اراء و مقالات

أفعال عبوة «كولا» في يد الزبيدي ورفاقه «أبو عنتر» نيابة عن عمان- دمشق: أين «الخلايا النائمة» والإرهابيون؟

بصعوبة، استخرجت من شريكي في حوار موضوعي على شاشة فضائية «رؤيا» الأردنية الدكتور زيد النوايسة عبارة «ينصح» فيها بعقلية الباحث الأكاديمي الرفاق في دمشق بمشاركتنا جميعا في «بحث معمق» عن أسباب الأزمة والاستدراك وإعادة قراءة المشهد، بالرغم من «المؤامرة».
كلمة «مؤامرة» كانت دوما ترافق أي رفيق يناقش أي ملاحظة على النظام السوري، والزميل المحاور الفطن محمد الخالدي فنان «نبض الشارع» التقطها بحماسة المهني مني على الهواء مباشرة وأعاد على المشاهدين عبارة «اعتراف بسام بدارين».
حتى شريكي في الحوار تحدث عن «تحول كبير» في موقفي وانقضى الهواء، وكأن القوم يلتقطون الدسم في مسألة الموقف من حلقة أعدت أصلا بمناسبة «تسارع علاقات الأردن وسوريا».
بسرعة مررت عبارتي عن «الدب والكرم السوري» والحارس الغافل.

الدب والكرم السوري

لكن حتى لا تزدحم النقاشات ومعها الاتهامات، وحتى لا يهددني رفيق بعثي مجددا باختطافي وتعليقي من أماكن حساسة في ساحة المرجة، وسط دمشق، لا بد من التأكيد على أن المتآمر فقط والحاسد والموتور هو من لا يريد مراجعة المشهد السوري، ومن كل الزوايا بدون تركيز فقط على تلك الكلاسيكيات الرفاقية السقيمة، التي تصفق للتعسف والديكتاتورية أحيانا باسم محور المقاومة.
ما فاتني قوله على شاشة فضائية «رؤيا» هو لفت نظر جماعة «السيد الرئيس» إلى أن التصفيق التسحيجي العابر للحدود في منطقتنا العربية سبق أن ورط الشهيد صدام حسين بلعبة الجماهير، الجميع يعرف بقية الحكاية.
نعم كانت مؤامرة شرسة على سوريا وشارك فيها الجميع ومن يتحدثون اليوم عن «صفحة جديدة» نحييهم، لكن نود العودة أيضا للنتائج فنحو 6 ملايين سوري اليوم بين أسير وجريح وشهيد ومشرد.
هؤلاء جيمعا ينبغي أن يكونوا جزءا من أي مصالحة، ونداء كرامة المواطن السوري يحتاج اليوم لتفتيت المؤامرة بتحصين الداخل والإقرار بتلك «الأخطاء الجسيمة»، التي ارتكبها النظام نفسه ضد شعبه وإلا ستعود النغمة إياها وتتسلل مجددا للعمق السوري على أكتاف الجوعى والعطشى ومن تهدمت بيوتهم أو شردوا.
حسم المعركة ضد المؤامرة ممكن، لكن الحفاظ على سوريا من الداخل هو النصر الحقيقي. هل يعقل الأخوة في دمشق؟

عندما يتحدث «أبو عنتر»

عموما نصفق مع المصفقين في التلفزيون الأردني لقرار السماح للمواطنين بزيارة سوريا بدون «موافقة مسبقة»، حيث صوت وزير الداخلية لعلع في السياق.
لكن ما يثير قلقنا هو السؤال التالي: أين تلاشت تلك المخاوف «الأمنية» من زيارة دمشق؟ كيف لعمان ودمشق أن تنسيا معا فجأة ما فعلته حكومتاهما الصيف الماضي على طريقة الفيلم الشهير على محطة «أم بي سي 2»؟
قيل لنا عشرات المرات كأردنيين في الماضي القريب إن المخابرات السورية ترسل «خلايا نائمة» وقيل للمواطنين السوريين إن السلطات الأردنية تحتضن وتدرب «إرهابيين». اليوم وعلى طريقة «أبو عنتر» تغيرت السردية.
للتذكير ياسين بقوش سأل أبو عنتر وهو يتناول الطعام: كيف ماتت إمك؟ بسرعة وحتى لا يلتهي أجاب الأول…»فجأة»!
سبحان مغير الأحوال، فالحكومتان مشغولتان تماما بتحريض الشعب في البلدين على التحرك والزيارة حتى أن أجواء سوريا أصبحت غير خطرة على حركة الطائرات المدنية الأردنية، مما يعني أن الرحلة الجوية من عمان إلى بيروت قد تعود لمدة 50 دقيقة بدلا من التحليق فوق مصر أو فلسطين المحتلة.
بصراحة لم أكن أعلم أن الحكومات في الماضي تمارس التضليل إلى حد غير معقول.
لكن ما علينا قد نستمتع قريبا بوجبة «حراق أصبعه» بصحن المسجد الأموي وبدون اختطافنا وتعليقنا من أي جزء، نكاية بأنصار الموتورين المحليين من أبناء عمان المزاودين على كل من في سوريا.
ونكاية أيضا بمن يقولون إن الحكومات لها «ضمير»!

كولا وإسمنت فلسطيني

فقط مع أسرى الشعب الفلسطيني في سجون الاحتلال الإرهابي يمكن لعبوة «كولا» أن تساهم في تليين مقطع إسمنتي بعرض نصف متر في سجن جلبوع.
على الطريقة العربية وفي المحاكم إياها قرر تلفزيون العدو الرسمي «تلاوة» لائحة الاتهام ضد أبطال «نفق الحرية».
طريقة السرد تنتمي للعالم العربي والحق يقال والاحتلال مع كل عناصر القبح الموحل الغارق فيها يوميا أصبح «يشبهنا» أكثر، خصوصا عندما يقيم محاكمات لا تمت للعدالة بأي صلة بعدما تليت الاتهامات، فيما علم الكيان يرفرف تماما كما يحصل في السودان وغيره من بلاد العرب أوطاني.
من كل عقله تحدث الإدعاء الإسرائيلي عن عبوة كولا لينت الإسمنت.
على كل حال تماما مثل أي نظام تسلطي مستبد يحاول الاحتلال تجميل قباحاته بلا طائل. تلك عمليا واحدة من تجليات زكريا الزبيدي ورفاقه الأبطال وهي أيضا – والله أعلم – على الأرجح بداية الانهيار والغرق في الوحل.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى