسوريين سيتبعه إعادة رسم شكل وهوية المنطقة ودولها وشعوبها.
نزعم، والأجر على الله، أن مقولة «كلن يعني كلن» هنا تنطبق على كل الدول القائمة، وليس الأشخاص فقط، وإن كان الترتيب بدأ بالسوري وسيلحق به الأردني والفلسطيني، ولاحقا الخليجي، بعد بلاد الشام على قاعدة كررتها قبل أيام فقط القناة 12 الإسرائيلية وشعارها «لا توجد إلا تجمعات قبلية وسكانية… إلخ».
العدو الإمبريالي يتقدم
عليه يبقى السؤال الختامي، وقد قدم برنامج «الجزيرة» المتخصص بلقطات الشبكة والتواصل إجابة مفترضة عليه: هل بينكم من يرقص وسط شعبه وأمام زقاق تجاري، ثم يحتسي القهوة في الشارع مثل الرئيس نيكلاس مادورو؟
فنزويلا عمليا الآن تعيد إحياء لغة «الرفاق» فينا، حيث «المارد والعدو الإمبريالي» يتربص بالجميع من منطقة «صويلح» غربي العاصمة الأردنية عمان إلى أقصى جنوب فنزويلا، حيث قرية قصفها الأمريكيون – عن بعد – بحجة «تصنيع مخدرات»، لكنها عوقبت بسبب مدرسة تحمل اسم الثائر تشي غيفارا.
من مشكلات المشاهد العربي عدم وجود أي ترجمة على فضائيات وشاشات لشعوب أمريكا اللاتينية، بعدما قرر ترامب أن «يتعربش الجميع» في الكرة الأرضية بدون «إحم ولا دستور» فهو يشارك في «قرعة مجموعات» كأس العالم شخصيا لكرة القدم ويترأس مجلس للسلام في غزة. ويهدد أوروبا ويبتز كندا ويشتم الصين ويقصف فنزويلا، ويزعم الدفاع عن الأقلية المسيحية في نيجيريا.
ترمب مثل» الفنان الشامل» يرقص ويغني ويدبك دحية ويتمايل مثل «زومبي»، ثم نجد وزيرته كريستي ما غيرها، وهي تؤدي «زلغوطة» على الطريقة الشامية.
في الأثناء يتحول الأمريكيون وأصدقاؤهم معا إلى ما يشبه «سهرة وناسه»، التي تبثها محطة «أم بي سي»: روبيو يضرب الطبل بحماس ونتنياهو يتمايل مع «صاجات شرقية»… المستشار الألماني يتقافز مرتديا الشماغ العربي، وصاحبنا أبو تسريحه رئيس فرنسا، يقف عند حدود «التصفير» ويهتف «يا هوووه… إيه العظمة دي».
يا شعوب العالم «اتحدوا»… الإمبريالية من أمامكم وأدبيات الحرب الصليبية بعد تصنيفات الإرهاب الإسلامي من خلفكم.
