آردوغان الكردي بين “السياسة والرصاصة” في بيروت وعمان ضرائب على “التنفس والحذاء الصيني”
حسنا يصبح وليد جنبلاط فجأة بطلا للتوازن في جمهورية يعشقها العرب، ويتغنى أهلها بالتوافق والمحاصصة قبل اندلاع ثورة حقيقية في الشارع، لأن وزيرا ما قرر زيادة الإيرادات بفرض رسوم على مكالمات الـ”واتس آب” واتصالات التواصل الاجتماعي.
عبر شاشة “أل بي سي” أعلنها جنبلاط بعدما تصدى الشعب للوزير الممثل له في حكومة آيلة للسقوط طوال الوقت، وقال إنه اتصل بسعد الحريري وطلب منه “علينا ان نستقيل جميعا”.
الحريري بدوره وعلى شاشة “المستقبل” قرر أن “لا ينأى بالنفس” هذه المرة فاتهم على طريقة عادل عبد المهدي قوى محددة بالسعي لإسقاط الحكومة.
ظهر مرة على شاشة قناة “رؤيا” وزير الأردنيين بتاع الريادة والاتصالات واقترح رسما إضافيا على التواصل الاجتماعي، وخلال ساعات اضطر الرجل لسحب القرار والقول على الطريقة العربية إن المسألة تتعلق بمجرد اقتراح قيد الدرس وتعليق أخرج عن سياقه.
سبحان الله، بالنسبة للوزراء العرب يخرج المواطن فقط عن السياق، أما هم والحكومات فملتزمون بالسياق الغامض، خصوصا إذا تعلق الأمر بالتطوع لابتكار كل أنماط “الجباية”.
ضريبة المشي والهواء
هل تعلمون مثلا أن في الأردن عمليا ضريبة على “المشي” من خلال رسم مقطوع على كل حذاء صيني.
وفي بيروت الملوثة بيئيا وسياسيا، قال لي صديق بوجود ضريبة على “التنفس والهواء” باسم الحفاظ على البيئة.
قريبا يمكن فرض ضريبة على “إغضاب الزوجة”، ومن الواضح أن رفع كلفة التواصل الالكتروني سيحافظ أكثر على الروابط “الزوجية”.
رفاقنا المغاربة تتردد على لسانهم دوما عبارة “إذا كنت في المغرب لا تستغرب”.
في الواقع إذا كنت في أي مدينة عربية لا تستغرب، ففي بيروت حب وتبولة ولحن وبندقية ودولار وطفاية حرائق وميليشيات وكبة نية وعلماء وجامعات عريقة وأحياء تغلق لحماية “تجار المحاصصة “ومسلحون يرافقون صنفين من البشر، هما الراقصات ووزراء المحاصصة.
في بيروت وعمان وبغداد ومكة والقاهرة وكازابلانكا كل شيء إلا “مدينة”.
تلفزيون “روناهي” الكردي
تلفزيون “روناهي” لا أعرف معنى هذه الكلمة في الكردية لكنها تذكرني – لا أعلم لماذا – بأفلام اميتاب باتشان.
نسمع بجنرال الحرب مظلوم كوباني للمرة الأولى فالرجل أبلغ تلك المحطة، وعلى الطريقة الهندية وبندية بالغة إن رأسه على الأقل برأس الرئيس رجب طيب آرودغان.
في “روهاني” .. لازم تكون “حقاني” حتى لو غضب “روحاني”.
الحق يقال، هنا حصل آردوغان في رأيي على ما يريد في شمال سورية، بعد رسالة “مضحكة” من الرئيس ترامب تصلح عنوانا للحمق الكوني، وينصح رئيس تركيا أن لا يكون أحمقا، وهو يهدد – بحمق قبيح وبالغ – بالقضاء على اقتصاد أنقره.
لماذا لم يهدد ترامب بتدمير اقتصاد إسطنبول، فهو ست أضعاف شقيقه في العاصمة أنقرة.
لا أعرف سببا يدفع كل من يكره آردوغان في عالمنا العربي تحديدا للاحتفال بخضوع مفترض لمعادلة الانسحاب من شمالي سورية فآردوغان حصل بالسياسة بعد الرصاصة، على ما يريد، وسؤالنا للمثقف العربي الذي يكره الإخوان وتركيا وقطر معا: أين الكياسة؟!
منطقة آمنة بحدود 32 كيلومترا وانسحاب المقاتلين المدعومين من “سي أي إيه” وسحب آلياتهم الثقيلة وهدم تحصيناتهم.
تماما، حقق الاتفاق الأمريكي – التركي ما سمعناه من السفير التركي في عمان عن أهداف عملية “نبع السلام”.
العدميون فقط منا ورواد المدرسة الكلبية في التفلسف يريدون نكاية بالطهار “تهميش الإنجاز التركي”، ومن الواضح أن ما جرى ترتيب مؤسسي يجعل العسكري مرسوما على بيكار السياسي.
بقالة أم “هايبر”؟
وزير المالية الأردني عز الدين كناكريه لديه “خصلة أو قذلة” من الشعر يستطيع شدها بين الحين والآخر، كلما طلب منه زميل “ميزانية إضافية”.
بصراحة المسؤول الوحيد في الأردن، الذي لا مجال لممارسة الحسد معه ويفضل الإشفاق عليه هو حصريا وزير المالية، فالرجل كصاحب البقالة القديمة، الذي يريد منه الزبائن التصرف على أساس أنه “هايبر ماركت”، فيما لا يوجد على الرف إلا علبة سردين وقليل من الحمص المحمص (تسمى في بلادنا قضامه).
رأيت شريطا إخباريا على التلفزيون الأردني يظهر فيه الرجل محاورا لعتاولة صندوق النقد الدولي وعبر شاشة “المملكة”، التي لا أحد يعرف بعد من يوجهها بصورة محددة يحتد رئيس الحكومة وهو يعيد التأكيد على “النمو الاقتصادي”.
من أين يأتي الوزير الشعور بالمال حتى يلبي طموح زميله وزير الخارجية بزيادة مخصصات سفراء لا يفعلون شيئا في الواقع إلا من رحم ربي، طبعا وواضح تماما مستوى تأثيرهم على الاستثمار الوطني.
الكل في مجلس الوزراء وبقية الأقنية يريد أن ينفق، ويعد بزيادة المخصصات والشعب مثل أي منزل “لا يشبع” والكل في القطاع العام شغوف بأسطوانة المال العام المنهوب وبعض من لا يخدمون الوطن والمواطن ولو “بشلن” يزاودون على الكون بالوطنية والضجيج.
معادلة مغرقة في التعقيد تحتاج لمعجزة وخياط ماهر توفي، أو فقد القدرة، بحكم الاقصاء والتهميش.