اراء و مقالات

الجنوب الأردني: “نجومية” الشراري المعتقل ” تزيد بقوة” ومجالس”العشائر” ترفع “سقف النقد”واستقالة” أحد النواب”

عمان- “القدس العربي”: الاستعراض الذي أداره نشطاء مدينة معان جنوبي البلاد مساء السبت تلبية لدعوة حراكية جديدة تضامنا مع “الزعيم ماجد الشراري” كما وصفوه يؤسس مجددا لبؤرة حراكية معترضة ومناكفة مستمرة يمكن أن تتغذى في تلك المدينة الصحراوية وجوارها لاحقا على الكثير من التساؤلات والهتافات خصوصا وأن آلاف الحناجر تجمعت وسط المدينة وهي تهتف لصالح الإفراج عن الشراري.
الشراري هو رئيس بلدية معان سابقا والسلطات الأمنية تعتقله للأسبوع الثاني على التوالي بتهمة التحريض وتعريض مصالح البلاد للخطر، وخصومته علنية وشرسة مع قيادات نخبة ممثلي معان بالعاصمة عمان وآخر ظهور مصور علني له قد يكون السبب المرجح لتوقيفه عندما صرح قائلا بأن القوات الأمريكية الموجودة في الداخل الأردني مستعدة لدخول مدينة معان لإخضاعها .
طبعا تصريح الشراري مبالغ فيه وقد لا يرتبط بأي “معلومات حقيقية” لأن السيطرة أمنيا على معان مستحكمة بكل الأحوال .
لكن الشراري يتحول بعد توقيفه لأسباب سياسية أمنية إلى”نجم شارع ” ورمز شارع معارض يطرح خطابات نارية ناقدة بعنوان الفساد والمال والعصابة التي تتحكم بالقرار في عمان العاصمة وأنصار وأقرباء له استعرضوا قدراتهم في الشارع العام حيث تجمع آلاف من أبناء المدينة المناكفة التي تشعر مجددا بالمظلومية القديمة.
الانطباع لدى السلطات الرسمية أن الشراري وهو النجم الأبرز في معان الآن ساهم في تحريض “إضراب شهير”لسائقي الشاحنات تبعته منزلقات أمنية وشعبية الرجل البسيط عموما الطاغية وسط الحراكيين بدأت تعيد وزنه الاجتماعي والعشائري في مناطق جنوبي الأردن مع أن المراقبين يشيرون لأن معان وبعيدا عن جزئية اعتقال الشراري في طريقها لإعادة تسليط الجهد الحراكي فيها، مع أن الحادث الأمني الذي انتهى باستشهاد 3 من عناصر الأمن حصل في بلدة الحسينية المحاذية لمعان وليس في معان نفسها، ومع أن الحرب علنية سياسيا بين الشراري نفسه وبين الرجل الثاني في الحكومة توفيق كريشان الذي يعتبر أبرز ممثلي تلك المحافظة الجنوبية في نخبة عمان العاصمة.
بكل حال الانطباع وسط المعانيين أن نجومية الشراري بعد اعتقاله تزداد وأنه قد يملأ فراغا مهما بقائمة معارضي الجنوب تركه البارز الراحل الذي توفي مؤخرا ليث الشبيلات.
وسبق للسلطات أن اتخذت إجراءات احترازية أمنية لحماية الطريق الصحراوي الذي يصل عبر معان العاصمة بمدينة العقبة جنوبي البلاد حيث بؤرة إضراب السائقين، وتعرض حافلات سياحية لرشق بالحجارة أقلق السلطات الأمنية فيما لا أحد يعرف بعد ما يدور من حوارات استقطاب أو ترهيب بين رجال السلطة ووجهاء معان وبين الشراري الذي أصبح رمزا لمظلومية أهل معان وشخصية بارزة بإمتياز.
ويحصل ذلك عموما بعدما تحولت دور العزاء العشائرية عموما بشهداء أحداث الحسينية ومعان إلى اجتماعات نقدية حادة لأداء السلطات الرسمية، ومجالسات يرتفع فيها السقف علنا وأمام الكاميرا وتوجه فيها رسائل تحذير عابرة للحكومات خلافا لكل مرة.
وقد برز ذلك في اجتماعات لقبيلة بني حسن بعد استشهاد العقيد عبد الرزاق الدلابيح، وفي اجتماعات عزاء في الطفيلة ولاحقا في معان وقبلها بين نشطاء لقبيلة بني صخر، حيث أعلن عضو البرلمان محمد عناد الفايز نيته الاستقالة من منصبه البرلماني احتجاجا على سلب الحريات والفساد وطريقة إنفاق المساعدات والإساءة لسمعة الشعب.
وانتقد عناد الفايز وأخرون من قبيلة بني صخر في اجتماع مثير الطريقة التي تدار فيها الأمور لكنه أعلن الاستقالة ولم يتقدم بها خطيا بعد استباقا فيما يبدو لمسار دعوات برلمانية لمحاسبته وإحالته إلى لجنة السلوك، حيث جلسة صاخبة متوقعة ومنتظرة لمجلس النواب الخميس بعد تداعيات الأسبوعين الماضيين إثر إضراب سائقي الشاحنات.
وتصمت رئاسة البرلمان لكن العلاقة بين السلطتين متوترة بسبب أجندة كل منهما بخصوص ملف أسعار المحروقات، وفي الأثناء تبدو الحراكات عشائرية الطابع أكثر حدة من أي وقت مضى في الأردن بعد الإعلان عن فقدان أرواح من أبناء العشائر بين رجال الأمن، الأمر الذي يعتبر من المستجدات غير المجربة.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى